نعت "جمعيّة تراثنا بيروت"، الكاتب وجيه فانوس(1948 – 2022)، وقالت في بيان فايسبوكي: بوفاته خسرت بيروت علماً من أعلامها، وقامة من قامات الفكر والتأريخ والنقد والتأليف الأدبي الرصين، وواحداً من كبار رجالات العمل الوطني رئيساً لندوة العمل الوطني، ومفكّراً إسلاميّاً عروبيّاً من طليعة المفكرين، رئيساً للمركز الثقافي الإسلامي في بيروت، عرفناه في كلّ ساحة من ساحات اجتراح الحلول لكلّ ما يعاني منه الوطن من أزمات، ومنافحاً لا يلين عن حياض الدين واللغة والتاريخ والهويّة والإنتماء للبنان والعروبة والإسلام الوسطي بكلّ ما لكلمة وسطي من معان وأهداف.ورثاه الرئيس تمام سلام في بيان قائلاً: "خسرت بيروت صبيحة اليوم ركناً من أركانها الثقافية والعلمية والاجتماعية رئيس المركز الثقافي الاسلامي المرحوم الدكتور وجيه فانوس، صاحب القلم والرأي والموقف البيروتي الوطني الجرئ والمسؤول". أضاف: "وجه مشرق ساهم على مدى سنين طويلة في محطات ومواقف ونشاطات وطنية عديدة، حققت له مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والعلمية والوطنية بين أقرانه ممن تفتخر بهم بيروت وصروحها ومؤسساتها العريقة".ونعاه عدنان برجي، امين شؤون الاعلام والعلاقات العامة في اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين، قائلاً:
"أي كلام يليق بك في لحظة الرحيل وهو أقسى خبر تلقيته وانا لا ازال اقرأ مقالك الأخير تستنبط فيه قيم الحرية التي نذرت نفسك وقلمك ولسانك من أجلها.
ماذا عسانا نكتب وقد عرفناك منذ عقود لكننا ترافقنا عقدًا في دروب الثقافة والادب والشعر حين جمعتنا الهيئة الادارية في اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين والاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب وقد كنت محرّكه وقلبه النابض ابدا بالمحبة فكنت خير من يجمع الإضداد ويوفق بين الآراء ومحط لقاء وثقة الجميع.
ماذا عسانا نكتب وانت بحر الكلمات التي تغوص في الأعماق دفاعا عن الانسان وعن الوطن والأمة.
لم تتقاعد لحظة واحدة في حياتك فبقيت الاستاذ الجامعي وبقيت المناضل الصلب الذي ينطلق من منطلقات توحيدية ووحدوية، بقيت الصوت الصارخ من اجل بيروت ولبنان ودنيا العرب، وبقيت بسمتك الجميلة عنوان أمل ورجاء.
اخي الحبيب وجيه
ان بكيناك فالدمع قليل لن يعكس وجع القلب الذي تركه فراقك ولا الحزن المقيم بين أضلعنا لذا فاننا نصلّي ونضرع الى الخالق الباري الرحمن الرحيم ان يتغمدّك بواسع رحمته وان يكون مقامك كبيرًا في جنّة الخلد"...ووُلد فانوس في بيروت، وتلقى دراساته الأولى في مدارس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية"، وأكمل تعليمه في "الجامعة اللبنانية" متخصّصاً في اللغة العربية وآدابها، وحصل على شهادة في النقد الأدبي المقارن من "كليَّة سانت أنتوني" في "جامعة أكسفورد" سنة 1980.بعد عودته إلى لبنان عمل أستاذاً محاضراً في "الجامعة اللبنانية" حتى تقاعده.
من أولى إصداراته كان كتاب "دراسات في حركية الفكر الأدبيّ" (1991)، الذي تناول فيه نماذح مختلفة في الأدب العربي مثل دعبل الخزاعي وأبي العلاء المعري وأحمد شوقي وخليل حاوي وعمر الزعني وجبر ضومط، والرواية في النقد الغربي المعاصر.أنجز فانوس العديد من المؤلّفات، منها: "الريحاني والمعرّي" (1993)، و"محاولات في الشِّعري والجمالي" (1995)، و"أحداث من السِّيرة النَّبويَّة في مرايا مُعاصرة" (1996)، و"مخاطبات من الضفَّة الأخرى للنَّقد الأدبي" (2001)، و"العلاقات العامَّة في المؤسَّسات الأهليَّة" (2003)، و"إشارات من التَّثاقف العربيّ مع التَّغريب في القرن العشرين" (2004)، و"لمحات من النَّقد الأدبي الجديد" (2012)، و"شفيق جدايل.. حكاية صوت" (2014). وذلك إلى جانب مشاركته في تأليف المناهج المدرسية المتخصصة في الأدب العربي للمرحلة الثانوية في لبنان، وتأليفه عدداً من المسلسلات والبرامج الإذاعية منها "حكاية عمر"، و"موزيكا يا دنيا"، و"قضايا وآراء ومن حكايات العرب".