يبدو أن السياحة الدينية ستكون مدخلاً لمزيد من الانفتاح اللبناني على النظام السوري، حيث تتوسع السياحة الدينية من المزارات الشيعة التي كانت مقصداً للبنانيين والإيرانيين والعراقيين خلال السنوات الماضية، نحو المسيحيين، وخصوصاً اللبنانيين.
وباتت إعلانات خاصة بزيارة الكنائس التاريخية في سوريا، رائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتنشرها وكالات سفر وسياحة لبنانية.وفي "إنستغرام" يمكن رصد إعلانات ومنشورات لرحلات سياحية يتم تنظيمها إلى صيدنايا ومعلولا وبلودان في ريف دمشق، لزيارة الأديرة التاريخية هناك، إضافة لرحلات إلى الساحل السوري في طرطوس واللاذقية وأخرى في حمص، ليس لزيارة الشواطئ أو أماكن السهر، بل لزيارة الكنائس القديمة هناك.
View this post on Instagram
A post shared by Safety Travel And Tourism (@safetytravel)
وتعمل السلطة اللبنانية في السنوات الأخيرة على تحقيق مزيد من الانفتاح على نظام الأسد، بشكل وفود وزارية وتنسيق في مجالات اقتصادية وما يخص اللاجئين السوريين.والحال أن التطبيع مع نظام الاسد كان مثار جدل واسع في مختلف أنحاء العالم. لكن لبنان، ومعه العراق والجزائر، ظل خارج هذا الجدل. وبقي طوال السنوات الأربع الماضية تحديداً، يغرد في المحافل العربية والدولية منادياً بأعلى صوته بالانفتاح على الاسد، وإعادة نظامه الى المؤسسات والهيئات التي أبعد منها، متشجعاً بمبادرات إماراتية ومصرية، وأردنية أخيراً للتصالح مع دمشق.وتشكل جوانب مثل السياحة والفن مدخلاً للحديث عن السياسة والعلاقات الدبلوماسية وغيرها. وكان الفنانون اللبنانيون حاضرين لإحياء حفلات في سوريا، ليس فقط من الفنانين الذين دعموا نظام الأسد وكانوا محسبوين على محور الممانعة بل أيضاً من فنانين كانوا حياديين وبعيدين من التصريحات السياسية أيضاً.والسياحة الدينية من جهتها، تبقى مهمة للنظام السوري، الذي يحاول عكس صورة للبلاد بالقول أنها عادت إلى طبيعتها، عبر حملات مكثفة تقوم بها وزارة السياحة في دمشق.
View this post on Instagram
A post shared by Safety Travel And Tourism (@safetytravel)
وقالت وزارة السياحة في حكومة النظام، الشهر الماضي، إن "عدد السياح الوافدين إلى سوريا تضاعف خلال الأشهر الستة من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي"، وقدرت عدد الزائرين بنحو 700 ألف شخص. وفيما تناقضت تلك التصريحات مع شكاوى أوردتها صحيفة "تشرين" الحكومية بأن الموسم السياحي الحالي هو الأسوأ منذ العام 2011، فإن الوزارة قالت أن معظم الزائرين للبلاد يأتون إليها بهدف السياحة الدينية.واستقبلت سوريا في ذروة قدرتها على الجذب العام 2010 عشرة ملايين سائح، كثر منهم من الغرب. وتغير ذلك في العام 2011 مع بداية الحرب التي أودت بحياة 350 ألف شخص على الأقل ودفعت نصف السكان للنزوح وأرغمت الملايين على اللجوء بالخارج. أما معظم الزوار الأجانب فيأتون إلى سوريا اليوم من دول تربطها علاقات طيبة بنظام الأسد، ومن بينهم عراقيون ولبنانيون وإيرانيون يزورون مواقع يقدسها الشيعة.