2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo 4 شهداء… العدوّ الإسرائيليّ استهدف مزرعة في بلدة زبود logo المقاومة تستهدف تحركات لجنود العدو في “المنارة” logo تقرير: إسرائيل وحزب الله ينزلقان شيئاً فشيئاً نحو حرب شاملة logo بعد أخبار عن إنفجار فيه... مدير المرفأ يوضح! logo في محيط "مدينة رفيق الحريري"... أمن الدولة يزيل خيم للنازحين السوريين logo المكاري بعد اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية: الجهود الديبلوماسية لوقف إطلاق النار مستمرة logo شيخ العقل اتصل ببري وجنبلاط ودعا إلى الوحدة الوطنية.. logo تظاهرات في سيدني وملبورن ضد الارهاب الإسرائيلي في غزة ولبنان
بيت الفريكة للثقافة والفنون... يكتب تاريخه الجديد
2022-08-18 12:56:14

عادت أضواء الحياة والخلق إلى المبنى القديم وعاد معها هذا الصقل المُخملي بعد خيبات يعيشها البلد بنكهة أيامه الطويلة، المرّة المذاق. وها هو بيت الفريكة للثقافة والفنون يطل في البلدة القائمة في قضاء المتن الشمالي – محافظة جبل لبنان، ليُعلن على طريقته وبأكثر من أسلوب فني عن إنتهاء مرحلة الإنقطاع والعزلة التي فرضها علينا القدر بإبتسامته المغرورة العارفة.
هذا المبنى الذي يزيد عمره عن 175 عاماً ويحمل اسم "بيت الحرير" أو بالعاميّة "كرخانة الحرير"، وإشتراه الأب الروحي للمسرح اللبناني، منير أبو دبس (1932- 2016)، في تسعينيّات القرن الماضي وحوّله الى المُلتقى الحميم لأهل الثقافة وأقيمت فيه العروض المسرحيّة والفنيّة، سيحتفل بما بدأه الراحل الكبير الذي أسس في العام 1971 مدرسة بيروت للمسرح الحديث في كليمنصو، وسيُحافظ على ذكراه، بكل تأكيد.ولكنه، سيكون الشاهد أيضاً بفضل جمعية بيت الفريكة للثقافة والفنون التي تأسست أخيراً ويترأسها نجل الراحل، المهندس جيل أبو دبس، على بدايات تتفرّع من المحاور الطليعيّة التي وضعها جيل والعضو المؤسس في الجمعيّة، ميشال سماحة، ليكون لـ"البيت" أبعاد أخرى، وليكون الجنون الفني الشهيّ السترة الواقية التي تقينا شر الواقع وتقلباته وخيانته المُتكررة لأحلامنا.
وسيعمل جيل وميشال وأعضاء الجمعيّة بحسب ما روى لنا سماحة، على الإنتقال من مبدأ المؤسِس إلى المؤسسة، فيتم الحفاظ على الذاكرة من جهة، "ونذهب أبعد من المسرح لتُصبح مؤسسة". ولن تنحصر اللقاءات الثقافية على أنواعها خلال العطلة الصيفيّة، بل يُريد هؤلاء الذين يحلمون بالتغيير والإنطلاقة الجديدة أن يتحوّل البيت إلى مركز ثقافي، فني، تنموي يفتح أبوابه على مدار السنة. والأكيد بحسب ما يقول سماحة أن هذا المبنى القادم من التاريخ ويستعد لبناء تاريخه الجديد، سيتحوّل مع الوقت منصّة للخلق يتوسّلها الفنان مساحته الحرّة ليرسم فيها مشاريعه المُتنوعة والإنتقائيّة، فلا تكون فقط ساحة للعروض. بل يعيش فيها الفنان لحظات الخلق قبل أن ينبثق العمل، أي عمل فني – ثقافي، فينتعش تالياً الإقتصاد المحلي في البلدة، و"نُساهم في التطوّر الثقافي والفني ويتفاعل في الوقت عينه الفنان مع أولاد المنطقة".
وإذا كان البيت القادم من التاريخ سيتحوّل الفُسحة التي تولد منها عشرات المشاريع الفنية والثقافية، فإن المنازل في البلدة ستتحوّل بدورها الملاذ الذي يستضيف الفنان ليستريح فيه بعد عمله في بيت الفريكة للثقافة والفنون، ومن هنا إنعاش البلدة وبث ضوء الأمل في شوارعها والإحتفال الحقيقي بالعجقة المُحببة التي ستولد بفعل هذا المشروع – الحلم وتُنذر بالخير.
ولأن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي ليس مسألة عاديّة، ستعمل الجمعيّة على أن يكون للبيت بعده الحضاري الذي تتعزّز فيه تقاليد مُحددة ضمن آلية العمل، فيكون للفنون بكل أبعادها دورها المحوري من دون أي إستثناء. فلمَ لا يضم بيت الفريكة للثقافة والفنون نادياً للكتاب، وأمسيات شعريّة ومحترفات للكتابة، ومساحة للعروض الراقصة والأنغام الموسيقيّة على سبيل المثال؟ إذ إن الجمعيّة لا ترى أي حدود لأحلامها وطموحاتها لهذا البيت التي تُشرف عليه الذكريات. وقد وضعت عائلة الراحل منير أبو دبس البيت في تصرف الجمعية، وها هو الديكور القديم و"العقد" الذي يُزخرف القسم الداخلي من المبنى يُسعفان في تعزيز الأجواء الدراماتيكيّة. وقد يكون المقهى الأدبي الفُسحة التي يرى فيها الفنان أرجوحة إستراحته القصيرة التي ربما وُلدت فيها أيضاً ومضات عابرة من الجنون والخلق. ولأن البيت تُحيط به الحدائق ومساحة من الصنوبريات، هي فرصة للتعامل معه وكأنه جنينة صغيرة تتبختر فيها الأحلام.الجمعيّة تُريد من "الكرخانة" أن تُصبح مع الوقت، وحدة مُتكاملة. وكان اللقاء الرسمي الأول في السابع من الجاري مع "لقاءات الفريكة الفنية"، للإعلان عن العودة. وتضمن الحدث الذي حضره أكثر من 100 شخص، معرض لوحات وصور فوتوغرافية وموسيقى ولحظات مسرحية وعرض لفيلم تجريبي، ورقص. وتمحورت ردود الفعل حول هذا الحدث الذي يُمهّد للقاءات أخرى حول جملة واحدة: "عطيطونا أمل بهالجوّ الأسود".
وسيذكر التاريخ أنّ "بيت الحرير" تحوّل مع الوقت، وفي فصل من فصول قصته الطويلة إلى فُسحة توسّلها المُزارع لوضع التبن فيها بعد أن "خلص الحرير"، قبل أن يُقرر إقتحاميٌّ يُدعى منير أبو دبس، أن يجعله المنبر الأنيق للمسرح بكل نزواته غير المروّضة. البيت إتخذ، عبر السنوات أسماء عديدة ليُعرف في نهاية المطاف بكل بساطة باسم "بيت الفريكة" لكونه اتخذ القرية ذات المعالم الخاصة جنينة جنونه الشهيّ.
واليوم، ننتظر الفصول الجديدة التي سيكتبها الفنان وعشّاق الثقافة على أنواعها، معاً، بعروق آلامهم وعطشهم للبدايات بعد إنقطاع وعزلة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top