2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo برقيات ورسائل تعزية محلية وإقليمية بالسيد نصرالله logo عبدالله يشكر جمعية البرجين الثقافية على تبرعها لمستشفى سبلين logo إفتتاح مركزاً جديداً لجهاز الطوارئ والاغاثة .. في عكار logo "جرّاء غارتين اسرائيليتين"... استشهاد 7 مسعفين جنوباً logo السفارة الإيرانية: استشهاد نيلفروشان إلى جانب نصرالله تأكيد على رابط الدم logo "لم يكن شخصية معروفة"... اغتيال أحد "العقول الاستخباراتية" لحزب الله logo "بعد اغتيال نصرالله"... خطوة أميركية في الشرق الأوسط logo "مرحلة خطيرة ودقيقة من تاريخ وطننا"... بيانٌ "هامّ" للجيش اللبناني!
رضا الأعرجي.. عن اللدودَين همنغواي وشتاينبك
2022-09-07 11:26:40

الكتّاب الكبار لا يختلفون عن الناس العاديين بل یشبھونهم من نواح كثیرة: یكرھون بعضھم البعض، ویتبادلون الانتقادات اللاذعة...
استخف تولستوي بشكسبير، وكرهه برنادر شو..
لم یعجب نابوكوف بأي كاتب على الإطلاق..
الروائيان الأميركيان جون شتاينبك وإرنست همنغواي لم تكن بينهما علاقة شخصية، ولم يتعارفا بشكل مباشر رغم وجود عدد من الأصدقاء المشتركين. كان كلا الكاتبين صامتين حول أعمال بعضهما البعض، حتى كسر شتاينبك هذه القاعدة حين أشاد بهمنغواي في جلسة عامة، ووصفه بأنه "أفضل كاتب في عصرنا"، في حين كانت جميع إشارات همنغواي تحط من شتاينبك كـ"كاتب شعبي" حسب توصيفه.
ربما جاء فعل همنغواي هذا رداً على الارتفاع الحاد في أسهم شتاينبك خلال الفترة التي نشر فيها "عناقيد الغضب" العام 1939، في حين كان همنغواي يكتب قليلاً، ويتهمه العديد من النقاد بعدم الاهتمام بما يكفي بالقضايا الاجتماعية الخطيرة. حتى أواخر الأربعينيات، عندما بدأت سمعة فوكنر في الصعود، لم يعد هناك شك في أن همنغواي اعتبر شتاينبك منافسه الرئيسي لما أسماه "البطولة".
التواصل الوحيد بينهما كان رسالة واحدة من شتاينبك حيث كتب لهمنغواي معبّراً عن إعجابه بتقنية قصة "الفراشة والدبابة"، ويبدو أن هذا التعبير عن الإعجاب أدى بشكل غير مباشر إلى الاجتماع الشهير في العام 1944 بين الإثنين، في مطعم تيم كوستيلو في نيويورك، والذي رتبه الأصدقاء المشتركون بطلب من همنغواي. وبالنظر إلى خجل الكاتب الأصغر سناً، شتاينبك، لم يكن من المستغرب أن يتم تبادل بضع كلمات فقط بينما احتل همنغواي مركز الصدارة في ذلك الاجتماع.
لسنوات، ظل شتاينبيك يحمل مشاعر متناقضة جداً حول مؤلف أُعجب بعمله لكنه كان يكره سلوكه. في وقت لاحق، عندما أصبح التنافس بين همنغواي وفوكنر شديداً، علق شتاينبك باشمئزاز قائلاً: الاثنان كانا "يتنافسان على إعداد الفواتير لشاهدة قبر".
ظل شتاينبك يحاول حماية نفسه من اعتباره تلميذاً لهمنغواي، تماماً كما أن همنغواي ظل ينفي بشدة التأثير القوي لشيروود أندرسون، وهو تأثير لم يستطع الاعتراف به أبداً. لكن شخصية همنغواي كانت مهيمنة للغاية، وأسلوبه كان قوياً لدرجة أنه سحب شتاينبك إلى مداره بغض النظر عن مقاومة شتاينبيك الواعية. وعلى الرغم من كراهيته لشخصية همنغواي، وجد نفسه مقدراً له التعايش معه إلى حد ما، تماماً كما وجد كثيرون أنفسهم تحت رحمة الأقدار سواء أرادوا ذلك أم لم يريدوا.
عندما تم الإبلاغ، في يناير 1954، عن طريق الخطأ بأن همنغواي قتل في حادث تحطم طائرة صغيرة في أوغندا، كان شتاينبك وزوجته يقضيان عطلة في منطقة البحر الكاريبي. قام بنفسه بالبحث عنه على طول الشاطئ لساعات، وحين تمكنت زوجته من الاندفاع اليه لإخباره بالنشرة المصححة التي أفادت بنجاة همنغواي، غضب بشدة بدلاً من أن يشعر بالارتياح، وقد فسر الأمر على أن همنغواي "أراد تخويفنا بهذه الطريقة".
في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، بدأ الرجلان، في الوقت نفسه تقريباً، باطلاق لحاهما. كان شتاينبيك قد أوضح للجميع أن السبب في ذلك معاناته من مشاكل جلدية، لكن في وقت لاحق من حياتهما، عندما كان كلاهما بلحية كثة، كان يتم الخلط بينهما حتى أن بعض القراء كان يطلب من شتاينبيك الحصول على توقيعه باعتباره همنغواي، وكان شتاينبك بمزيج من الطيبة والفكاهة يوقع: ارنست همنغواي.
كان شتاينبك المزارع، وهمنغواي الصياد، روائيين مختلفين جداً، وقد تجسدت في كتاباتهما شبه المتوازية طريقتان متناقضتان للنظر إلى العالم الحديث، وقد عرضا في أعمالهما مجموعة من الأخطار التي تهدده، لكن كلاً منهما اختار مساره الخاص.
كانت رؤية شتاينبك أننا نستطيع أن نجمع مواردنا، وأن نحافظ على علاقة حميمة مع الأرض ومخلوقاتها، وأن نتعلم كيف نقضي على أنانيتنا العمياء ونعتني ببعضنا البعض في وقت الحاجة. فيما رأى همنغواي أنه يجب علينا أن نتعلم السيطرة على بيئتنا، وأن نتنافس من أجل النجاح في ساحات المجتمع والطبيعة، وأن نتحلى بالشجاعة في مواجهة المصاعب التي يستتبعها العيش بدلاً من أن نكون ضحايا، ونضطر إلى التخلي عن حريتنا، وفقدان هويتنا الفردية.(*) مدونة نشرها الكاتب العراقي رضا الأعرجي في صفحته الفايسبوكية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top