إنها مرّة من المرات النادرة التي يلجأ فيها رئيس مجلس النواب نبيه برّي لإطلاق مواقفه بهذا الشكل المباشر. ارتدى برّي لبوس رئيس المجلس النيابي في مكان، ورئيس حركة أمل في أمكنة أخرى. على هذا التقسيم يمكن توزيع "مقامات" مواقفه، التي تراوحت بين تعهده الاستمرار بالعمل في المجلس النيابي لإقرار القوانين الإصلاحية، ومواقفه السياسية حكومياً، رئاسياً، وحدودياً (ملف الترسيم). أكثر من موقف غمز فيه برّي من قناة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. فردّ على ما قاله عون قبل يومين بأن برّي يؤخر ترسيم الحدود حتى انتهاء ولايته، فردّ بري: "يريدون توزيع شهادات بالوطنية والسيادة، علماً أننا نحن من يوزع الشهادات". كما انتقد برّي موقف عون من دون أن يسميه في ملف تشكيل الحكومة، ومطالبته بتعيين ستة وزراء دولة. فيما هاجم بعض الطروحات الرئاسية التي يتقدم بها جبران باسيل، كما انتقد عبارة "ما خلّونا"، ورفض التيار الوطني الحرّ لإنشاء الهيئة الناظمة للكهرباء.لسنا هواة حربفي ملف ترسيم الحدود، اعتبر برّي أن الكرة موجودة في ملعب الوسيط الأميركي، والذي كان يفترض أن يعود خلال أسبوعين بعد زيارته إلى لبنان، وها قد مرّ شهر ولم يعد. ولم يغفل برّي التلويح باللجوء إلى الدفاع عن لبنان بكل الوسائل، متوائماً في ذلك مع طروحات حزب الله وتهديداته. وشدد على أن لا خلاف أبداً بين الحزب وحركة أمل، مؤكداً أن العلاقة بينهما ممتازة.
وقال في ملف الترسيم: "بعيداً عن الاستعراضات علينا "ونحنا عم نوزع شهادات".. وباسم أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، نؤكد على أن الكرة الآن في الملعب الأميركي ونحنا لسنا هواة حرب لكننا سنكون في موقع المدافع عن هذه الحدود". وأضاف: نجدد التأكيد على ما سبق أن أكدنا عليه، إننا في المبدأ والاستراتيجيا، نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط مغتصبة ومحتلة لأنها مع حدود مع فلسطين المحتلة، وبانتظار جواب المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين نؤكد أن حدودنا وسيادتنا كشرفنا لا نفاوض عليها وسندافع عنها بكل ما نملك من قدرات، والكرة الآن بالملعب الأميركي، نحن لسنا هواة حرب لكن إذا ما هددت سيادتنا سندافع عن هذه الحقوق والحدود".
وتابع برّي: "قال هوكشتاين بأنه سيغيب أسبوعين و"صرله" شهر، أين الجواب، ثم إذا كان هناك اعتبارات إسرائيلية، ماذا يمنع توتال وغيرها بالحفر بالمناطق غير المتنازع عليها، ماذا ينفع غير التسويف لكي تُؤكل حقوقنا؟". وعن العلاقة بين حركة أمل وحزب الله: "لا يغرنكم وسائل التواصل الاجتماعي و"ما حدا يراهن عخلاف بين حركة أمل وحزب الله" فهؤلاء أشداء على الأعداء رحماء بينهم، والمفاوضات غير المباشرة مستعدون لها. لكن ليس إلى أجل غير مسمى".عقلية الكيد والحقدوعن الأوضاع الداخلية سياسياً واقتصادياً ومعيشياً، اعتبر برّي أن "لبنان ليس بخير، ويمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه. وأن هذه المخاطر والتحديات يتم مقاربتها بأسوأ عقلية، كيداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع. بالله عليكم هل يوجد في العالم بتغذية "صفر كهرباء" وتكون الحجة "ما خلونا"؟ وهل يعقل أن يحرم لبنان من الغاز المصري والأردني لعدم تشكيل هيئة ناظمة في وزارة الطاقة، وهي التي استنزفت ثلث مالية الدولة وتكون الحجة "إنو غيرو القانون بدل ما يطبقوه"".
وفي ملف رئاسة الجمهورية، أشار برّي إلى أننا "دخلنا اليوم الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وليس مسموحاً العبث بالدستور أو التمرد عليه، تلبية لمطامح هذا او ذاك من المرشحين، وليس مشروعاً الاستسلام لبعض الإرادات الخبيثة التي تسعى لإسقاط البلد في دوامة الفراغ، وعلى عاتق المجلس النيابي الحالي مهمة إنقاذ لبنان. وأدعو النواب أن يكونوا صوتاً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواقيتها، ونحن سنتقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم، وللشخصية التي توحد ولا تفرق، وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية، وتعتقد اعتقاداً راسخاً أن إسرائيل تمثل تهديداً لوجود لبنان، ولا يزايدن أحد علينا بالسيادة".