تصدرت ثلاث طبعات من رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني سلمان رشدي، مقياس مبيعات الكتب في موقع "أمازون" بعد حادثة الطعن التي تعرض لها الكاتب الشهير في نيويورك، الجمعة الماضي.وفي الساعات الأولى للحادثة ارتفع مستوى الاهتمام بالكاتب الذي لاحقته لعقود فتوى هدر دم من طرف مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني، ولم يقتصر الأمر على "آيات شيطانية" فقط بل جاءت رواية "أطفال منتصف الليل" في المرتبة الرابعة ضمن المقياس نفسه.وارتفعت مبيعات النسخ الورقية أيضاً حيث باعت مكتبة "Strand Bookstore" الشهيرة في نيويورك نسخ متزايدة من روايات رشدي. وقالت كايتي سيلفرنيل، مديرة قسم في مكتبة لبيع الكتب الجديدة والمستعملة لوكالة "فرانس برس": "أتى أشخاص يبحثون عن أي من أعماله الأدبية. أرادوا أن يعرفوا ما المتوافر منها لدينا".وتروي "آيات شيطانية" مغامرات هنديين استُهدفت طائرتهما بهجوم إرهابي، ووصولهما إلى شاطئ في إنكلترا واتّخاذ أحدهما هيئة مخلوق شبيه بالشيطان والآخر هيئة مخلوق شبيه بالملاك. وفي سياق الرواية، يطلق الكاتب على بائعات هوى أسماء زوجات النبي محمد. كما يظهر في الرواية نبي يدعى مهاوند يبيح بادئ الأمر الصلاة لآلهة غير الله، ليعود ويقر بعد ذلك بخطئه، في استذكار لحادثة "الغرانيق" التي ذكرتها كتب التراث الإسلامي.وتبين في وقت لاحق أن طاعن رشدي يدعى هادي مطر (24 عاماً) من أصول لبنانية، ومن مناصري حزب الله وإيران التي احتفلت صحفها بالعملية الإرهابية، فيما نفت وزارة الخارجية أي علاقة لها بمنفذ الاعتداء.والاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في أول تعليق رسمي على الهجوم إنه لا يحق لأحد اتهام إيران بالمسؤولية عن الهجوم، مضيفاً أن بلاده ليس لديها أي معلومات أخرى عن المهاجم باستثناء ما ظهر في وسائل الإعلام.وقال كنعاني أن رشدي وأنصاره يتحملون مسؤولية الطعن الذي تعرض له الروائي معتبراً أن حرية التعبير لا تبرر إساءة رشدي للدين في كتاباته، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية الهجوم على رشدي بـ "العمل الشنيع"، مؤكداً أن الكاتب ليس عملاقاً أدبياً فحسب، بل هو أيضاً شخص دافع دائماً عن حق حرية التعبير وحرية الدين والمعتقد وحرية الإعلام في العالم".وتابع: "من الواضح أن المؤسسات الحكومية الإيرانية كانت تحرض على العنف ضد سلمان رشدي منذ أجيال، وفي الأيام الأخيرة، أشادت وسائل الإعلام التابعة للحكومة الإيرانية بمحاولة اغتياله، هذا مثير للاشمئزاز".