2025- 04 - 21   |   بحث في الموقع  
logo بيان صادر عن حزب الله حول وفاة البابا فرنسيس logo الى ساحة الاعتصام مجددا logo خطاب “البأس”.. استئناف “فصل الخطاب” logo الرئيس بري يعلق على المفاوضات الأمريكية-الإيرانية والصراع مع إسرائيل.. فماذا قال؟ logo تدخل سعودي يُنهي سجال أورتاغوس – جنبلاط logo شركة إكس- نور تتعاون مع جيه إيه بالم تري كورت فندق جيه إيه بيتش، وفندق جيه إيه ليك فيو، لتخفيض بصمتها الكربونية   logo على شاطئ لبناني قرب فندق… العثور على جثة متحللة (صورة) logo دويّ انفجار سُمع في أرجاء القطاع الغربي… ما مصدره؟
تكبير حجر الأزمة يعني استفحالها واستمرارها طويلاً… عبد الكافي الصمد
2022-09-07 05:56:09

منذ اندلاع شرارة الحَراك الشّعبي في 17 تشرين الأوّل عام 2019 بدأت معالم الإنهيار تظهر تباعاً، وإنْ كانت مؤشّرات هذا الإنهيار قد حذّر منها كثيرون في أوقات سابقة، إستناداً إلى عدّة معطيات ووقائع كانت بحوزتهم، لكنّ كثيرين كانوا يحاولون تكذيب الواقع الذي كانوا يلمسونه ويرونه أمام أعينهم، أملاً في أن تكون الأزمة مجرد غيمة صيف.. وتمرّ.

غير أنّ الأزمة كانت عميقة جدّاً إلى حدّ أنّ من قدّروها جيداً كانوا قلًة، وأنّ الحًراك الشّعبي كان مجرد “غطاء” للتعمية على الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة التي قادت لبنان إلى عتبة الإفلاس، وهي مستمرة في قيادته نحو الأسفل، وقد إنعكست على مختلف المجالات المعيشية والإجتماعية والصحيّة والتربوية، وعلى بقية القطاعات الإنتاجية، لتضربها في الصميم.

مع مرور الأيّام كانت الأزمة تتفاقم أكثر فأكثر، من إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية بشكل غير مسبوق أمام الدولار الأميركي وبقية العملات، من 1500 ليرة لكل دولار عام 2019 إلى أكثر من 36 ألف ليرة اليوم، ومؤشّرات إنهيار سعر الصرف لا تطمئن أنّ الأيّام المقبلة سوف تكون أفضل، ما أفقد العملة الوطنية قيمتها الشرائية، وجعل رواتب ومداخيل اللبنانيين بالكاد تكفيهم الأكل والشّرب، في موازاة أزمة المصارف التي حجزت على أموال المودعين، الذين وجدوا أنّ جنى أعمارهم قد طار من غير أن يستطعيوا إلى ردّه والحفاظ عليه سبيلاً.

خلال السّنوات التالية كانت كرة الإنهيار تكبر تدريجياً، والأمثلة على ذلك كثيرة، وهو إنهيار لم يسلم منه أيّ قطاع أو فئة من اللبنانيين. قطاع المحروقات كان أبرز هذه القطاعات التي لم تعرف إستقرارا، وما يزال، بعد ارتفاع أسعار المحروقات خلال السّنوات الأربع الماضية أكثر من 35 ضعفاً، وهو إرتفاع جعل كلّ شيء يرتفع سعره معه، عدا عن أزمات قطاعات الصحّة والأدوية والطحين والخبز والمواد الغذائية، من غير نسيان الأزمة القديمة ـ الجديدة وهي أزمة الكهرباء التي استنزفت خزينة الدولة وما تزال غائبة، وأزمة مولدات الكهرباء الخاصة التي استنزفت المواطنين، خصوصاً الفقراء وذوي الدخل المحدود والموظفين، الذين باتت مداخيلهم ورواتبهم بالكاد تساوي فاتورة إشتراك عن شهر واحد.

خلال هذه الفترة كانت أرقام الهجرة، الشرعية وغير الشرعية تكبر يومياً، ومعها أرقام البطالة والإفلاس والركود والتسرّب المدرسي، وكذلك نسبة الفقر التي ارتفعت لتطال 80 في المئة من اللبنانيين، من غير أن يتبرع أحد من المسؤولين خلال كلّ سنوات الأزمة لإيقافها في المرحلة الأولى، ومعالجتها والخروج من القعر الذي وصل إليه البلد في المرحلة الثانية.

إنقسم المسؤولون خلال سنوات الأزمة إلى نوعين: الأوّل تجاهلها وكأنّ الأمر لا يعنيه، ولم يفكر إلى في مصالحه الضيّقة؛ والثاني حاول ترقيعها قدر الإمكان، فكانت النتيجة في الوضع الذي وصل إليه لبنان حالياً، ما يعني ببساطة أنّ استمرار الأزمة سيطول، وبأنّ معالجتها بعد استفحالها سيكون بالغ الصعوبة، وأنّ الذي كان يمكن القيام به بالأمس لن يكون ممكناً القيام به اليوم، والذي يمكن فعله اليوم لإنقاذ البلد لن يكون ممكناً ولا ناجعاً فعله غداً.



safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top