2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo سكان تلقوا إتّصالاً من العدوّ الإسرائيليّ… وهذا ما طلب منهم logo اجتماع بين حميه والمعنيين في المطار logo انهيار أسوأ يهدّد اللبنانيين.. ومليون نازح بمواجهة أزمة غذاء logo المرافئ اللبنانية تستقبل السفن التجارية بشكل طبيعي logo "تزن طناً"... تفاصيلٌ عن القنابل التي اغتيل بها نصر الله! logo مصطفى علوش يكشف "الأمر الأصعب" في مرحلة ما بعد نصرالله! logo رسالةٌ من الأسد إلى المقاومة وعائلة نصرالله! logo بعد الفراغ القيادي... واشنطن تترقب تحركات حزب الله!
ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب 2024.. مدينة الورد والتاريخ
2022-07-24 09:26:06

أكاد أجزم، ودون أن ألبس الكلام معطف المديح، أن مدينة ستراسبورغ، التي أعيش فيها منذ ثلاث سنوات، تتفوق على كل المدن(*) التي نافستها في مسابقة الترشح للحصول على لقب المدينة العالمية للكتاب للعام 2024.
فالمدينة الأكبر في إقليم الالزاس الفرنسي، وعاصمة الاتحاد الأوروبي، التي لا يستسيغ كثيرون من الفرنسيين في المدن الأخرى أن بلديتها تزين طرقاتها بالورود الطبيعية على مدار أيام السنة، معتبرين ذلك رفاهية تزيد عن الحد المقبول بالنسبة لهم! تستحوذ القراءة على عقول سكانها بدون مبالغة.
في كل شارع هنا ثمة محطة لتبادل الكتب بين القراء، حيث يأتي المرء إلى الصندوق الزجاجي، فيضع الكتب التي أنهى قراءتها، ولا يريد الاحتفاظ بها، ويأخذ ما يلفت نظره وعقله مما تركه الآخرون. تقاليد مشابهة
في كل المدن الفرنسية والأوروبية هناك تقاليد مشابهة، لكن شعبية الأمر هنا تبدو ملفتة، كما أن العدد الهائل للمكتبات الشخصية، والتي تنتهي غالباً بعد رحيل أصحابها وحتى قبل ذلك، في مراكز بيع الجمعيات الخيرية، التي تستعين بالكتب من أجل الحصول على تمويل لأعمالها، يجعل أفخم الكتب وأغلاها متاحاً بين يدي القراء، الذين يزورون هذه الأمكنة برفقة أطفالهم، فيجدون حصة مناسبة لأي من أفراد العائلة. كما أن عدد المكتبات العمومية المتاحة للقراء ولاستعارة الكتب من خلال مراكز (الميدياتك) لا بد سيقحم أي شخص، حتى وإن كان من غير المهتمين، في دائرة الانتباه إلى علاقة غريبة بين السكان وبين القراءة!
المكتبة الوطنية لجامعة ستراسبورغ، ليست مجرد مكان عادي في تاريخ المدينة، فهي حاضنة للتاريخ المشترك بين الثقافتين الألمانية والفرنسية، بما فيه الحروب والدمار، فقد أصيبت بالخراب ذات يوم أثناء الحرب بين بروسيا وجيوش نابليون الثالث. حيث تعرضت المدينة ليلة 24 أغسطس/ آب من سنة 1870 لقصف كثيف أدى إلى حرق المكتبة التي كانت تضم 400 ألف مجلد. وكتعويض عن هذه الفاجعة الثقافية قام الألمان إبان سيطرتهم على المدينة بتعويضها عن خسارتها عبر نقل الكتب إليها من كل أنحاء ألمانيا. هذا التنازع على المدينة بين الجارين ألمانيا وفرنسا، أكسبها ثنائية لغوية، تنعكس من خلال انتشار الكتب باللغتين، الأمر الذي يجعل حيازتها لقب عاصمة الكتاب العالمية أمراً مهماً للبلدين أيضاً.
طبعاً لسنا مضطرين هنا للحديث بتوسع عن عدد متاجر الكتب، لكن مروراً سريعاً في ساحة كليبر في مركز المدينة، سيكشف عن ثلاثة مراكز مهمة، أولها مكتبة كليبر ومكتبة فناك ومركز لدار غاليمار، متخصص في بيع المؤلفات الأدبية الأجنبية.عربات
هذه المتاجر تبقى مزدحمة، وكان لافتاً أنه وسط الحديث عن أزمة تعرضت لها القطاعات الثقافية بسبب أزمة كورونا، لم يتضرر قطاع المكتبات كثيراً حيث أغلقت مكتبة بروغلي في الساحة التي تحمل الاسم ذاته، لكن المكتبات الأخرى التي بقيت، شهدت في فترة لاحقة توسعاً في شراء الكتب خاصة مع اضطرار السكان للبقاء في بيوتهم بسبب الحجر الصحي، كما أن الساحة ذاتها تشهد حضوراً لعربات بيع الكتب بأسعار متهاودة.
المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، قالت في إعلانها فوز ستراسبورغ "يلجأ الكثيرون إلى الكتب في الأوقات العصيبة ملتمسين بين ثناياها ملجأ ومصدراً للأحلام. تمتلك الكتب في الواقع قدرة مزدوجة وفريدة للترويح عن النفس والتثقيف. هذا هو السبب الذي يستدعي ضمان حصول الجميع على المعارف والتفكّر من خلال الكتب والقراءة. ولذا تختار اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب بوتيرة سنوية. وبعد اختيار مدينتي غوادالاخارا وأكرا عاصمتين عالميتين للكتاب في عامي 2022 و2023 على التوالي، يسعدني أن أعلن اختيار ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب للعام 2024".
أما رئيسة بلدية ستراسبورغ جان بارسيغيان (حزب الخضر) فقد قالت للصحافة بعد إعلان فوز المدينة إن "الرهان من هذا الترشيح كان في أن نظهر أن الرابط القوي جداً لستراسبورغ مع القراءة لا يرتبط فقط بتراثها الغني للغاية. الكتاب حيّ في ستراسبورغ وله جمهوره، إنها مدينة نهمة على القراءة وعاشقة للكتب، مع منظومة مذهلة من الكتّاب والرسامين التوضيحيين ودور النشر".
وبحسب بارسيغيان فإن بلدية ستراسبورغ ستخصص موازنة لهذا الحدث تبلغ 4.5 مليون يورو (4,607 ملايين دولار).
يذكر أخيراً أن سنة الاحتفالات ستبدأ في 23 نيسان/أبريل 2024 بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.
(*)تنافست ستراسبورغ على نيل اللقب مع تسع مدن أخرى هي عمّان الأردنية وهافانا الكوبية وياش الرومانية وأوبيدوس وبلوديف البرتغاليّتان والرياض السعودية وسالامانكا الإسبانية وطشقند الأوزبكية وفيليكو تارنوفو البلغارية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top