نقلت "سي أن أن" عن مصدر أميركي تأكيده أن إيران، تنازلت عن شرطها السابق برفع العقوبات عن شركات متصلة بـ"الحرس الثوري"، في المحادثات الاخيرة المتصلة باتفاق الملف النووي الايراني الخاضع للتفاوض.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لشبكة "سي أن أن" الجمعة، إن إيران تخلت رسمياً عن "الخط الأحمر"، الذي يعتبر مطلباً رئيسياً وكان يمثل نقطة شائكة رئيسية في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وفي ردها، الاثنين، على مسودة الاتفاق النووي المقترحة من الاتحاد الأوروبي، والذي وصفها بـ"النهائية"، لم تطالب طهران بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية، وفقا للمسؤول.
وقال المسؤول، الذي لم تكشف "سي أن أن" عن اسمه: "إذا كنا أقرب إلى صفقة، فهذا هو السبب". وتابع أن "الإيرانيين أسقطوا أيضاً مطالب تتعلق بشطب العديد من الشركات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من القائمة".
وشدد على أن "الرئيس الأميركي جو بايدن كان حازماً وثابتاً على أنه لن يرفع التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني". وأوضح أنه "في حين أن الصفقة الآن أقرب مما كانت عليه قبل أسبوعين، فإن النتيجة لا تزال غير مؤكدة، حيث لا تزال هناك بعض الفجوات. وسيوافق الرئيس بايدن فقط على صفقة تلبي مصالح أمننا القومي".
ومن جانب آخر، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ "الحرة"، الجمعة، أن التقارير التي تفيد بأننا "قبلنا أو ندرس تقديم تنازلات جديدة لإيران كجزء من العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي خاطئة بشكل قاطع".
وقال المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "إذا كانت إيران مستعدة للتقيد بالتزاماتها بموجب اتفاق 2015 فنحن على استعداد لفعل الشيء ذاته".
وأضاف: "لقد تلقينا من خلال الاتحاد الأوروبي تعليقات إيران على النص النهائي المقترح من قبل الاتحاد ونقوم بدراستها. واتصالاتنا مع الاتحاد الأوروبي تتمتع بالخصوصية ونحن على اتصال منتظم معه طوال هذه العملية".
وتعكف الأطراف المعنية بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، خصوصا بروكسل وواشنطن، على دراسة الرد الذي قدمته إيران على مقترح للاتحاد الأوروبي، يهدف لإنجاز تفاهم في مباحثات إحياء اتفاق العام 2015.
وكان الاتحاد الأوروبي، منسّق مفاوضات إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل أربعة أعوام، قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية "نهائيا"، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.
ندم اسرائيليوتصطدم المفاوضات بالهواجس الاسرائيلية التي حاولت واشنطن تبديدها، في محاولة للتوصل الى اتفاق. وأبدت قيادات أمنية إسرائيلية ندمها على الضغوط التي مارستها تل أبيب على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 للانسحاب من الاتفاق النووي. وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن القيادات الأمنية عبّرت عن هذا الموقف لأن كلاً من إيران والقوى العظمى تتجه الآن إلى الاتفاق نفسه، لكن بعد أن أحدثت طهران تطوراً كبيراً في برنامجها النووي، لا سيما على صعيد على تخصيب اليورانيوم، وهو ما كان يمكن تجنّبه لو لم تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وفي تقرير بثته ليل أمس الجمعة، أشارت القناة إلى أن القيادات الأمنية الإسرائيلية عبّرت عن شعورها هذا خلال لقاء تشاوري عُقد أخيراً، وشارك فيه رئيس الحكومة يئير لبيد. وأوضحت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو جعل من مسألة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قضية أساسية في الحملة الانتخابية، وسوّقها على أساس أنها إنجاز له.
وفي السياق، أِشارت القناة إلى أن إسرائيل كثفت ضغوطها على إدارة الرئيس جو بايدن لمراعاة مطالبها في أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران، لا سيما الإبقاء على ملفات التحقيق ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن يسمح الاتفاق الجديد بإطالة أمد التفتيش على مؤسسات طهران النووية، وعدم السماح برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.
وأضافت القناة أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا توجه إلى واشنطن لإجراء اتصالات مع نظيره الأميركي جيك سوليفان حول الشروط التي ترى تل أبيب وجوب التزام أي اتفاق مع طهران بها.