تصدر قريبا من دار الفرجاني رواية "العقيد" للكاتبة الليبية كوثر الجهمي.الرواية عن علي المرابط (شخصية متخيلة) كمعارض ليبي وأحد أسرى حرب تشاد، اغتيل في أميركا. يقرر ابنه الأميركي زيارة ليبيا بعد الثورة للتقصي وراء مقتل والده فيتعرف أثناء ذلك على عائلة عمه للمرة الأولى، ويتعرف أيضاً على زوجة والده الأولى قبل حرب تشاد (غزالة الكريتلي) وعلى أخته غير الشقيقة (حسناء).الكتاب سيرة متخيلة لشخصية حملت أفكار جيل ما ثم وقفت في مفترق طرق بين كل ما آمنت به والنقيض. تقول كوثر الجهمي لـ"المدن": "شخصية العقيد هنا تبتعد تماماً عن شخصية القذافي من حيث الظروف التي مرت بها". وهي "شخصية حملت خلال فترة طويلة من عمرها أفكار القذافي وشاركت في التحرك العسكري ضد الملَكية العام 1969، وهذه سمة العسكريين في تلك الآونة، سواء الذين ساعدوا في الانقلاب أو الذين لم يساعدوا فيه... والرواية تقدّم أفكار ذلك الجيل والظروف التي نشأ فيها، مروراً بالهزائم والخيبات التي قلبت أفكاره وشوشت ما آمن به".
تقدم الرواية الجوانب غير المروية في رواية "عايدون" للجهمي نفسها (فازت بجائزة مي غصوب للرواية 2019)، لا سيما ما تعلق منها بالعقيد علي المرابط، الذي فُقِد في تشاد حتى اعتُقِدَ بموته في سقوط وادي الدوم، ثمّ اكتُشِفَت نجاته وانضمامه للمعارضة بعد سنوات من فقده.تنتقل الرواية بين لسان آدم مرابط ابن العقيد، وشهادات الشخصيات التي عاصرته في فترات زمنية مختلفة من حياته مثلت تحولات المجتمع الليبي.
من الرواية:"دائما تحدث الامور على هذا النحو: يصنع الكبار لنا خنادق تفصلنا، يخلقون المشاكل من العدم، ونمضي نحن الصغار وقتنا في ملء هذه الخنادق بالأوحال بدل ردمها وجسرها! نصر على تلويث كل ما نقترب منه، قال لي هاشم مرة واصفا البلاد بالسفينة، بأنها مثقوبة من كل ركن، ورغم هذا يصر بحارتها على تبادل اللوم والعتاب بدلا من الالتفات لسد الثقوب واصلاحها، وان المشهد هناك يبدو كمسرحية هزلية لا ينقصها الا كاميرا المصور، اما كتابتها واخراجها فقد تكفل بها القدر….".كوثر الجهميحاصلة على بكالوريوس في الهندسة المدنية. كاتبة ومحررة في منصة "فاصلة" للكتّاب الليبيين. صدرت لها عن دار الساقي: رواية "عايدون"، ومجموعة قصصية بعنوان "حي القطط السمان".
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع