على بعد مئات الأمتار من صخرة "تخليت"، التي كانت واحدة من أوجه الخلاف بين لبنان والعدو الإسرائيلي، حول عملية الترسيم، من نقطة البر أو نقطة البحر، والتي كانت محاطة بسبع قطع بحرية إسرائيلية مزودة بالرشاشات وجنود مدججين بالسلاح، وقف حوالى عشرين مركباً لبنانياً، على متنها ناشطون من هيئات المجتمع المدني وصحافيون، يواكبهم زورقان حربيان من بحرية الجيش اللبناني، مقابل مدينة عكا الفلسطينية الساحلية التي تبعد عن رأس الناقورة أقل من خمسة كيلومترات.وهناك أطلق الناشطون الهتافات باللغتين العربية والإنكليزية، في وجه الجنود الإسرائيليين، الذين لم يجرؤا على تخطي الطوافات (الخط الأزرق المائي)، الذي تم ترسيمه بعد الانسحاب الإسرائيلي العام 2000.وشمال عكا الفلسطينية وحيفا أيضاً التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومتراً وحقل كاريش 73 كيلومتراً، وتحديداً راس الناقورة على الجانب الفلسطيني، كان عشرات السياح الاسرائيليين ينتظرون دورهم للصعود إلى التلفريك في آخر نفق سكة الحديد، الذي أنشأه الاحتلال الانكليزي العام 1943، إبان الحرب العالمية الثانية.هذه المراكب ، كانت انطلقت في الصباح الباكر من طرابلس شمال لبنان، واستغرقت رحلتها إلى صور ثم الناقورة، قبل أن تنضم إليها ثمانية مراكب من صور، أكثر من ثماني ساعات، ضمن فعالية الحملة الأهلية والشعبية للدفاع على الثروة البحرية، حيث رفعت على المراكب لافتات باللغات العربية والإنكليزية والعبرية، تؤكد أن نفط لبنان للبنان، والتمسك بكل شبر من الحدود البحرية اللبنانية.
واكب القافلة بحراً وبراً إلى رأس الناقورة ناشطون من مختلف الأراضي اللبنانية، الذين جمعهم شعار الحفاظ على ثروة لبنان، بعيداً عن كل مناطقية وانقسامات سياسية، وارتدى بعضهم "تيشرت" سوداء ترمز إلى النفط كتب عليها اسم الحملة.منسق "الحملة الأهلية للحفاظ على الثروة الوطنية" الدكتور هاني سليمان قال لـ"المدن" إن هذه الحملة جرى تنسيقها مع وسائل الإعلام وقيادة الجيش ووزارتي الأشغال العامة والنقل والثقافة والصليب الأحمر وبلديات ساحلية.
وأضاف سليمان : إننا من خلال هذه الحملة الكبيرة جئنا لنؤكد أن نفط لبنان للبنان، وغاز لبنان للبنان، غير منقوص ليتراً واحداً. وحدود لبنان مع فلسطين المحتلة هي حدود تكاملية في الاخوة والمصير المشترك.ولفت سليمان إلى أن هذه الفعالية المميزة بعناصرها، هي عمل وحدوي، غير فئوي أو حزبي أو مناطقي، وصناعة لبنانية مئة بالمئة.وأكدت الناشطة أرليت خوري ان هذه المبادرة تهدف إلى دعم الموقف اللبناني، لأخذ حقوقنا في مياهنا كاملة وغير منقوصة.وأشار منسق الحملة في طرابلس والشمال فيصل درنيقة لـ"المدن": "إننا قدمنا من الشمال وكلنا عزيمة وإرادة لنيل حقوقنا كلبنانيين.. بالنسبة إلينا، لا شيء اسمه مفاوضات، فهناك إملاءات أميركية- إسرائيلية. وهذا ما نرفضه"، مؤكداً بأن كل اللبنانيين معنيون في هذه الثروة الوطنية.