حاولت روسيا إعادة تعويم مسار "أستانا"، في مقابل اجتماعات هيئة التفاوض في جنيف مع ممثلي 15 دولة معنية بالملف السوري بدعوة أميركية، حيث جددت التمسك برؤيتها للحل السياسي الشامل القائم على الاستمرار في التفاوض على أساس مؤتمر الحوار بصيغة "أستانا"، مشيرةً إلى أن موعد انطلاق اعمال الجولة الجديدة، سيكون قبل نهاية العام الجاري، بالعاصمة الكازاخستانية نور سلطان.
ويأتي التصريح الروسي على لسان مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن الاثنين، بالتزامن مع اجتماعات جنيف، حيث قالت مصادر لـ"تلفزيون سوريا"، إن هيئة التفاوض السورية ترى الاجتماع في جنيف "محوراً في مواجهة محور أستانا".
وأوضحت المصادر الموجودة في جنيف، أن الاجتماع يهدف إلى "وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، والدفع لاعتماد آليات تحيي الملف السوري، وتدفع باتجاه توافقات على مستوى الدول الكبرى صاحبة القرار".
وقالت المصادر إن هيئة التفاوض طلبت من الجانب الأميركي أن يتضمن البيان الختامي بنداً واضحاً وصريحاً، ينص على رفض التطبيع مع النظام السوري، تتبناه الدول المشاركة في الاجتماع، وهو إحدى الرسائل التي تريد الهيئة إيصالها.
وأضافت أن المعارضة السورية تريد أيضاً إيصال رسالة تؤكد على جنيف كمكان للمفاوضات حول الدستور، خصوصاً بعد طلب روسيا نقل مكان المفاوضات، مشيرة إلى أن للمعارضة "موقفاً ثابتاً ونهائياً، وهي غير مستعدة لنقل الاجتماع إلى أي مكان خارج إطار الأمم المتحدة". ويُعقد الاجتماع اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، ويتضمن اجتماع اليوم الاول جلسة للدول المشاركة، يتخللها مداخلة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسن، حول آخر المستجدات ومشاوراته الأخيرة، فيما سيتضمن يوم غد الأربعاء ثلاث جلسات، إحداها لقاء للدول المشاركة مع هيئة التفاوض السورية، وسيصدر بيان ختامي في نهاية اليوم الثاني.
احياء روسي لـ"أستانا"
وقال مندوب روسيا في الأمم المتحدة، إن صيغة "أستانا" هي "الآلية الدولية الأكثر فاعلية لتحقيق سلام طويل الأمد في سوريا"، مضيفاً أن موسكو "تولي اهتماماً لإحراز تقدم بشأن التسوية السورية، على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمقررات التي تم اعتمادها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في العام 2018".
وتابع: "ستواصل روسيا تعزيز عمل اللجنة الدستورية السورية بشكل متناسق وبأفضل الظروف، حتى يتمكن السوريون من التوصل إلى اتفاق بشأن الإصلاح الدستوري من دون تدخل خارجي".
واعتبر أن التقدم في التسوية السياسية السورية "مطلوب في هذا الوقت بشكل خاص". ولفت إلى "تأكيد بلاده على الحوار السوري على أساس القرار 2254 الذي تدعمه الأمم المتحدة"، خلال الزيارة التي أجراها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، إلى روسيا قبل أيام موضحاً أن "مشاورات مكثفة" في هذا الصدد، دارت بين الأخير والمسؤولين الروس.