2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo برقيات ورسائل تعزية محلية وإقليمية بالسيد نصرالله logo عبدالله يشكر جمعية البرجين الثقافية على تبرعها لمستشفى سبلين logo إفتتاح مركزاً جديداً لجهاز الطوارئ والاغاثة .. في عكار logo "جرّاء غارتين اسرائيليتين"... استشهاد 7 مسعفين جنوباً logo السفارة الإيرانية: استشهاد نيلفروشان إلى جانب نصرالله تأكيد على رابط الدم logo "لم يكن شخصية معروفة"... اغتيال أحد "العقول الاستخباراتية" لحزب الله logo "بعد اغتيال نصرالله"... خطوة أميركية في الشرق الأوسط logo "مرحلة خطيرة ودقيقة من تاريخ وطننا"... بيانٌ "هامّ" للجيش اللبناني!
فواز حداد... التجربة التي أخذت حياتي كلها
2022-09-16 14:26:11

ضمن مشروع "أنا الرواية" عن تجارب الروائيين في العالم العربي، صدر لدى دار المحيط في الفجيرة كتاب "لقد مررت في هذا العصر" للروائي السوري فواز حداد. هنا مقطع من الكتاب بعنوان: "التجربة التي أخذت حياتي كلها".لا أزعم أن كتابي يعلم كتابة الرواية، إنها عمل لا يمكن تعلمه إلا عن طريق المحاولة، ولا أسمح لنفسي بتقديم نصائح، وإن كنت أحيانا أتورط بها، بينما أنا نفسي بحاجة إلى نصائح لا أحبذها كثيراً. بالنسبة لكتابي هذا، قد تسمح تجربتي للذين يعتقدون في أنفسهم الموهبة، الاستفادة منها بالاطلاع عليها، لا أدري ما نوع الفائدة، ربما في الاقتراب من عالم حافل بالتساؤلات والفكر والتأمل، قد يجدون في كتابة الرواية نزهة رائعة ورحلة شاقة.حسبما تولد لدي مما فكرت فيه، أنني قاصر عن التعبير عنها، واعتقد من كثرة العوامل التي تتدخل فيها، من ولادة الرواية في رأسي إلى حين ارسالها إلى المطبعة، تجتاز فضاءات متنوعة ومختلفة ومتناقضة، يصعب حصرها، تحفر أخاديد في ذهني. أما إلى أي ستذهب روايتي فيما بعد، وأين ستحط، وفي يد من ستقع، وكيف ستقرأ؟ لقد انفصلت عني تماماً، وأصبحت ملكا لغيري. بالنسبة لي، باتت مجموعة ذكريات عزيزة عن فترة رائعة.لا أدري إن كانت تجربتي ستبرر روايات كانت حياتي، رغم إثارتها لتساؤلات كثيرة، تهمني أكثر مما تهم غيري، على نحو، هل تستحق الكتابة؟ ولماذا كتبت ما كتبته؟ هل كانت خياراتي صحيحة؟ ليت اجاباتي عنها وافية، وإن أدركت أنها رواية أخرى تمتلئ بالمجاهيل.أما عن تلافيف هذه التجربة وتفاصيلها الدقيقة، فلا ريب أنني غير واثق من معرفتها، وإن كنت سأسعى، وأعتقد أن عدداً غير قليل من الروائيين يعانون المعاناة نفسها، لذلك أدعها للنقاد ومتتبعي أثر الكُتاب، قد يكتبون شيئا عنها، وربما اهتم بها بعض القادمين بعدنا، إن كانت تستحق الاهتمام. ما سأكتبه هو للأحياء، قد يصلح مسوغاً لزمن عشته، انخرطت فيه، ولم أصرف نظري عنه، حاولت خلاله كتابة ما اعتمل فيه، من خلال ما طمحت إليه، وما اقتنعت به. وأن أفعل ما بوسعي في تقديم أفضل ما في طاقتي وما يفوق طاقتي، عسى تشفع لي جهدا ليته لا يضيع هباء.تجربة كانت في بعض وجوهها، غير مكتملة، وإن كانت متخمة بحياة قدَّمت لرواياتي مادة ثرية، لم أستهن بها، وتعلمت أن بوسعي أن أكون إنساناً في زمن لم تكن هناك أية قيمة للإنسان، كما زودتني بخبرة، روضت خيالي على ارتياد آفاق منيعة، كوفئت عليها، ليس بالمال ولا بالجوائز، ولا برضى السلطات، ويجوز القول بغضبهم، وكان جزاء طيباً، لأنني كنت ضدهم. لقد حظيت بتقدير طائفة من القراء، مع أنني كتبت ما كتبته من دون أن أعرفهم، لكنني أحسست بوجودهم. كتبته كي افهم العالم والحياة، وهذا العصر الذي تحققت فيه رغبتي في الكتابة عنه بشكل روائي، ولا أدرى ان كنت نجحت فيما أردته. ما عرفته فيما بعد، أنني كنت أخوض في ما يمكن أن أدعوه مشروعي الروائي.إذا كنت على غير دراية بالتفاصيل الدقيقة لتجربتي، فهذا ليس لأنها سرٌ غير قادر على معرفته ولا الكشف عنه، وإن كنت أحس به، ولا أدركه تماماً، يؤكد لي أن ما أجهله أكثر مما أعرفه، وإن كنت سأحاول. وإذا تمكنت من استشفاف شيء او أشياء، فلن أبخل بها.انصرفت في الربع الأخير من حياتي إلى "الربيع العربي" وإن لم يكن ربيعاً، والأصح كان ربيعاً دموياً، منحنا أملاً مشرقاً، ووعداً واعداً. كان نضالاً مشرفاً، وأنا مسرور رغم ما اعتراني من يأس وألم، أنني شاركت فيه بكتابة عدة روايات عنه.هذا الكتاب تمنيت كتابته من قبل، أما والفرصة تهيأت، فقد أقدمت على ما اعتبره محاولة ما للنظر في رواياتي، وربما استرسلت في الكتابة عنها، لكن في الوقت نفسه، تعمدت الإيجاز، فلم اتطرق إلى حياتي التي اشتبكت مع رواياتي، لئلا أشعر بالغبن، إذ إنها استهلكتني، رأيت العالم والبشر من خلالها، فكانت حياتي أشبه برواية آمنة، حتى أنها بدت، وكأنها لم تحدث.


وكالات



كلمات دلالية:  كنت وإن كانت حياتي قد غير أنني فيه
ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top