حملت كلمة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، في أعمال الجمعة العامة للأمم المتحدة في دورتها ال77 الثلاثاء، مواقف واضحة من أبرز القضايا الشائكة عربياً وإقليمياً ودولياً، خصوصاً في ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أو في ما يتعلق بخذلان الشعب السوري وعجز المجتمع الدولي عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا، وضرورة التوصل إلى "اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني".
وأكد أمير قطر أن "الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع وهو ما قد يغير قواعد الصراع". وقال: "نشدّد على تضامننا مع الشعب الفلسطيني في تطلعه للعدالة".
وشدد على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.وفي سياق آخر أعلن أمير قطر، أن قطر سترحب بالعالم في تشرين الثاني/نوفمبر عندما تستضيف بطولة كأس العالم 2022.كما أكد أن العالم يواجه أزمة طاقة غير مسبوقة، وأن نحو مليار شخص في العالم دون مصدر أساسي موثوق به للطاقة.وأوضح أمير قطر أن بلاده، التي تعد من أهم مصدري الغاز في العالم، تمكنت من الشروع بتوسعة حقل غاز الشمال، والذي سيلعب دوراً محورياً في التخفيف من أزمة الطاقة العالمية.
وفي ما يتعلق بسوريا، توقف أمير دولة قطر عند عجز المجتمع الدولي عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا على ما ارتكبت أيديهم، إمعاناً في الخذلان، حتى أصبح البعض يسعى إلى طي صفحة مأساة الشعب السوري من دون مقابل ويتجاهل التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب المنكوب من دون حل يحقق تطلعاته ويحمي وحدة سوريا والسلم والاستقرار فيها.
وأشار إلى أنه "لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتخلص المسار السياسي في ما يسمى باللجنة الدستورية تحت رعايتها. تقدم القضية السورية درساً مهماً بشأن عواقب غياب الرؤية بعيدة المدى لدى قوى المجتمع الدولي الفاعلة حين يتعلق الأمر بمعالجة مشكلة الشعوب من الطغيان اللامحدود، والفقر المدقع والحروب الأهلية. أن تصبح المظاهر المرافقة لها مثل اللجوء هي المشكلة التي تحتاج إلى حل". وأضاف "نقدر عالياً دور الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، ولكن لا يسعنا إلا أن نذكر أن علينا الالتفاف إلى جذور القضايا قبل أن تطرق آثارها أبواب بلادنا".
وقال أمير دولة قطر: "إننا نأمل أن يتحقق التوافق الوطني في كل من لبنان والعراق والسودان، من خلال ارتقاء النخب السياسية إلى مستوى المهام المطلوبة والمعروفة ليكون ممكناً تحقيق تطلعات المواطنين والتي تضمن وحدة الشعب والوطن وتحفظ تنوعه في الوقت ذاته". وأضاف: "ليس الأمر ممكناً فحسب، بل هو واقعي للغاية لو توفرت الإرادة والاستعداد لتقديم التنازلات للتوصل إلى تسويات والتخلي عن نهج المحاصصة الحزبية الطائفية التي ترفضها الأجيال الشابة".وفي ما يخص الغزو الروسي لأوكرانيا، قال أمير قطر "ندرك تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وندعو لوقف إطلاق النار والسعي لحل سلمي". وقال أيضاً "ندعو جميع الأطراف في أفغانستان إلى الحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة للسلام والبناء عليه"، مضيفاً "حذرنا من خطورة عزل أفغانستان وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج عكسية". وحول الاتفاق النووي، أكد الشيخ تميم أن بلاده تؤمن بالتوصل لاتفاق عادل بشأن برنامج إيران النووي يأخذ بالاعتبار مخاوف الأطراف كافة. وتلعب قطر دور الوساطة بين إيران والدول الغربية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. واستضافت العاصمة القطرية في 28 حزيران/يونيو 2022 مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية.وأوضح أمير قطر أن سياسة بلاده الخارجية قائمة على الموازنة بين المصالح والمبادئ والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية، معتبراً أنه لا يجوز استخدام الطاقة والغذاء سلاحاً في الصراعات. وأضاف "نؤمن بالحوار والعمل المشترك ومحاولة تفهم كل طرف للطرف الآخر".