2025- 01 - 11   |   بحث في الموقع  
logo ميقاتي الى سوريا اليوم بدعوة من الشرع واستشارات تسمية رئيس الحكومة الاثنين logo مقدمات نشرات الاخبار logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف logo جوزيف عون رئيسا.. فجرٌ جديدٌ يُشرق في لبنان!.. تانيا اسطفان logo العماد جوزاف عون: قائد الأمل في رحلة إعادة بناء لبنان!.. بقلم: إيمان درنيقة الكمالي logo هكذا استقبلت زغرتا انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية.. حسناء سعادة logo السوداني في طهران.. زيارة البحث عن حلول الساعات الأخيرة
"أوراق برلين" لنهاد سيريس.. عودة العلاقة بين الشرق والغرب
2022-07-14 12:56:13

مُربِكة حقاً رواية نهاد سيريس الأخيرة "أوراق برلين" (الصادرة عن دار ممدوح عدوان للنشر 2021). فالروائي السوري صاحب "رياح الشمال" و"الكوميديا الفلاحية" و"حالة شغف"، يجعل في هذه المرة، مدينة برلين (التي هي منفاه منذ بداية المقتلة السورية)، مسرحاً لأحداث روايته، وإن كانت سورية وحلب بالذات، تُستعاد في أقسام طويلة من الرواية. والإرباك يتأتى من أمكنة ومطارح عديدة في الرواية. وهي لهذا تنزلق من إمكانية إعطاء رأي قطعي أو حتى تشكيل انطباع سريع.الراوي في النص هو كاتب سوري يعيش في برلين منذ سنوات (تشي الرواية في مكان ما أنه يقوم بكتابة رواية، وربما هو أيضاً يكتب دراما تلفزيونية، لكنه - كما تقول إحدى صفحاتها، لا يفضل الكتابة للتلفزيون). حياته في المدينة تبدو مكرسة للكتابة، وأوقاته خارجها يقضيها بين مقاهٍ ومطاعم وزيارات لأمكنة ثقافية. وهو أيضاً قادرٌ على إنشاء علاقات اجتماعية واسعة خصوصاً داخل المجتمع الألماني؛ يحب امرأة ألمانية، ويتردّد (ويتودّد) إلى أخرى، ويصادق امرأتين تعيشان كزوجين، وتسران له بتفاصيل علاقتهما الحميمة. تعكس الرواية عمق علاقاته مع المجتمع المحلي، من خلال طبيعية الحوارات القائمة بين الرواي والشخصيات الألمانية، أو من خلال سلوكياته القريبة من العفوية، حتى إنه يطبخ للسيدة العجوز (والدة كريستا صديقته) في غياب ابنتها، ويرافق رجلاً مسنّاً يلتقيه مصادفة في إحدى الحدائق، إلى منزله، ليخفف عن العجوز وحدته، وينصحه بما يجب أن يفعله بمقتنياته من صور شخصية لزوجته المتوفاة.لكن الراوي لا يبدو أيضاً مشغولاً بالمسألة السورية كقضية عامة، وإنما هي ربما، موضوع لروايته التي يكتبها، ولا تبدو الحرب القائمة هناك في مجال اهتمامه اليومي (متابعة أخبار، أو حوارات مع سوريين). هو يجمع بعض الحكايات عن الحرب العالمية الثانية التي قد تفيد في روايته، أو يستعيد سوريا الحرب من خلال الصور التي التقطها حين كان -بعدُ– هناك. ومن خلال هذه الصور تُستدعى الحكايات عن حلب وأماكنها. لكن الحرب ذاتها في دائرة الالتباس واللاوضوح، هي بين متمردين يلقون القذائف على المدنيين انتقاماً من الجيش الذي يهاجم المدنيين. والضابط المنشق، صبري، الذي يروي حكايته للكاتب، يهرب إلى "دولة مجاورة" من دون أن يسميها، أو أن يسمي الأمكنة التي مر بها وشهد فيها معارك وتبادلاً لإطلاق القذائف. الحرب تحدث بلا أسباب أو أسماء.صبري الشاب الضائع بين الحشيش والجنس والمراقص في برلين، يعيش تجربة سحرية أثناء هروبه من الجيش. فهو يصادف امرأة/ جنية تحميه وتمارس معه الجنس من دون أن يراها أحد، وهي مكلفة بحمايته حتى يخرج، وهي التي طيرته وأصحابه فوق الجدار الفاصل بين البلدين والتجاورين، ردت عنه الرصاص والموت مرات عديدة. ثم تختفي هذه المرأة الجنية، ما إن استقر به المقام في برلين. لكن الحكاية لا تكتمل، حتى بعد أربعين يوماً قضاها الكاتب في سردها.فيما تعتني الرواية بالتفاصيل الدقيقة لشوارع برلين وأماكنها ووسائل مواصلاتها وحكايات سكانها الألمان وتاريخهم، وتاريخ بعض فنانيهم (حكاية أوتو ريكس الفنان الألماني الذي خاض الحرب العالمية الأولى)، فإنها تغفل (ربما عن قصد) تفاصيل أخرى تَلزَم القارىء ليستدل أكثر على شخصياته. فالكاتب نفسه يبدو أنه بلا مصدر دخل واضح. لا نعرف من أين يعيش ولا من أين ينفق -رغم أنه يتمتع بقدر لا بأس به من الرفاهية؛ يدخن البايب، ويدخل إلى مطاعم وملاهٍ كثيرة، ويقدم هدايا في كل زياراته. لا نعرف إن كانت الكتابة هي مصدر دخله، أو إن كان متقاعداً (تلمّح الرواية في مكان ما إلى عمره) أو أنه ثريٌ لا يحتاج إلى عمل. هو كاتب وحسب. وهي في هذا التفصيل تذّكر أحياناً -في جانب منها- بأبطال الروائي الأردني غالب هلسا، الذين كانوا بلا عمل واضح في منافيهم الكثيرة، فإنها في جانب آخر تذكر بالروايات التي كتبت عن علاقة الشرق بالغرب في خمسينيات وستينيات القرن الفائت، وإن كان يحسب لصالحها أنها لا تدعي حمل هموم هذه العلاقة ولا تشي بأزمة ما تحكمها.الرواية تذهب إلى ختامها بمحاولة الكاتب السعي لمعرفة نهاية حكاية صبري، وفي هذه الأثناء يكتشف أنه زرع بذرته في رحم الصديقة كريستا (بقبول ومباركة من صديقها غونتر) وتنتهي بولادة الطفل ذي الشعر الأسود والعينين الغامقتين، فيصرخ غونتر بسعادة وهو يحضن كريستا: سنسميه عُمر.من المفيد أيضاً القول أن العمل المطبوع كان ينقصه قليل من التحرير (وهذه آفة معظم الكتب الصادرة عن دور نشر عربية) – ففعل "كسا" كان في الرواية مكتوباً بألف مقصورة، والفنان الألماني أوتو ريكس ولد في بدايات القرن التاسع عشر، والصحيح أنه ولد في نهاياته (رغم أن الكاتب يذكر أن ريكس قد خاض الحرب العالمية الأولى)، أو أن الكاتب يختار أن يشير إلى صبري بإحالات من نوع (وقام بطلنا، وعاد بطلنا،...) حيث كان من غير المفهوم لمَ اختار الكاتب هذه الصيغة التي لا تنتمي إلى طبيعة الرواية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top