شدد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان على ضرورة تخلي واشنطن عن لهجة الغموض في النص المنقح للاتفاق النووي، لإنهاء مفاوضات رفع الحظر في أسرع وقت ممكن.
وقال عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي: "ما زلنا جادين في التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام". فيما أعرب المسؤول الصيني عن دعمه لمطالب طهران المعقولة في المفاوضات النووية، كما أكد على حق طهران في التوصل لحقوقها القانونية.
خيارات بايدن
يأتي ذلك فيما كشف البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا "بعيدتين" عن أي صفقة تتعلق بالاتفاق النووي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "لم نعد قريبين من أي اتفاق كما كنا من قبل". وأشار إلى وجود "فجوات" في المواقف بين الطرفين الإيراني والأميركي.
وشدد كيربي على أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال "ملتزماً بالدبلوماسية" تجاه إيران، مبيناً أنه "يريد ضمان أن تكون هناك خيارات أخرى متاحة لحرمان طهران من قدرة إنتاج سلاح نووي إذا توصلنا لاتفاق". وتابع بأن "واشنطن مستمرة في العمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي ولكن صبرها بدأ ينفد".
زيارة رئيس الموساد
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد نقلت عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تطلع إسرائيل عن كثب على المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
والخميس، استعرض رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع "مواداً استخباراتية حساسة" بخصوص الملف النووي الإيراني، مع مسؤولين أميركيين، في الولايات المتحدة، بحسب بيان لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي.
وقال البيان إن "سلسلة اللقاءات شملت كلا من رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الخارجية الأميركية".
وأوضح البيان أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تواصل إيران فيه خداع العالم". وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا خلال اللقاءات على أن الولايات المتحدة، لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة ستواصل العمل بتعاون كامل مع إسرائيل، في قضايا إقليمية تتعلق بأمنها.
وكانت إيران قد أرسلت الأسبوع الماضي ردها الأخير على مقترح الاتحاد الأوروبي بهدف إحياء الاتفاق النووي، لكن واشنطن قالت إن الرد الإيراني "ليس بنّاءً"، ورفضت الربط بين العودة إلى الاتفاق النووي وتحقيقات الوكالة الذرية بشأن العثور على مواد نووية في 3 مواقع غير مصرّح بها.
وبعدما تخلّت عن مطلب شطب الحرس الثوري من لائحة الإرهاب الأميركية، تتمسك إيران بالحصول على ضمانات تشمل تعهد الولايات المتحدة بألا تنسحب في المستقبل من الاتفاق النووي، بيد أن مسؤولين أميركيين قالوا إن إدارة بايدن لا يمكن أن تقيد الإدارة المقبلة بتعهد من هذا القبيل.
عقوبات جديدة
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها أدرجت على لائحة العقوبات شخصاً متورطاً بشحن طائرات بدون طيار إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، كما أدرجت أربعة أشخاص آخرين ذوي صلة بأنشطة الطائرات بدون طيار الإيرانية، بما في ذلك إنتاج "سلسلة شاهد" من الطائرات بدون طيار والمكونات ذات الصلة للحرس الثوري الإراني.ومن المقرر أن تفرض الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية لتورطهم في تزويد روسيا بمسيرات حربية لاستخدامها في غزوها أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان، إن العقوبات ستستهدف بالدرجة الأولى الحرس الثوري الإيراني والذي يخضع أساسا لسلسلة عقوبات فرضتها عليه واشنطن بسبب دوره في البرنامج النووي الإيراني.
ونقل البيان عن مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله إن "الولايات المتحدة تعتزم بصرامة تطبيق كل عقوباتنا المفروضة على روسيا كما على إيران، ومحاسبة كل من اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا".
وبالإضافة إلى الحرس الثوري، ستستهدف العقوبات الأميركية العديد من الشركات الضالعة في عمليات البحث والتطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية، فضلاً عن الشركة الإيرانية المكلفة نقل هذه المسيّرات إلى روسيا.