أقامت العضو المؤسس والمستشارة القانونية في “اللقاء الإعلامي الوطني” المحامية سندريللا مرهج، حفل تكريم في دارتها في سهل بلدة حدث بعلبك، لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، لمناسبة مرور 4 سنوات على تأسيس اللقاء.
وحضر الحفل الوزيران في حكومة تصريف الاعمال ، العمل مصطفى بيرم، و الإعلام زياد المكاري ممثلا بمستشاره مصباح العلي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الأمين العام ل”حزب البعث العربي الإشتراكي” علي يوسف حجازي، راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، وحشد من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية.
مرهج
واعتبرت مرهج ان “الحاج محمد عفيف، مسؤول العلاقات الاعلامية في أقوى حركة شعبية مقاومة في المحور المقاوم الممتد شرقا وغربا، قمة التواضع والمحبة والرفعة والحنو، يجمع ولا يفرق، منفتح على أطياف المجتمع، لا يغلق بابه ولا هاتفه ولا أذنيه، لا يهدأ ولا يكل. وفي مسيرته الغنية بصمة مهمة في الوقوف الى جانب اللقاء الاعلامي الوطني الذي مضت 4 سنوات على تأسيسه، والذي يضم أكثر من 150 إعلاميا واعلامية”.
وأشارت إلى أن “اللقاء الإعلامي الوطني هو لقاء مستقل غير حزبي، كوكب جديد في محور وفي مجرة الإعلام المقاوم، الذي يستحق كل فرد منه التكريم والتحية”.
وختمت مرهج: “لقائنا اليوم تحية للإعلام المقاوم ضد الصهيونيى والتكفيرية الظلامية، الإعلام المقاوم الذي يبني الرأي العام الواعد، ويحمي الحقيقة وهوية لبنان الحرة والحرية الإعلامية. ألف تحية للإعلاميين المقاومين المرابطين على ثغور الحق”.
عفيف
وتحدث الحاج محمد عفيف، فقال: “إذا كان التكريم لي بشخصي، فأنا الأقل بينكم، وإن كان التكريم لمنصب، فانا مع الشاعر القائل وأعز ما يبقى وداد دائم، إن المناصب لا تدوم طويلا، وان كانت التكريم لهذه المقاومة الشريفة، فهي أهل ومحل”.
وتابع: “أنا من جيل ينبذ أنا ويحبذ نحن، يحجب الفرد ويظهر الجماعة، يقدم صدقة السر على زكاة العلانية. أنا من جيل مضى نفر غير قليل منه شهداء، وكلما سرت في تشييع شهيد حسبتني هو”.
وأضاف: “عندما كلفت بعقد المؤتمر الصحفي في العشرين من حزيران الماضي، إيذانا بالأربعين ربيعا، كانت يتراءى لي طيف ماض غير بعيد، وحاضر مستدام، وملامح مستقبل واعد مليء بالنصر. في الماضي معاناة التأسيس وصعوبات الأيام الأولى وقلة ذات اليد، الإذلال على الحواجز، وظلم ذي القربى، ويتخطفنا الناس من حولنا، التجاهل والإهمال العمدي. كنت أجول على وسائل الإعلام حتى أقنع أحدهم بالموافقة على نشر بيان باسم المقاومة الاسلامية، وكان أساطين تلك المؤسسات ينظرون إلينا شذرا واستخفافا، كانت غربة قاسية طبعت ملامحنا إلى حد بعيد، وظلما لا حدود له. اليوم هي قوة محلية ونفوذ متسع، ولاعب على مسرح الإقليم بدور لم يكن يتوقعه أحد، والأهم جيل شاب ينظر إلى المستقبل، وخلفه خبرة السنين تظلله رايات النصر، يكاد يقفز من شوقه يعبر الأسوار إلى الجليل. وليس عن عبث أن المشهدية التي ربما شاهدها أغلبكم، ابتدأت بمعاناة الاجتياح، وانتهت بسلام يا مهدي، وفي الخلفية صورة القدس في رابط وجداني عميق بين ما كنا وبين ما نأمل ونريد”.
