انتهت انتخابات مجلس شورى الجماعة الإسلامية في لبنان بفوز ساحق للجناح المقرّب من حزب الله وحركة حماس، ليحصد 22 مقعداً من أصل 35 عضواً منتخباً (29 رجلاً و6 نساء). أمّا ما تبقّى من مقاعد، فكان 11 منها من نصيب فريق أمين عام الجماعة الحالي إضافة إلى عزام الايوبي والأمين العام السابق ابراهيم المصري.
خلفيات التدخّل وحسب المصادر المطلعة، فإن جناح يحيى السنوار، وهو رئيس المكتب السياسي في غزّة منذ العام 2017، عمل بشكل مباشر على التدخل في سير العملية الانتخابية للجماعة عبر قياديين في بيروت. وهذا التدخل انتج فوز ساحق لفريق حماس داخل الجماعة، وتحديداً في بيروت وصيدا وعكار.
وتدخّل حماس في انتخابات الجماعة ودعم مرشّحين للشورى ومن ثم المكتبين العام والسياسي، حسب المصدر، يندرج في إطار مساعي الحركة لتعميق العلاقة بين حزب الله والجماعة. وهذا التدخل تجلى في رسالة كان قد نقلها سابقاً رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، بعدم رضى حزب الله على انتخاب الشيخ أحمد العمري للأمانة العامة، لكونه تركي الهوى والجنسية. ويشير المصدر إلى أن الحزب إياه حريص على انتخاب شخصية مقربة منه في ظل انفتاحه على مكونات سنية ربطاً باستحقاقات داخلية مقبلة.
وتشير المعطيات إلى أن الفريق الفائز في انتخابات الشورى يسعى لطرح اسم مقرب من حزب الله وحماس، وهو محمّد الشيخ عمّار الذي سبق وترشّح إلى هذا المنصب، لكنه لم خسر حينها بفارق صوتين أمام عزام الأيوبي. والمفارقة اليوم أنّ حظوظه أكبر بسبب عدد المقاعد التي تمكّن فريقه من حصدها. أمّا الاسم المتداول لنيابة الأمانة فهو محمود بديع مسؤول قوات الفجر في صيدا. فيما يطرح الفريق عينه استبدال النائب عماد الحوت بالقيادي محمد هوشر لرئاسة المكتب السياسي، وهو ترشّح إلى الانتخابات النيابية هذا العام عن دائرة الشمال الأولى (عكار) لكنه انسحب نتيجة رفضه التحالف مع قوى التغيير.
وهذا التغيير الجذري سيترجم على أرض الواقع في معركة رئاسة الجمهورية. وهنا يشير المصدر لـ"المدن" إلى أنّ مهمّة الفريق الجديد الضغط على الحوت لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في تشرين الأوّل، إذا ما جرى الاتفاق عليه بين المكونات الحليفة لحزب الله . انشقاق الداخلي في المقابل يعتقد المصدر المطلع أنه وخلال السنوات الماضية جرت استقالات جماعية داخل الجماعة نتيجة الصراع الداخلي بين محاورها. وهذا بسبب ما يسمى "تكلس الخطاب" السياسي والديني. وسيطرة فريق بهذا المشروع الواضح والمقرب من محور المقاومة، يؤدي في نهاية الطريق إلى خلق انشقاق داخلي كبير على وزن انشقاق حزب العدالة والتنمية التركي عن حزب السعادة. وهذا وفقاً للمصدر المقرّب من الجماعة الإسلامية. ويدور في الصالونات الداخلية كلام عن إطلاق حزب الإصلاح والتنمية المرخّص برئاسة عزّام الأيوبي وعماد الحوت. وسيكون هذا الحزب مطبخ القرارات السياسية، ومنفصل تماماً عن الشّق الدعوي، فيبقى الحزب الأساسي متخصّص بالشؤون الدينية أمّا الثاني فيعمل في الشأن السياسي. استقالة نافع تنفجر وانطلاقاً من هذا الصراع الدائر شهدت الأيام الأخيرة استقالة المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في طرابلس والشمال إيهاب نافع، بسبب خلافه مع مسؤول الجهاز الأمني مقداد قلاوون نتيجة إصرار الأخير على التنسيق المستمر مع حزب الله أولاً، والحديث عن إعادة التواصل مع النظام السوري برعاية تيار المردة. وحسب مطلعين، فإن استقالة نافع تأتي في ظل تململ داخلي من أنّ أداء هذا الجهاز داخل الجماعة وانسياقه عبر تصفية الخلافات مع الخصوم داخلها بالضغط والتقارير الأمنية التي تؤثر على ترقية الأعضاء إلى رتب قيادية.ماذا بعد؟ في حال نجحت مساعي حماس وحزب الله بالإمساك بقرار الجماعة الإسلامية السياسي ودمجها بخط الممانعة، فسيعمل الفريق المؤيّد لحزب الله على عودة الأشخاص الذين فصلوا من الجماعة خلال مرحلة الأيوبي لأسباب تنظيمية ومسلكية.