2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo وزير الخارجية الفرنسي في بيروت logo اجتماع في دار الفتوى في طرابلس بحث في سبل تقديم المساعدات للنازحين logo التعازي باغتيال نصر الله.. تقسم ناصريي مصر logo ضربات إسرائيلية عنيفة على اليمن.. استهدفت الحديدة ورأس عيسى logo لإدارة الحرب... ساعر ينضمّ إلى حكومة نتنياهو! logo الجيش الإسرائيلي يزعم استهداف مقرات عسكرية لحزب الله logo فارس سعيد يكشف دور "الحزب" الجديد ويُفنّد تفاصيل المرحلة المقبلة… نداء إلى اللبنانيين! logo بعد فرار سجناء… بيان للجيش
بلبلة حول أغلفة نجيب محفوظ الجديدة... زمن السطحية
2022-07-08 12:25:54

أثارت أغلفة الطبعات الورقية الجديدة لأعمال نجيب محفوظ، جدلاً، بعدما نشرت دار "ديوان للنشر" صور الأغلفة في مواقع التواصل الاجتماعي... واعتبر البعض أنّ تصميم الأغلفة الجديدة بعيد من روح الأعمال المحفوظية، وجاءت لتعبّر بشكل سطحي عن أسماء الروايات من دون التعمق فى الأفكار التى يطرحها محفوظ، أو حتى البيئة الاجتماعية والسياسية المصرية التي عُرف بسبر أغوارها كما لم يفعل سواه. بينما عبّرت أم كلثوم، ابنة نجيب محفوظ، عن سعادتها بتفعيل التعاقد مع مكتبة "ديوان" لنشر أعمال محفوظ ورقياً بموجب التعاقد، مشيرة إلى أنه سيبدأ طرح الأعمال بطبعتها الجديدة، ابتداء من اليوم في مكتبة "ديوان".
وكان الإعلان الأول لغلاف طبعة "ديوان" من رواية "اللص والكلاب"، التي صدرت للمرة الأولى العام 1961. وتلقى الغلاف العديد من الانتقادات، فيقول المترجم يزن الحاج: "من إمبارح مشغول بالتفكير بأغلفة نجيب محفوظ.. التنمّر حق من حقوق الإنسان لما تكون النتيجة سيئة لهالدرجة". وأضاف في فايسبوك: "جمال أو بشاعة التصميم أمر نسبي، ولو أن التفاحة المعفنة تفاحة معفنة حتى لو استساغ طعمها البعض.. بس رسمة كلاب لأن العنوان فيه كلاب؟ معقول يكون محفوظ كتب روايتين بالعنوان نفسه، الأولى لعموم الشعب والتانية لمكتبة ديوان فيها كلاب حقيقية؟". وسرعان ما كتب يزن الحاج تعقيباً حول أغلفة محفوظ في "ديوان": "لوم مصمّم الأغلفة وحده يعني تبرئة الناشر من اللوم. *ربما* يجب على المصمّم قراءة الكتاب قبل تصميم غلافه. هذه الـ"ربما" مرتبطة بوجود سوق نشر، مؤسسات نشر، بيئة عمل مثالية، أجور مثالية، وقت مثالي؛ هذه كلها أمور غائبة عربيًا. لا سوق نشر عربية، بل بازار مرعب. فإما أن يكون المصمم صاحب قرار فعلي، وهنا يجب أن يُلام ويُهاجَم بل وأن يُسخَر منه إن أخفق، وإما أن يكون مجرّد منفّذ لأفكار الناشر، وهنا لا لوم عليه. مسألة هذه الأغلفة مهمة لأنها ترتبط بـ"مؤسسة" روّجت لنفسها بأن عملها سيكون مؤسساتيًا منظّمًا (لجان قراءة، لجان مقارنة، لجان تدقيق، لجان استشارية) بحيث يكون أملها وأملنا إصدار طبعة موثوقة وكاملة من أعمال محفوظ. شخصيًا، كنت أنتظر إصدار "الثلاثية" و"الحب تحت المطر" و"أولاد حارتنا"، على الأخص، كي تكون النسخ التي أعتمدها. لكن إنْ كان الناشر قد أخفق في مسألة بسيطة مثل إصدار غلاف لا يمتّ للرواية بصِلة، فكيف لنا أن نثق بالنّتاج الفعليّ المهم: أعمال كاملة مدقَّقة؟ باختصار وبساطة، لا، أنا لا ألوم المصمم، بل الناشر؛ الناشر وحده. وإن كان نجيب محفوظ ضحية مزاج الناشر، فلنا أن نتخيّل مستنقع الرداءة الذي نغوص فيه".ويقول الكاتب عمرو المنشاوي: "أغلفة أربعة لرواية عمنا نجيب محفوظ. نشأنا على واقعية الفنان جمال قطب، وأغلفته المميزة في مكتبة مصر، كأنك تقرأ الرواية من مفردات الغلاف، واقعية تناسب زمانها الواضح الصريح". يضيف: "انتقلنا إلى رمزية الفنان حلمي التوني، في إصدارات دار الشروق، وهي رمزية جميلة موحية كثيراً، وغامضة بعض الأحيان، معبّرة أحياناً، ملغزة بعض الأحيان، لكنها تتحرك تحت مظلة معاني الروايات. ثم أصدرت مؤسسة هنداوي، طبعتها الإلكترونية لأعمال نجيب محفوظ، في غلاف ثابت لا يتغير، صورة الأستاذ وهو يطل علينا، شاهداً على عصره، مؤرخاً بأدبه، حيوات اجتماعية تتحرك بفعل الحراك السياسي والاقتصادي". واختتم: "وأخيراً اغلفة مكتبة ديوان (غلاف "اللص والكلاب" نموذجاً) يعبّر عن عصرنا الراهن، وحياتنا العبثية..".
(أغلفة قديمة)وكتبت الصحافية إيمان علي: "أغلفة ديوان لروايات نجيب محفوظ.. تمخّض الجبل". وعلق ماهر عبد الرحمن متهكماً: "أغلفة أعمال نجيب محفوظ الجديدة عن ديوان، معمولة بمنطق #أغلفة_موازية".وقالت الصحافية عائشة سلطان: "سيتحدث المهتمون بأدب وإرث نجيب محفوظ كثيراً في الفترة القادمة عن هذا الميراث العظيم، وهم يفعلون ذلك دائماً، فمحفوظ يستحق، وعن نفسي يستهويني جداً هذا الحديث، لذلك سأنتظره بفارغ الصبر.
الأغلفة الأربعة المرفقة، بعيداً من جودتها أو سوئها، للرواية نفسها "ثرثرة فوق النيل" صدرت عن أربعة دور نشر، ثلاث منها مصرية والرابعة دار القلم لبنانية، وعلى فترات زمنية متباعدة. وأهمية الإشارة للغلاف هنا لأنه يشكل العتبة الأولى للنص، والذي يفترض أن تكون له أبجديات وأسس كالبناء الهندسي تماماً، يعتنى به لأنه سيشكل تاريخاً موازياً للرواية وللدار وللقراء. لكن في النهاية سيشتري الناس روايات محفوظ أياً كان تحفظهم على أغلفتها، لأنهم على يقين بأنهم سيقرأون نصوصاً عظيمة بعيداً من أي شيء آخر!
من هنا يسمح هؤلاء القراء لأنفسهم بالخوض في فنيات وجماليات أغلفة روايات محفوظ، ولا بأس أن يتساءل أحدهم: لماذا يهتم هؤلاء القراء بإبداء رأيهم في أغلفة روايات محفوظ تحديداً وليس أي روائي آخر؟ وسيجيب كثيرون: لأن محفوظ وأدبه ملك للذاكرة والضمير الإنساني، ولطالما شكل هذا الأدب جزءاً من تاريخهم وتكوين وعيهم، وحكايتهم البكر مع القراءة".وكتب محمد سامي البوهي: "تغيير أغلفة روايات نجيب محفوظ حرام شرعًا!