وأشار إلى أن “هذه المقاومة تعرضت للتشويه والإساءة والإجحاف والظلم. لسنا ندعي ابدا العصمة، نحن بشر وخطاؤون وخير الخطائين التوابون، ونُجري على مسار أيامنا نقدا لكل ما مرت به مسيرتنا، وتقويما متواصلا لعملنا، وندرس الأحداث، ونستقرئ العبر والنتائج، ونحاول ما أمكن إصلاح ما يمكن، ومع ذلك فإن الإساءة بلغت حدا كبيرا. لو أن هناك قضاة وقانون لكتبوا لنا صك براءة وإنصاف. ولكن هيهات في بلد الطائفية والصراع الأبدي ان نكتب تاريخا واحدا، فكيف نختلف على شهيد مات على هذه الارض، ومن أجل هذه الأرض التي أحبها وأحب شعبها، ودفن في ثراها. أنتجادل على وطن نهائي لجميع أبنائه، وقد طوينا هذه الصفحة نهائيا منذ الإمام الصدر إلى الإمام نصر الله. قلت في معرض الجدل والمحاجحة، ليس لنا من مدفن نهائي لشهدائنا سوى هذه الأرض الطاهرة المقدسة، إلا من عصفت به الرياح وألقت بجسده تحت رمال الصحراء”. ورأى أن “هذه لمقاومة تعرضت لحملات إعلامية متواصلة من مؤسسات أكبر من دول، ولكن لقد أنفقتم الكثير واشتريتم الذمم والضمائر والأقلام، وأبدعتم حقا في استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال. هل أضعفتم المقاومة؟ كلا، وقد باتت أقوى عدة وأكثر عددا. وهل فصلتم بينها وبين شعبها وقضاياه؟ كلا، وهو التزام ثابت متبادل لا رجعة عنه. هل أثرتم على خياراتها المصيرية وقراراتها السيادية؟ كلا. وهل تراجع دورها المحلي والإقليمي؟ تعلمون أنه عبث، ارتزاق، غايته المال والإستزلام. بلا، لأكن منصفا معكم، لقد استطعتم أن تبعدوا جزءا من اللبنانيين أن يكونوا إلى جانب إخوانهم اللبنانيين، وألقيتم على مسامعهم وقرا، وعلى أعينهم غشاوة، فهام بعضهم بمعاداة المقاومة وأهلها، وهم أخوانكم. من المستفيد الأول من نجاحكم المؤقت هذا؟إسرائيل لا لبنان ولا اللبنانيين، ولكني كلي أمل ان ينقضي ليل الإفتراءات، ويطلع نور الحقيقة”.
واعتبر أن “المقاومة الحكيمة المظلومة، اتصفت بالسعاة الثلاث: بسعة صدرها، إذ استوعبت اختلاف أصدقائها وحلفائها معها وحولها، وبسعة قلبها فاحتملت حتى الذين ناصبوها الكراهية والعداء، وبقيت تنظر إليهم إما أخ لك في الدين، أو شقيق في الوطن، وسعة في اليد ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، يحدوها واجب خدمة شعبها، من كان وأين كان، دون ان تعرف اليد اليسرى ما أنفقت اليمنى”.
وتوجه إلى أعضاء” اللقاء الإعلامي الوطني”، فقال: “كان دوركم على مدى السنوات الأربع الماضية كبيرا وهاما إلى جانب المقاومة في كل موقف يحتاجكم، أو ارتأيتم أن تكونوا فيه، فسلام عليكم وشكرا لكم، وما ينتظركم أكبر وأسمى”.
واضاف : “لئن كان أيار 2000 عيدا للتحرير الأول، وآب 2017 عيد التحرير الثاني، فامأمكم موعد، يرونه بعيدا ونراه قريبا، مع عيد التحرير الثالث، تحرير الثروة الوطنية الدفينة في بحر لبنان، ولنكن مستعدين لهذا الفرح العظيم”.
وختم الحاج عفيف معتبرا ان “اختيار البقاع مكانا لهذا الجمع الجميل مغزى راقيا، من هنا انطلقت المقاومة حرفيا وعمليا، وللبقاع على كل لبناني دين، وهنا في هذا البقاع الجميل الوفي الحبيب، مختبر حقيقي لوحدة اللبنانيين أجمعين مسلمين ومسيحيين على وطنهم الذي لا ثاني له”.
وألقى المفتي شقير والشاعر حسين يونس قصائد وطنية ووجدانية.
وقدمت مرهج وأعضاء الهيئة التأسيسية للقاء الإعلامي الوطني لعفيف سيفاً كهدية تذكارية رمزية “تقديرا لتاريخه المقاوم”.
وختاما، جلسة حوار حول الأوضاع العامة في البلاد.