"فوكس نيوز": واشنطن تضغط لإنجاز الترسيم.. تسهيلاً للاتفاق النووي!
2022-08-19 18:26:10
ينتظر لبنان الردّ الإسرائيلي على مقترح تسوية الخلاف البحري، وسط مواقفٍ ضبابية تميل إلى التفاؤل بقرب التوصل إلى تسوية لا يعارضها حزب الله، عكس ما يبديه من تصعيدٍ كلاميّ. غير أن هناك خبراء إسرائيليين مطلّعين على الخفايا، يحذرون من أن تسفر التهديدات الإيرانية وتخبط الحكومة الإسرائيلية المؤقتة إلى نسف المفاوضات التي يقودها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من أساسها.تردد الحكومة الإسرائيليةفيما يتأرجح لبنان بين هبةٍ ساخنة وأخرى باردة في شأن ما ستؤول إليه مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، نشرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، تقريراً يواكب أجواء ملف الترسيم وإمكانية التوصّل إلى اتفاقٍ قريباً، إنطلاقاً من أن واشنطن باتت غير راغبة في تأجيل هذا الملف الساخن.
تنقل الشبكة الأميركية في تقريرها الذي في متناولنا قلق بعض المراقبين لمجريات الأمور من عجز الحكومة الإسرائيلية المؤقتة بقيادة يائير لابيد عن إعطاء النزاع البحري مع لبنان الاهتمام اللازم، بالنظر إلى تركيبة حكومته. وفي هذا الإطار، يقول يوجين كونتوروفيتش، أستاذ القانون في جامعة "جورج ميسون"، معلقاً "ربما تحاول الولايات المتحدة الاستفادة من حقيقة أن إسرائيل لديها حكومة مؤقتة ضعيفة لمحاولة الضغط عليها لتقديم تنازلات دبلوماسية، لتُظهر بذلك لإيران أنها تحاول القيام بشيءٍ ما لتوقيع الاتفاق النووي".
لكن الجنرال أمير أفيفي، الرئيس التنفيذي لمنتدى "الدفاع والأمن الإسرائيلي" (ISDF)، حاول خلال التقرير تبرير التردد الإسرائيلي بالقول "بالطبع، هذا يمهد الطريق أمام إدارة بايدن لمحاولة المضي قدماً، لكني أعتقد أن الإدارة الأميركية ستكتشف أنه في كل مرة تفكر فيها بالتساهل، سيكون للإيرانيين مطالب جديدة، ولن يكونوا قادرين على استرضائهم".التعامل مع التهديدوحول جدية تهديدات نصرالله الأخيرة للدولة العبرية وإفصاحه عن استعداده لتصعيد الأمور إذا تجاهلت إسرائيل المطالب اللبنانية. قال أفيفي "أعتقدُ أن اللبنانيين يدركون أنهم بحاجة إلى المضي قدماً في قضية الطاقة والغاز ومحاولة تحقيق الاستقرار في اقتصادهم المنهار. ومن جهةٍ أخرى، هناك قوةٌ أخرى، وهي إيران، التي تستخدم حزب الله كميليشيا أمامية في شمال إسرائيل وتحاول تقويض الجهود الرامية لتوقيع الاتفاق، وتحاول تهديد إسرائيل، حتى في مناطق غير متنازع عليها مثل منصة غاز كاريش".
ومع ذلك، يبدي أفيفي اعتقاده بأن إسرائيل "تستعد لأي خيار"، قائلاً إنها سترد إذا هدد حزب الله بمهاجمتها وعند استخراجها الغاز من كاريش، التي يزعمُ أنها منطقة ليست بمحل خلاف. ثم يستطرد "إنني أعرفُ جيداً مستوى الاستعداد لدى الجيش الإسرائيلي، وفي أي لحظةٍ مطلوبة، سيكونون قادرين على التعامل مع هذا التهديد".ما حجم التنازلات؟وبما أن لبنان في حاجةٍ ماسة لاتفاق حول المنطقة المتنازع عليها، ذلك أنه يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ويأمل في استغلال احتياطيات الغاز البحري كوسيلة لتخفيف الضغط المالي. يكشف أفيفي بعض ما يدور في كواليس صنّاع السياسة الإسرائيلية، قائلاً ما حرفيته "لن تقدم إسرائيل مئات المليارات من الدولارات من مواردها الطبيعية. هناك منطقة ضيقة محل نزاع. وهي مستعدة لتقسيم هذه المنطقة سواء كانت 50/50 أو 55/45 ودفع بعض التعويضات".
وتلفت الشبكة الأميركية إلى أن نجاح إدارة بايدن في دفع الاتفاق النووي الإيراني عبر المفاوضات الإسرائيلية-اللبنانية، سيكون له عواقب ضارة، حيث يتجه الشرق الأوسط بأكمله نحو امتلاك قدرات نووية. وهذا ما يوافق عليه أفيفي بالإشارة "سيخلق هذا عالماً غير مؤمّن تماماً لأن الشرق الأوسط غير مستقر للغاية. وإضافةً إلى ما ذكرته، ستنهار موارد النفط وسلسلة التوريد نتيجةً لذلك، مع الأخذ في الاعتبار أزمة الطاقة والإمداد الأخيرة في الولايات المتحدة".
وفي موازاة كل تلك التطورات وما ينتج عنها من توترات مستمرة في التصاعد، تؤكد الشبكة الأميركية أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، سيعود إلى بيروت في الأسابيع المقبلة حاملاً الردود الإسرائيلية على الطلبات اللبنانية.تنازلات مؤلمةيُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تلقى رسالة من مركز بحوث "كوهليت بوليسي فورم" اليميني، تفيد بأنّ الحكومة ممنوعة قانوناً من توقيع اتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان ما لم يتم إجراء استفتاء أو الحصول على دعم 80 عضواً من الكنيست الإسرائيلي.
وقد تقدّم المركز مؤخراً بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية من أجل إثبات ضرورة إجراء استفتاء بشأن ترسيم الحدود، وإلاّ فإن الاتفاق لن يكون قانونياً لأنه قد يتضمن تنازلاً إسرائيلياً عن جزء من مياهها الاقليمية. وهذا ما أكدت عليه "القناة 14" الإسرائيلية، في وقتٍ سابق، بكشفها أنّ جهاتٍ عدة في إسرائيل تعتقد أنّه ستكون هناك تنازلات مؤلمة، تحديداً في تفاصيل الاتفاق.
وكالات