بدأ الأسرى الفلسطينيون في كافة السجون الإسرائيلية بخطوات تصعيدية تحت شعار "موحدون في وجه السّجان"، بعد جملة من الإجراءات التنكيلية أعلنت عنها إدارة السجون بعد عملية "نفق الحرية" في أيلول/سبتمبر 2021، والتي كان أبرزها تغيير نظام "الفورة" أي الخروج إلى ساحة السّجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديداً المحكومين بالمؤبّد.وقال نادي الأسير الفلسطيني الخميس إن مئات من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بدأوا الخروج من الأقسام والاعتصام في ساحات السجون. كما قرر الأسرى في إطار خطواتهم المستمرة، البدء بخطوات حل الهيئات التنظيمية في كافة السّجون ومن كافة الفصائل، ابتداءً من الأحد المقبل، الأمر الذي يفرض على إدارة السّجون مواجهة الأسرى كأفراد، وفق بيان لنادي الأسير.ودعت لجنة الطوارئ العليا للأسرى المُشكلة من كافة الفصائل، وفي ظل التصعيد من قبل إدارة السّجون، أبناء شعبها لتكثيف الفعاليات المناصرة لهم الجمعة 26 آب/أغسطس عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن أسرى الحرية، والخروج إلى نقاط التماس مع المحتل في كافة محافظات الوطن. العواودة في خطر في الإطار ذاته، قالت أحلام حداد، محامية الأسير خليل العواودة (40 عاما) المضرب عن الطعام منذ أكثر من 160 يوماً، احتجاجاً على احتجاز إسرائيل له، الأربعاء، إنه قد يموت في أي لحظة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي العواودة في كانون الأول/ديسمبر 2021، وتحتجزه منذ ذلك الحين من دون تهمة أو محاكمة، وهو إجراء يُعرف بالاعتقال الإداري، ولم تقدم سوى تفاصيل قليلة عن الاتهامات بحق العواودة. وقالت محامية العواودة إنه يعيش على الماء فقط منذ آذار/مارس حين بدأ إضرابه عن الطعام. وجمّد الاحتلال الإسرائيلي الجمعة الاعتقال الإداري للعواودة، وذلك بعد نحو أسبوعين على الهدنة في غزة، لكن متحدثاً عسكرياً قال إنه ليس مسموحاً له بمغادرة المستشفى. وكانت صحة العواودة قد تدهورت بشدة على نحو استوجب نقله إلى المستشفى، وحذرت هيئة شؤون الأسرى من مغبة تعرضه للموت المفاجئ، في حين أكدت زوجته دلال العواودة التي زارته في المستشفى أنه لا يقوى على الحركة أو النطق أو الرؤية. وفي أول تصريح له الجمعة الماضية بعد القرار الإسرائيلي، أكد العواودة الذي يزن الآن 40 كيلوغراماً، بعد أن فقد نحو 45 كيلوغراماً، وأن تجميد الاعتقال الإداري لن ينهي إضرابه عن الطعام حتى صدور قرار نهائي بالإفراج عنه. وشكّك رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في القرار الإسرائيلي، وقال إن التجميد لا يعني إنهاء الاعتقال الإداري للعواودة، لكنه يعني إخلاء مسؤولية السجون والمخابرات عن حياته. ورأى أن قرار التجميد جاء "استناداً إلى معطيات وتقارير طبية من المستشفى تشير إلى خطورة على حياته، إلا أنه إذا تحسن وضعه الصحي وقرر الخروج من المستشفى، سيتم تفعيل اعتقاله الإداري فوراً". تمديد اعتقال السعديفي السياق نفسه، مددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخميس، اعتقال الأسير بسام السعدي للمرة الرابعة. وذكر مدير "نادي الأسير" في جنين منتصر سمور، أن محكمة الاحتلال مددت اعتقال السعدي حتى يوم الأحد. واعتقلت قوات الاحتلال السعدي في الأول من آب/أغسطس من منزله في مخيم جنين، وتعرض لدى اعتقاله "لاعتداء همجي" من قبل جنود جيش الاحتلال، ثم ما لبثت إسرائيل أن شنّت إثر اعتقاله عدواناً على قطاع غزة بذريعة أن حركة الجهاد الإسلامي هددت بشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية انتقاماً لاعتقاله.يذكر أن الأسير السعدي من مخيم جنين، اعتقل لمرات، وأمضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن 10 أعوام.