يبحث اللبنانيون عن ربطة خبز وسط مخاوف من عدم القدرة على حلّ الأزمة قريباً. فالطوابير تتواصل ليوم الجمعة 29 تموز، والتساؤلات حول مصير الخبز تتزايد. وفي ظل غياب الوزارات المعنية، يستسلم بعض المواطنين لعدم وجود الخبز المدعوم، ويبحثون عن ما هو متوفّر، وإن بأسعار مرتفعة، شرط التخلّص من ضغط الطوابير وإشكالاتها التي تصل إلى حدود رفع السلاح، حتى وإن كان الثمن ترتيب أكلاف إضافية على الفاتورة اليومية التي تدفعها الأسرة. فالخبز هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه، ودونها يمكن التخلّي عن احتياجات أخرى.على أن ارتفاع الأكلاف اليومية، يعني فرض تحديات على ما تبقّى من فتات قدرة شرائية للرواتب والأجور. لكن إلى أي مدى يمكن للأسر احتمال الأكلاف الجديدة؟ هو سؤال لا يجد إجابة في ظل عدم رغبة الدولة في تصحيح الأجور ووقف الاحتكار ومنع التهريب. أما اتجاه بعض المواطنين للخروج من الطوابير والاستسلام للأسعار المرتفعة، فهو خطوة باتجاه تكريس رفع الدعم وتحرير سعر الخبز على غرار غالبية السلع.
ووسط استفحال الأزمة، يتواصل التهريب وعلامات الاستفهام حول وصول القمح والطحين، وهو ما يواجهه لبنان مع سفينة الحبوب "لاودسيا" التي وصلت فجأة إلى مرفأ طرابلس، محمّلة بكميات كبيرة من طحين مجهول الوجهة، وربما يكون جزءاً مما سرقته روسيا من الإهراءات الأوكرانية.