أدرجت أكاديمية "غونكور" رواية الفرنسي اللبناني، سبيل غصوب، ضمن اللائحة الأولية للأعمال المرشحة هذه السنة لنيل جائزتها، لكن اللائحة التي أعلنتها لجنة التحكيم الثلاثاء استبعدت كتاب فيرجيني ديبانت "شير كونار" رغم تحقيقه المبيعات الأعلى في بداية الموسم الأدبي الحالي.وشملت الأعمال التي اختارها أعضاء الأكاديمية الاثنا عشر، 15 رواية، كان من المتوقع ترشيح عدد منها على غرار "لا في كلانديستين" لمونيكا سابولو أو "لو كور نو سيد با" لغريغوار بوييه. لكنّ بعض الروايات الأخرى التي أدرجت ضمن اللائحة شكّلت مفاجأة، ومنها مثلاً "بيروت سور سين" للكاتب الشاب الفرنسي من أصول لبنانية سبيل غصوب، أو "لو ماج دو كرملين" لجوليانو دا إمبولي الذي صدر في أبريل الفائت.ومن المقرر إعلان الفائز بجائزة "غونكور" في 3 نوفمبر المقبل. وتُعتبر الروائية الفرنسية فيرجيني ديبانت نجمة الموسم الأدبي الحالي، إذ قوبلت روايتها باستحسان كبير من النقاد، ووصلت مبيعاتها إلى حوالى 65 ألف نسخة. وكانت ديبانت التي فازت بجائزة "رونودو" عام 2010 عن "أبوكاليبس بيبي" عضواً في لجنة تحكيم "غونكور" لمدة أربع سنوات قبل أن تستقيل في مطلع عام 2020 لتتفرغ للكتابة.ولا تتضمن لائحة "غونكور" هذه السنة أي كتاب صادر عن دار "غراسيه" التي تنشر مؤلفات ديبانت، في حين تُنافس على الجائزة ثلاثة إصدارات من منافستها "غاليمار"، واثنان من كل من "فلاماريون" و"ستوك". والمؤلفون الخمسة عشر الذين أدرجت رواياتهم ضمن اللائحة هم مورييل باربيري وغريغوار بوييه وناتان دوفير وجوليانو دي إمبولي وكارول فيف وسبيل غصوب وبريجيت جيرو وساره جوليان فارديل وكلويه كورمان وماكنزي أورسيل وأيف رافيه وباسكال روبير ديار وإيمانويل روبن ومونيكا سابولو وآن سيرّ.
وسبيل غصّوب (1988)، المولود في باريس من أبوَين لبنانيَّين، درس ومارس التصوير الفوتوغرافي وأدار أنشطة ثقافيةً عديدة بين باريس وبيروت (هو بالمناسبة ابن الكاتب والشاعر اللبناني قيصر غصوب). صدرت له رواية "الأنف اليهودي"، وهي تنتمي إلى تجربة الكاتب الشخصية، وفي روايته هذه، يحضُر كشخصية رئيسيةٍ، وإن كان مقنّعاً باسم "ألِف"؛ حيثُ تمدّ الحياةُ الشخصيةُ العملَ بنسغها وتكسوه بعناصر السرد التي تُشكّل المسار المتشعب والمتداخل الذي عبرته حياة هذا الشاب بين حضارتَين متنازعتَين ومتكاملتَين في آن، راصدةً انعكاس ذلك في شكل أسئلة إشكالية صعبة.في روايته المرشحة لغونكور، عندما يقرر الراوي أن يسأل والديه عن بلدهما الأصلي، لبنان، فهو لا يعرف حقًا ما الذي يبحث عنه. حياة والديه؟ من والده الشاعر الصحافي الذي وقع في حب عيون زوجته منذ سنوات؟ أم عن حياة بلاده التي دمرتها سنوات من الحرب الأهلية؟ وبينما قرر والدا الراوي في العام 1975 العيش في باريس لمدة عامين، غرق لبنان في صراع لا نهاية له. وبدا التجول في العاصمة الفرنسية، والاستعداد للحصول على الدكتوراه، وسرقة الكتب من Gibert Jeune أمرًا ساخرًا. بمرور السنين، يستمر الصراع السياسي في التصاعد، وقد أصبح لبنان وعاصمته بالنسبة للراوي مكانًا آخر في الحياة اليومية، نقطة تجمع عائلي يحلم بها. وبحسب الناشر تعتبر "بيروت-سور-سين" (بيروت على نهر السين) "رواية قاطعة وشاعرية وتحملها روح الدعابة المفعمة بالعاطفة، وهي رواية عن الأسرة والهجرة وما تبقى لنا من أصولنا".