قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن بلاده "تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي تشرف على برنامجنا النووي"، مشيراً إلى أن "إيران لديها القدرة على صناعة قنبلة نووية، ولكننا لا ننوي ذلك".
وأوضح إسلامي في مقابلة مع وكالة "فارس"، أن "اتهامات إسرائيل بشأن برنامجنا النووي لن تؤثر على عملنا ولن تحقق أي نتيجة". وأشار إلى أن كل الأنشطة النووية الإيرانية يتم تنفيذها تحت إشراف الوكالة، بموجب اتفاق الضمانات ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وفي وقت سابق اشتكى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، من فقدان الوكالة القدرة على معرفة ما يجري في المنشآت النووية الإيرانية.وقال غروسي إن الوكالة "ليس لديها أي معرفة بما إذا كانت إيران تطور سلاحاً نووياً"، داعياً إياها إلى ضرورة العمل على استعادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية "جميع قدراتها التفتيشية"، وبناء الثقة بشأن برنامجها النووي، عبر السماح لها بالقيام بأنشطة التفتيش.وفي 17 تموز/يوليو، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية بإيران كمال خرازي إن طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك. وأضاف خرازي لقناة "الجزيرة"، "خلال أيام قليلة تمكنا من تخصيب اليورانيوم لما يصل إلى 60 بالمئة، ويمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب لنسبة 90 بالمئة... إيران لديها السبل الفنية لصنع قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ بعد قرار صنعها".وتخصب إيران بالفعل اليورانيوم لدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من 90 في المئة اللازمة لصنع أسلحة والتي تزيد كثيراً عن الحد الأقصى للتخصيب الذي يسمح به الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والبالغ 3.67 في المئة.جولة جديدة وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، إنه "خلال الأيام الماضية تبادلنا بشكل جدي رسائل" بشأن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع المنسق الأوروبي إنريكي مورا، مشيراً إلى وجود "تحركات وجهود لأطراف أخرى أيضاً". وأضاف كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن بلاده "لطالما قدمت المبادرات خلال المفاوضات ونعتبر أن عملية التفاوض هي الطريق المنطقي والمعقول للتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام يضمن منافع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار الاتفاق النووي وخاصة المنافع الاقتصادية". وأشار إلى المقترح الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وقال إن طهران درست المقترح "بدقة وقدمنا تعليقاتنا عليه". وأكد المتحدث الإيراني أن إيران ترحب بأي أفكار ومقترحات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق، قائلاً إن الجولة القادمة من المفاوضات النووية قد تنعقد خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يتم تحديد موعدها قريباً.وأضاف أن "التوصل لاتفاق منطقي ومستدام رهن بإرادة الطرف الآخر وبالذات الطرف الأميركي وأن يتجنب طرح مواضيع غير ذات صلة"، مؤكداً أن بلاده "ترى أن التوصل للاتفاق استراتيجيتها الجادة ولا ننظر إلى المفاوضات من منطلق تكتيكي". وكان بوريل قد أعلن الثلاثاء أنه قدّم مسودة تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني. ودعا الأطراف المشاركة في محادثات فيينا إلى قبولها لتجنب "أزمة خطيرة".أفكار جديدةوالأحد، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقر كني إن بلاده قدمت "أفكاراً جديدة" إلى الأطراف الأخرى بمفاوضات فيينا النووية، مضيفاً أن هذه الأفكار تهدف إلى تمهيد الطريق لإتمام المفاوضات. وقال كني في تغريدة: "قدمنا أفكاراً مقترحة شكلاً ومضموناً إلى الأطراف الأخرى لأجل تمهيد الطريق لإتمام مفاوضات فيينا بشكل سريع"، مؤكداً أن هذه المفاوضات "تهدف إلى إصلاح الظروف المعقدة الضارة الناجمة عن الانسحاب الأحادي الأميركي غير القانوني" من الاتفاق النووي. وانطلقت مفاوضات فيينا النووية في نيسان/أبريل 2021، لكنها مازالت تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 آذار/مارس. ومنذ ذلك الحين، تستمر بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات وأطراف إقليمية أخرى. وأواخر حزيران/يونيو، أجرى الوفدان الإيراني والأميركي مفاوضات غير مباشرة في الدوحة من خلال المنسق الأوروبي، وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.