فيما لم تنه الجامعة اللبنانية عامها الدراسي السابق، بسبب إضراب الأساتذة وامتناعهم عن إجراء الامتحانات للطلاب، بدأت الجامعات الخاصة عامها الدراسي الجديد. وفي حال لم تتمكن "اللبنانية" من تأمين مساعدات، فهي لن تتمكن من بدأ العام الدراسي المقبل، الذي يفترض أن يبدأ بعد نحو شهر، بل وقد لا تنهي العام الحالي.
"الإسلامية" بعد اللبنانيةواقع الحال، أن نحو ما يقارب مئة ألف طالب مصيرهم مجهول في التعليم الرسمي، ويصعب وضع تصورات حول إمكانية تسيير العام الدراسي في "اللبنانية". هذا فيما عدد طلاب "اللبنانية" يوازي عدد الطلاب الموزعين على الجامعات الخاصة. وبات هؤلاء الأخيرون ملزمين بدفع أقساطهم بالدولار النقدي، إما كاملاً أو جزئياً، بعدما رفعت الجامعات الخاصة أقساطها أو أبقت على الأقساط القديمة لكن مع إلزام الطلاب بدفع قسم منها بالدولار النقدي.وفي استعراض للأقساط الجامعية في الجامعات الخاصة الأولى في لبنان، سواء من خلال الاطلاع على تلك المعلنة على المواقع الإلكترونية الخاصة بها، أو من خلال التواصل مع مكاتب الشؤون الإدارية فيها، تبين لـ"المدن" أن الجامعة الإسلامية تأتي بعد الجامعة اللبنانية في حجم القسط المطلوب من الطلاب للعام الدراسي المقبل. فقد قررت الجامعة الإسلامية عدم تقاضي أي مبلغ بالدولار، بخلاف كل الجامعات. لكنها بالمقابل رفعت أقساطها بنحو 50 بالمئة بالليرة اللبنانية. وعلى سبيل المثال وصل القسط السنوي لاختصاص الهندسة إلى 18 مليون ليرة فقط.الهايغازيان والأنطونيةبعد الإسلامية تأتي جامعة الهايغازيان، التي حافظت على أقساطها وفق سعر الصرف الرسمي منذ العام 2019، وهي مستمرة بذلك للعام الدراسي الجديد. لكنها أدخلت تعديلاً طفيفاً بعدما خصصت 5 بالمئة من القسط السنوي بالدولار النقدي للإجازات الجامعية، و10 بالمئة لشهادة الماجستير.أما الجامعة الأنطونية، ورغم أنها لم تغير بأقساطها بالليرة اللبنانية، إلا أنها أعادت جدولة القسم الدولاري المفروض على الطلاب. فقد سبق وفرضت الجامعة مبلغاً مقطوعاً بقدر 180 دولاراً نقدياً على كل الطلاب في العام الدراسي الفائت، مبقية القسط باللبناني على حاله. أما في العام الدراسي المقبل، ورغم أنها أبقت على أقساطها باللبناني من دون أي تعديل، إلا أنها فرضت قسماً بالدولار النقدي يختلف بين اختصاص وآخر، ويصل أقصاه إلى 750 دولاراً في كلية الهندسة.رسوم فصلية وأسعار صرفوفيما قررت جامعة سيدة اللويزة تحديد سعر الوحدة التعليمية على سعر صرف 8 آلاف ليرة للدولار (يختلف سعر الوحدة من اختصاص إلى آخر، ويصل أقصاه في اختصاص الهندسة إلى 670 دولاراً)، لجأت جامعة الحكمة إلى فرض رسم تسجيل فصلي بمئتي دولار نقدي، إضافة إلى رسوم تشغيلية بقيمة 300 دولار نقدي لكل فصل دراسي. وبالنسبة للوحدات التعليمية، التي يختلف سعرها من اختصاص إلى آخر، ستتم على سعر صرف 1500 ليرة للدولار. بما يعني أن "الحكمة" فرضت نحو ألف دولار نقدي على كل طالب سنوياً، لتبقي سعر الوحدات التعليمية على سعر الصرف الرسمي للدولار.دولرة جزئية للوحدات التعليميةالجامعة اللبنانية الدولية فرضت جزءاً من سعر وحداتها، يتراوح بين 15 و21 بالمئة، بالدولار النقدي، حسب الاختصاص. وبالنسبة لباقي المبلغ، قررت سعر صرف بنحو 6 آلاف ليرة للدولار. وهي حال جامعة القديس يوسف التي لم ترفع سعر الوحدات التعليمية للعام الدراسي 2022-2023، لكنها خصصت 20 بالمئة من قيمة الوحدة تدفع بالدولار النقدي، و80 بالمئة المتبقية تدفع على دولار بسعر وسطي 6000 ليرة لبنانية، وهو قابل للتعديل في حال ارتفع سعر صرف الدولار في السوق بشكل غير متوقع.مثل الجامعتين السابقتين، قررت جامعة البلمند وجامعة بيروت العربية أسعار الوحدات بالعملتين اللبنانية والدولار. في الاختصاصات الأدبية وصل سعر الوحدة في جامعة بيروت العربية إلى 815 ألف ليرة، إضافة إلى 35 دولاراً نقدياً، وفي كلية الطب وصل سعر الوحدة إلى مليونين و860 ألف ليرة، إضافة إلى 120 دولاراً نقدياً. أما جامعة البلمند فحددت نحو 27 بالمئة من سعر الوحدة التعليمية تدفع بالدولار النقدي، والقسم الآخر يدفع بالليرة اللبنانية على سعر صرف بنحو 5 آلاف ليرة. فمثلاً وصل سعر الوحدة في كلية الهندسة لشهادة الإجازة إلى 143 دولاراً، إضافة إلى مليون و930 ألف ليرة. أما القسط السنوي لكلية الطب فوصل إلى 8200 دولار نقدي، و111 مليون ليرة.الدولرة الشاملةيبقى أن دولرة الأقساط بشكل واسع اقتصر على جامعتين فقط. الجامعة اللبنانية الأميركية قررت اختصار الطريق، وانتقلت إلى دولرة القسط بشكل كامل فبات يدفع بالدولار النقدي، من دون اللجوء إلى أسعار صرف للدولار كباقي الجامعات، لكنها في المقابل رفعت حجم المنح التي تقدم للطلاب إلى نحو مئة مليون دولار، ما حال دون تراجع عدد طلابها. أما الجامعة الأميركية في بيروت فقد وضعت مخططاً لتحويل القسط إلى الدولار النقدي على ثلاث سنوات. وقررت في السنة الحالية حسم 40 بالمئة من القسط كمنحة، ويدفع الطالب 60 بالمئة المتبقية من القسط بالدولار النقدي. ويطبق هذا الأمر على الطلاب الذين لا يتقاضى أهلهم رواتب بالدولار. بخلاف ذلك، يدفع الطالب قسطه كاملاً بالدولار. أما في السنة التالية، فتنخفض قيمة المنحة المقدمة إلى 20 بالمئة ويدفع الطالب 80 بالمئة بالدولار النقدي. وفي السنة الثالثة، يصبح القسط كله بالدولار.