في اليوم الثاني لعملها، بعد فشل مهمتها أول مرة، تمكنت بحرية الجيش من إنزال الغواصة الهندية، بحثًا عن القارب الغارق قبالة شواطئ طرابلس منذ 23 نيسان الفائت.
واستغرقت عملية الإنزال عدة ساعات بعد انطلاق شاحنة الغواصة من مرفأ طرابلس صباح اليوم الأربعاء.
وفي بيان صادر عن قيادة الجيش، قال أنه أثناء تنفيذ الغواصة مهمة البحث عن المركب ضمن بقعة الغرق، عثر طاقمها على قطعتي ثياب مهترئتين، فتم انتشالهما، على أن تستكمل الغواصة عملها في وقت لاحق. لم يتم تحديده.
وجرت المحاولة الثانية للغواصة اليوم من دون مواكبة إعلامية خلافًا للمرة الأولى، التي جرى مواكبتها بباخرة نقلت عشرات الصحافيين. وقبل يومين، تعذر إنزال الغواصة الممولة من جمعية Aus Relief بقيمة 250 ألف دولار، بحجة سرعة الرياح وقوة الأمواج.
ومنذ 4 أشهر، يطالب ذوي الضحايا من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين بالبحث عن المفقودين وانتشال رفاتهم من البحر، حيث غرق أكثر من 30 مهاجراً، معظمهم من النساء والأطفال، ومن المرجح أنهم كانوا بالطابق السفلي للمركب. ورغم تضاؤل آمالهم، ينتظر هؤلاء الأهالي النتيجة التي سيخلص إليها عمل الغواصة على أحر من الجمر، ويقول بعضهم أنهم يريدون الحصول ولو على بعض الرفات أو قطع الثياب، لإقامة مراسم العزاء.
ومن غير المعروف المدة التي سيستغرقها عمل الغواصة، التي جرى استئجارها لمدة أسبوع. وفي تصريح سابق له لـ"المدن"، سبق أن أفاد النائب أشرف ريفي –شقيق المغترب جمال ريفي الذي رعى تمويل الغواصة– أن عمل الغواصة قد يجري تمديده إذا تجمعت لدى فريقها معطيات تعطي أملًا بإمكانية العثور على المركب الغارق بعمق يتجاوز 470 مترًا.
ويرجح بعض الخبراء، أن المركب ربما تحول لحطام مبعثر بأعماق البحر، وهو ما قد يصعب عمل الغواصة في الأيام المقبلة. ويعول ذوي الضحايا على بقايا المركب بمسار التحقيق شبه المعطل لمعرفة ظروف غرقه لدى اصطدامه بزورق تابع للقوات البحرية للجيش.
توازياً، تستمر محاولات الهروب غير النظامية من شواطئ الشمال. وأعلنت قيادة الجيش أنه بتاريخ 24 آب الحالي، أوقفت قوة من الجيش في بلدة ببنين-عكار 15 سورياً وفلسطينياً، بسبب تحضيرهم لهجرة غير شرعية عبر البحر. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.