2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo 4 شهداء… العدوّ الإسرائيليّ استهدف مزرعة في بلدة زبود logo المقاومة تستهدف تحركات لجنود العدو في “المنارة” logo تقرير: إسرائيل وحزب الله ينزلقان شيئاً فشيئاً نحو حرب شاملة logo بعد أخبار عن إنفجار فيه... مدير المرفأ يوضح! logo في محيط "مدينة رفيق الحريري"... أمن الدولة يزيل خيم للنازحين السوريين logo المكاري بعد اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية: الجهود الديبلوماسية لوقف إطلاق النار مستمرة logo شيخ العقل اتصل ببري وجنبلاط ودعا إلى الوحدة الوطنية.. logo تظاهرات في سيدني وملبورن ضد الارهاب الإسرائيلي في غزة ولبنان
أهناك علاقة ممكنة، لازمة، بين: "فكَّر" و"كفر"؟
2022-08-18 13:26:13


كَ فَ ر
فَ كّ ر
إلى سلمان رشدي.
أهناك علاقة ممكنة، لازمة، بين: "فكَّر" و"كفر"؟
وجب القول، بداية، ان الفعل الاول رباعي، فيما الثاني ثلاثي.
لنعد الى الجذور اللغوية، ذلك أن الرباعي والثلاثي قد يكونان متحدرَين من الأصول اللغوية ذاتها.
نجد في "لسان العرب" مدخلا معجميا للجذر: ف ك ر، مع التعريف التالي: "إعمال الخاطر في الشيء". إلا أنه شديد الاقتضاب، قليل الشواهد، ما يعني قلة وروده في كلام العرب.
نجد، بالمقابل، في المعاجم المعاصرة، ذكراً أوسع لهذا الجذر، فتربطه هذه بالتعريف التالي: "إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول".
لكن ما يتضح، في هذه التعريفات، هو أنها ناشئة، مستحدَثة، من جهة، وأخذت موادها ومعانيها من أصول معجمية أوروبية، من جهة أخرى.
إلا أنني أجد، بالمقابل، مادة معجمية متوسعة في المعاجم القديمة تخص: ك ف ر.
فالكفر -ببساطة شديدة- "نقيضُ الايمان". وهو مرتبط ب"أهل دار الحرب"، الذين كفروا...
وقد توسع أهل العلم القدامى في تحديد فئات الكفار، حيث إنهم أربع، عند بعضهم : كفرُ إنكار (من لا يعترف بالله)، وكفرُ جحود (من يعترف بقلبه، ولا يقر بلسانه)؛ وكفرُ معاندة (من يعترف بقلبه، ويقر بلسانه، ويأبى ان يَقبل)؛ وكفرُ نفاق (من يقر بلسانه، ويكفر بقلبه)...
وغيرهم جعلوا الكفر: هو الشرك بوجود الله، والكفر بكتاب الله ورسوله، والكفر بادعاء ولدٍ لله، وكفر مدَّعي الإسلام...
أما أصل الكفر، فهو عند معجمي، مثل الليث: تغطية الشيء تغطية تستهلكه، أي غطى قلبه كله.
ومن معانيه المعجمية القديمة -وهي قليلة- ما يشير إلى الستر في أمور الزرع. وهو ما يقترب دلالياً من الليل، "لأنه يستر بظلمته كل شيء".
هذا ما يصيب البحر أيضا، إذ يغطي ما فيه... والكافر كذلك هو "السحاب المظلم" وغيره،
هذا يعني أن المعاني والدلالات القديمة (الجاهلية) انتقلت إلى استعمالات دينية، تضع الفروق بين الدين وخلافه.
ومن تاريخ العربية، انها احتفظت من السريانية بكلمة: كفر، التي تعني فيها: القرية؛ وهو ما نجده في كثير من أسماء القرى اللبنانية : كفررمان، كفرسلوان، كفرمشكي وغيرها الكثير.
وهي معان ودلالات قريبة كلها، ما خلا الجاهلية منها، من تجارب الديانة الإسلامية وأحوال الاعتقاد فيها من عدمه، ومن درجات ذلك، وما يصيبها من عقوبات عقابية بالتالي.
إذا كانت المعاني والدلالات الإسلامية متوسعة في تحديد: الكفر، فإن التفكير فيها يؤدي إلى التحقق من أن أصولها الجاهلية بسيطة بين الإظهار والستر. وهذا مدعاة إلى التبصر في كون الكفر "يَستر" ما هو مكشوف. أي أنهما طرفان متعالقان بالتالي، على أن الواحد منهما نفيٌ للآخر.
هذا ما يناسب المنظور الديني بين الاعتقاد وإنكاره.
إلا أن هذا كله مدعاة كذلك إلى... التفكير، إلى إعمال القدرات العقلية في المعلوم، إلى السؤال الأولي والبسيط: لماذا يُراد للكفر أن يكون منبوذا، وللاعتقاد مقبولا؟ أفي التمييز بينهما قوة ترجيحية مستندة إلى الاحتكام العقلي أم إلى التسليم الايماني وحسب؟
الجواب بديهي على هذا السؤال. إلا أن هذا يستتبع الإقرار بأن صلاحية المنظور الديني تستند إلى قوة زجرية، إرادية، مفروضة من خارج (ما يبلغ العنف الجسدي)، وليست مما يَنتج عن إعمال العقل في مسائله.
هذا يعني ان التكفير والتفكير متلازمان، إلا انهما متنابذان، على أن الأول منهما يفرض تعطيل الثاني من دون سبب عقلي بالضرورة.
وهذا يعني ان قوى العقل (ومنها التخيل والأدب) تعمل على الوصول، على التدبر، على بلوغ ما هو... مجهول.
(*) مدونة نشرها الكاتب اللبناني شربل داغر في صفحته الفايسبوكية


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top