أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود يثير قلقاً عالميًّا وبات يشكّل حال طوارئ صحية عالمية، كما أكد مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عقب اجتماع للجنة الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية الدولية بشأن تفشي المرض في بلدان متعددة.
وكانت وزارة الصحة العامة أعلنت عن تسجيل أول إصابة بجدري القردة في لبنان في 20 حزيران المنصرم، لأحد الأشخاص الوافدين من الخارج. وعادت الوزارة وأعلنت يوم الجمعة في 22 تموز، عن تسجيل 4 إصابات بفيروس جدري القرود واحدة في بيروت و3 إصابات في جبل لبنان.
أكد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض أن وزارته جاهزة في هذا الشأن. ولفت إلى أن الحالات الأربعة التي أعلنت عنها وزارة الصحة هي تراكمية، أي لم تكتشف كلها يوم أمس.
وشرح في حديث لـ”المدن” أنه منذ بدأ الحديث عن هذا المرض وردت معلومات إلى وزارة الصحة عن شكوك بإصابات، وصل عددها التراكمي إلى 20 حالة، تبين بعد التقصي والتحقيق وجود 4 حالات موجبة بينها فقط.
لفت الأبيض إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت هذا المرض بأنه يستدعي القلق، بعدما رأت التزايد الكبير في الإصابات، علماً أن أكثر منطقة ترتفع فيها نسبة الإصابات هي أوروبا. لكن لبنان اتخذ إجراء لمواجهة هذا المرض. وقال: “عملنا، مثلما هو معتمد مع أي وباء، على 3 أمور أساسية، أي الترصد والفحص والاستشفاء”.
وشرح أنه في “موضوع الترصد الوبائي، لمعرفة الوقائع على الأرض، يوجد في وزارة الصحة وحدة مجهزة ومدربة، وتتواصل مع الأطباء للتبليغ عن أي شكوك بحالة تمهيداً لفحصها. ويتأكد هذا الفريق من وجود مخالطين تمهيداً لفحصهم في حال تبين أي إصابة. كما هو معمول به بموضوع وباء كورونا على المستوى اللوجستي. أما بموضوع الفحوص فقد بات في لبنان إمكانية للفحص. في البداية كانت الوزارة ترسل العينات إلى الخارج لفحصها ما يأخذ وقتاً في التشخيص يصل إلى نحو عشرة أيام. لكن الفحص بات متوفراً اليوم في المستشفيات الجامعية وفي مستشفى رفيق الحريري، ولم يعد يأخذ التشخيص وقتاً مثل السابق. وبما يتعلق بموضوع الاستشفاء وإمكانية الدخول إلى المستشفيات، فقد جهزت الوزارة غرف عزل في مستشفى رفيق الحريري بوحدة خاصة مختلفة عن وحدة كورونا، تحسباً لأي طارئ”.
وأكد الأبيض أن الحالات الأربعة المكتشفة لم تحتج الدخول إلى المستشفى وعولجت في المنازل. ورغم أن عدد الحالات اقتصر على 4، وجميعها أتت من الخارج، ولم يحصل أي انتقال للعدوى في لبنان، إلا أن الخوف هو من انتقال الوباء إلى المدارس والأماكن التي يوجد فيها تقارب واختلاط. وزارة الصحة مستعدة، لكن على المواطنين أخذ الحيطة والحذر واتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، كما قال.