أتيح لي الاطلاع على مجموعة من أعمال الكاتب والباحث الجزائري: شريف عبد الدايم، وهو من مواليد مدينة قسنطينة سنة 1955، أثرى المكتبة الجزائرية بأعمال مهمة في الأدب والتاريخ، ولعل من بين أبرز أعماله في مجال التاريخ، تأليفه لكتاب مهم، يتناول حياة ومسار أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية: عبد الحفيظ بوصوف (أو بوالصوف). الكتاب يقع في 308 صفحة من الحجم المتوسط، يتضمن معلومات تاريخية ونسخاً مصوّرة من وثائق نادرة وصوراً وإحصائيات. كتاب تاريخي مرجعي، سيفيد جميع من يرغب في الإحاطة بهذه الشخصية الثورية ذات المسار الحافل بالأحداث "كان يشكل العمود الفقري للثورة" وفق تعبير لخضر بن طوبال. كتاب يستحق بالنظر لقيمته وأهميته، ترجمته وإعادة طبعه من جديد، في إطار الذكرى الستين للاستقلال.
ولأنّ الباحث شريف عبد الدايم، رجل متشبّع بالروح الوطنية والفكر التقدمي، خصص جهده ووقته للقضية الفلسطينية من خلال العديد من المقالات والدراسات والكتب، وقد أصدر في هذا الصدد كتابين مهمين، بذل جهداً كبيراً في تأليفهما: "ياسر عرفات: رجل، كفاح" وهو كتاب يتناول حياة ومسار قائد الثورة الفلسطينية، ويقع في 267 صفحة، ويحيط بالمسار الثوري الحافل للزعيم الفلسطيني، مزوّداً بالعديد من الوثائق والصوّر ذات الصلة بموضوع الكتاب.أما الكتاب الثاني فيحمل عنوان: "من الأسطورة الصهـيونية إلى المأساة الفلسطينية"، كتاب صدر عن "لانيب" سنة 2016، ويقع في 361 صفحة؛ كتب مقدمته الكاتب الفلسطيني باللغة الفرنسية زياد مدوخ جاء فيها: "كتاب تاريخي، لم يكتف مؤلفه بسرد التفاصيل والتوضيحات فحسب، بل قدم تحليلات موضوعية. معلومات تهم كافة الأجيال حتى تعرف ما معنى السلام المزعوم للاسرائيليين، وأن هذا السلام ما هو سوى كذبة كبرى، وعبارة عن أسطورة، مثل كل تاريخ الصهـيونية، وأن حرية الفلسطينيين لن تنتزع سوى بتضحياتهم وكفاحهم من اجل الاستقلال، وذلك بدعم من جميع المؤمنين بهذه القضية العادلة، على غرار صديقي وأخي الجزائري شريف عبد الدايم".كتب شريف عبد الدايم، أيضا، رواية تاريخية استحسنها جميع من قرأها، في سردها ومعلوماتها التاريخية؛ الرواية تحمل عنوان: "شارع المقصلة" بطلها إبراهيم بن منصور، السجين السياسي الجزائري، وقد حكم عليه الاستعمار بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، هكذا سيقتفي أثره، من خلال رحلة معاناة حقيقية رفقة مسجونين آخرين، ستقوده من قسنطينة حيث تمت محاكمته بتاريخ 10 مارس 1873، إلى مستعمرة كاليدونيا الجديدة. أين سيعيش مع باقي المساجين ويلات القهر والظلم والتعذيب، من خلال رحلة شاقة ومضنية، ستشهد هلاك العديد من المساجين الجزائريين.كما ألف أيضاً كتاباً تاريخياً مهماً، يحمل عنوان: "ملحمة بايات قسنطينة"، يتناول تاريخ منطقة قسنطينة خلال العهد العثماني.الكاتب والباحث الجزائري: شريف عبد الدايم، من الأسماء الأدبية الجزائرية البارزة، التي تعمل وتجتهد في صمت، بعيداً من الشهرة والأضواء؛ لم ينل للأسف حظه من الرعاية والاهتمام، رغم أهمية وقيمة منجزه في الأدب والتاريخ. (*) مدونة نشرها الكاتب الجزائري بوداود عميّر في صفحته الفايسبوكية