2025- 01 - 16   |   بحث في الموقع  
logo ليث البلعوس لـ"المدن": النظام سقط في السويداء عام 2013 logo لبنان والشرق الأوسط في عهد ترامب: صفقات بالجملة logo الثنائي الغاضب "مؤقتاً": لحظة تأسيسية لا يمكن تفويتها logo في صيدا.. مسيرات احتفالية إبتهاجاً بـ”اتفاق غزة” logo سوريا ترفض أي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها logo من وسط بيروت.. صور رفيق الحريري تُرفع عالياً logo مقدمات نشرات الاخبار logo النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
الأضحى بطرابلس: دولارات المغتربين تحيي العيد ولا تطوي المآسي
2022-07-09 00:25:53

تكتظ طرابلس عشية عيد الأضحى بناسها وكل العابرين بها، كمركز وصلٍ بين مختلف المناطق والقرى الشمالية. وفي الساعات الأخيرة ما قبل فجر الأعياد الدينية، يبدو التجول في هذه المدينة مهمة شاقة بالمركبات أو سيرًا على الأقدام، لكنها لا تخلو من المتعة في تتبع حركة أهلها، ورصد تفاعلهم وتعابير وجوههم مع كل ما هو متصل بالعيد، من طقوس وتقاليد أصبحت تكاليفها باهظة الثمن. الدولار أولاًومع ذلك، يحرص معظم أهالي طرابلس على ممارسة طقوس العيد بما تيسر لديهم، وينتظر آخرون ما ستقدمه الجمعيات الخيرية من ألبسة وأضاحي وهدايا للأطفال. لكن، يبدو أن الدولار بمفهومه المستجد اقتصاديًا ومعيشيًا واجتماعيًا على حياة اللبنانيين، هو محور هذا العيد في طرابلس. وتقول إحدى السيدات لـ"المدن" وهي تنتظر دورها عند محل صيرفة في ساحة التل: "في السنة الماضية، كانت الـ200 دولار التي يرسلها ابني من الخليج تسدّ حاجات كثيرة لنا في الأعياد، لكنها هذا الشهر بالكاد تكفي لتسديد فاتورة مولد الكهرباء وتعبئة البنزين للسيارة".
والمفارقة راهنًا أيضًا، أن الناس كانت قبل عام أو ثلاثة، تذهب لدى الصرافين لتحويل دولاراتها إلى ليرات قبل التوجه إلى الأسواق. لكن اليوم، أضحت معظم المحال التجارية تعرض بضائعها مسعرة بالدولار، وتسعى لمقايضة الزبائن بتقديم سعر صرف أفضل من السوق السوداء، حتى تشجعهم على الدفع بالدولار الكاش وليس بالليرة.
وفي شارع عزمي، تفتح صاحبة محل للألبسة جارورها أمام "المدن" لتؤكد ما تقوله إن الناس تعودت على الدفع بالدولار النقدي، وتقول ضاحكة: "انظروا، لديّ فراطة دولارات أكثر من فراطات اللبناني". وإذا كانت شريحة من اللبنانيين تستحصل سواء من عملها أو عبر تحويلات المغتربين على مبالغ معينة شهرية بالدولار، فإنها لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من المواطنين التي تنعش الأسواق التجارية.
وأمام إحدى محال الحلويات في طرابلس، يشكو أبو محمد من أحواله في هذا العيد، إذ "نتنقل من محلٍ لآخر لشراء ما هو أرخص من معمول العيد، في ظل فوضى كبيرة بالأسعار وجشع التجار الذين لا يرضون تحصيل أرباح بأقل من ضعف تكاليفهم". ويتابع قوله لـ"المدن": "إن إقدام بعض الناس على الدفع بالدولار النقدي لدى شراء السلع، فاقم من طمع التجار، وتبقى الحسرة علينا وعلى أطفالنا نحن الفقراء". شح الأضاحي؟ في العقود الماضية، شكلت الأضاحي ركنًا رئيسيًا في طقوس عيد الاضحى، وكان لا يمر العيد إلا وتوزع فيه اللحوم في طرابلس على مختلف الأسر. لكن هذا العيد، والذي يأتي أساسًا بعد الانتخابات البرلمانية وعدم الحاجة لاسترضاء الناس، وتراجع ملحوظ بالمساعدات في الداخل ومن الخارج، انحسرت نسبة الأضاحي في طرابلس وفق شهادات عدد من أصحاب الملاحم في المدينة لـ"المدن".
وبعد أن ناهز سعر كيلو اللحمة الحمراء الـ300 ألف ليرة، وحُرمت من شرائها الاعتيادي آلاف الأسر اللبنانية التي فرضت تقنينًا قاسيًا على موائدها، انسحب الحال على الأضاحي، خصوصًا سعر الخاروف يبلغ نحو 280 دولاراً أي يوازي أكثر من 8 مليون ليرة. ما يعني أن الأضاحي أضحت تقتصر على حاملي الدولارات أو المغتربين الذين يرسلون التحويلات المخصصة لأضاحي العيد بغية توزيعها على الفقراء. نكسات العيد وواقع الحال، يمرّ ثاني عيد على طرابلس بعد عيد الفطر قبل نحو شهرين، والذي حلّ عقب فاجعة غرق القارب قبالة شاطئها. وإذا كانت أسر المدينة تعاني من عجزها عن ممارسة طقوس العيد بسبب ظروفها الاقتصادية والمعيشية وتآكل قدرتها الشرائية، فإن هناك عشرات الأسر المفجوعة بمقتل أبنائها في عرض البحر ليلة 23 نيسان الفائت، وتنتظر مصير ما لا يقل عن 23 جثة مفقودة بالقارب في عمق البحر.
لكن، لا حلول الأعياد، ولا مأساة غرق القارب، يبدو أنها ستحد من إقدام مئات الأسر على رمي نفسها في شواطئ الشمال للإبحار نحو أوروبا، خصوصًا بعد أيام من احتفال أهالي البداوي بوصول أحد قوارب أبنائها بهجرة غير نظامية إلى إيطاليا، ودخول أراضيها بصفة: اللاجئين اللبنانيين.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top