أثارت شكوى هادي مطر الذي طعن الكاتب سلمان رشدي، من نوعية الطعام في السجن، سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، كون الشاب الذي يحرم كاتباً من حقه بالتعبير، وحاول قتله لأنه يخالفه الرأي، يدافع في الوقت نفسه عن حقه بـ"الطعام الحلال".
ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية عن هادي مطر إنه اشتكى من الظروف في السجن، حيث يتم احتجازه من دون كفالة. وقال في حديثه للصحيفة الاميركية: "الكثير من الطعام الذي قدموه لي غير مسموح بتناوله في ديني".
"The accused stabber complained about the conditions in the local jail, where he is being held without bail.“A lot of the food they have given me is not allowed in my religion to eat,” he said, adding he is “doing all right.”"#هادي_مطر https://t.co/owPkQet7Cg
— Mariam Seif (@MariamSeif) August 17, 2022
واثارت هذه العبارة سخرية ناشطين وجدوا في مطلبه وشكواه "وقاحة"، ويحاول استغلال القانون الاميركي لصالحه، بينما هو تجاوز هذا القانون نفسه بمحاولة قتل رشدي.
وأوقفت الشرطة مطر، الشاب الأميركي اللبناني الأصل والبالغ من العمر 24 عاماً، فور تعرّض رشدي للطعن خلال مؤتمر في شرق نيويورك. ودفع مطر السبت ببراءته من محاولة قتل الكاتب البريطاني. وسيمثل المتّهم مجدّداً السبت أمام محكمة.
وفي المقابلة مع "نيويورك بوست" لم يوضح مطر ما إذا كان نفّذ الفتوى التي أصدرها مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله روح الله الخميني في 1989 وهدر فيها دم مؤلّف كتاب "آيات شيطانية" بدعوى "معاداة الإسلام والرسول والقرآن". ونقلت الصحيفة النيويوركية عن مطر قوله: "أكنّ تقديراً لآية الله(الخميني). أعتقد أنّه شخص مميّز. هذا كلّ ما يمكنني قوله بهذا الصدد"، مشيرة إلى أنّ وكلاء الدفاع عن الشاب نصحوه بعدم التكلّم في هذا الموضوع. وأكّد مطر المتحدّر من عائلة شيعية من جنوب لبنان أنّه قرأ "بعض الصفحات" من رواية "آيات شيطانية"، فيما ذكرت وسائل اعلام اميركية انه قرأ صفحتين فقط من كتاب رشدي "آيات شيطانية".
وقال مطر في مقابلة من داخل سجنه هي الاولى له، إنّه "تفاجأ" بنجاة مؤلّف كتاب "آيات شيطانية" من الموت وإصابته بجروح فقط في الهجوم الذي استهدف الكاتب البريطاني في نيويورك الجمعة. وأوضح: "عندما سمعت أنّه نجا من الموت تفاجأت".
في مقابلة له مع "نيويورك بوست"، صرّح هادي مطر أن عملية الطعن هي تصرّف فردي ولا دخل للحرس الثوري بها، واصفًا الامام الخميني بـ "الشخص العظيم".ويقطُن هادي في الزنزانة الافرادية، حيث يقوم بالكثير من تدريبات الملاكمة فيها. pic.twitter.com/8HFly5yKsz
— صحافة نت (@sahafanet) August 18, 2022
ومطر متّهم بأنّه طعن الكاتب البريطاني بسكين عشر مرات، ولا سيّما في الرقبة والبطن، لكنّ الضحية (75 عاماً) لم يمت إذ نقلته فرق الإسعاف على وجه السرعة على متن طائرة هليكوبتر إلى المستشفى حيث وُضع لفترة وجيزة على جهاز للتنفس الاصطناعي قبل أن تتحسّن حالته. وقال وكيل أعمال الكاتب البريطاني الأحد إنّ "الطريق إلى الشفاء بدأ".
وعن رشدي قال مطر للصحيفة "أنا لا أحبّ هذا الشخص. لا أعتقد أنّه رجل طيب. أنا لا أحبّه، أنا حقّاً لا أحبّه". وأضاف أثناء مشاهدته مقاطع فيديو على يوتيوب للكاتب البريطاني: "إنّه شخص هاجم الإسلام (...) إنّه منافق".
وإذ أكّد المتّهم في المقابلة عدم حصول أيّ اتّصال بينه وبين الحرس الثوري الإيراني، شدّد على أنّه علم من خلال موقع تويتر بأنّ رشدي موجود في مؤتمر بمركز ثقافي في تشوتاكوا في شمال ولاية نيويورك.
ومطر الذي يقيم في ولاية نيوجيرسي قال ل"نيويورك بوست" إنّه استقلّ حافلة أقلّته إلى مدينة بافالو ومنها ركب في سيارة أجرة أوصلته إلى مدينة تشوتاكوا. وقال: "لم أكن أفعل شيئاً محدّداً، كنت أتجوّل، كنت في الخارج طوال الوقت".
وعندما اعتلى سلمان رشدي المنصّة في مدرّج المركز الثقافي، اندفع رجل إلى المسرح وسدّد إلى الكاتب عشر طعنات، بينها خصوصاً طعنات في الرقبة والبطن.
وكانت والدة مطر قالت لموقع "ديلي ميل" الإثنين إنّ ابنها قصد في 2018 وطنهما الأمّ لبنان في رحلة عاد من بعدها إلى الولايات المتّحدة وقد "تغيّر" وأصبح أكثر تديّناً. وأوضحت الأم سيلفانا فردوس أنه "منذ ذلك الحين بدأ هادي بعزل نفسه في قبو المنزل" الكائن في فيرفيو بولاية نيو جيرسي، رافضا التحدث مع عائلته المكونة من والدته وشقيقتيه التوأم، لشهور.