أذكر حوارًا لأحمد فؤاد نجم حينما سئل أيهما أهم.. أنت أم الشيخ إمام؟ فقال: (احنا اللي اتنين واحد)، فجمال قطب مصمم أغلفة محفوظ هو جزء لا يتجزأ عن تراث المكان، وفن نجيب محفوظ المستقبلي وأي تدخل للعبث في هذا التراث هو كالشخص الذي نحت تمثالا لنفرتيتي ووضعه في مدخل إحدى القرى فبان وكأنه عمل هزلي فانتازي لأنه لا يضاهي الأصل وهذا ما يحدث الآن. ويخالف شريعة الفن والتراث الأدبي والمكاني، فلوحات وأغلفة جمال قطب التي كان يرسمها في أماكن حدوث الرواية هي مدخرات تراثية وتاريخية لصيقة بروايات وأفيشات أفلام نجيب محفوظ ولا يمكن أبدًا التعدي على فن جمال قطب باعتباره قيمة متكاملة لا تنفصل عن أعمال وسيرة نجيب محفوظ. خاصة أنّه جزء من تاريخ رائع. وكما أنه لا يجوز العبث في متن روايات نجيب محفوظ فبالتبعية الأدبية لا يجوز العبث في أغلفته، فهل يمكن طلاء الهرم الأكبر كنوع من التغيير لنضفي عليه شكلاً جمالياً؟ فالهرم رائع بشكله التراثي القديم بالطبع ويستمد قيمته من هذا القدم، فجمال روايات محفوظ وغيره من أدباء عصره يكمن في أصالتها كما الهرم، تذكرت حوارًا صحافيا للرسام جمال قطب - مصمم أغلفة روايات نجيب محفوظ- يقول فيه:- تعرفت علي نجيب محفوظ لأول مرة عن طريق سعيد السحار صاحب دار مكتبة مصر، وكانت تطبع روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وغيرهم، وكنت أرسم أعمال هؤلاء العمالقة، ولذلك كنت القارئ الأول لأعمال نجيب محفوظ بخط يده.‎في لقائي الأول بنجيب محفوظ قال لي: كتبي أمانة لديك، ووجدته شخصية ثرية، متواضعاً يحسن السمع جداً، ولم يكن يتدخل يوماً في شغلي، وعندما كنت أسأله: رأيك يا أستاذ نجيب؟ يقول هذه رؤيتك، كنت ألتقي بنجيب محفوظ في مكتب سعيد السحار كثيراً، كل أعماله تعجبني جداً، لكني توقفت أمام رواية الكرنك وأدهشتني رواية أصداء السيرة الذاتية ورسمت لها لوحات داخلية، موضوعها فلسفي فيها نجيب محفوظ عالم يفلسف بالرمز والكلمة المختصرة ما يقوله الإنسان في عشر ساعات، الثلاثية تحكي تاريخاً كأن الإنسان عاش في الثلاثينيات، كنت أنزل الجمالية أعمل اسكتشات لأعمال نجيب محفوظ وأعيش الأماكن التي كتب عنها.
فالتجديد الثقافي لا يكون غلافاً يتغير فقط لأعمال نجيب محفوظ ويدور حوله هذا الجدل كله، الأمر يحتاج إلى النزول إلى الشارع بالثقافة الجماهيرية بشكل موسع حتى لا نترك الشارع للغرابيب السود، للبلطجة والتطرف والاخوان والجهل وقسوة القلوب، نحتاج أن نرفع رؤوس أولادنا عن الحيز الافتراضي الذي دمرهم وجعل عندهم كل شيء سهلاً، الطعام، اللعب، الحب، الجنس، والموت، لماذا لا تعود أكشاك الموسيقى في الحدائق وعلى كورنيش النيل وفي المصايف، لماذا لا يعود مسرح الشارع والذي يمكن أن نطوعه لمسرحة روايات نجيب محفوظ بشكل حداثي مناسب للعصر، وأعمال أدبية كتيرة ننشر بها الذوق والقيم، لماذا لا يعود مسرح الشارع لنعرض عليه الفن الشعبي المحترم، لماذا اختفت المكتبات المتنقلة؟ أين ذهبت؟ أم تم بيعها على سبيل الخردة؟ ولحساب من؟ البسطاء يتحسرون عند سماعهم أسعار تذاكر حفلة عمرو دياب فلماذا لا ننشيء لهم شيئاً رمزياً يعوضهم ويشعرهم بوجود دولة تبني الإنسان.. إنشاء كشك الموسيقى يعادل بناء مسجد أو كنيسة ومدرسة ومصنع صدقوني".وقد ارتبط عدد كبير من عشاق نجيب محفوظ، بأغلفة رواياته التى اختلفت طبعاتها وتصميماتها بمرور الزمن بداية من "مكتبة مصر"، والتي صمم أغلفتها الفنان التشكيلي جمال قطب، مروراً بتصميمات الفنان حلمي التوني في طبعات "دار الشروق" وقبلها بطبعات دار القلم. واستلهم قطب في أغلفته مع مكتبة مصر من حكايا نجيب وشخصياته، بينما أضاف حلمي التوني عناصر زيتية أخرى تتطابق مع روح الرواية المحفوظية.وكانت "ديوان للنشر"، حصلت على حقوق نشر أعمال نجيب محفوظ، ومدة التعاقد 15 عاماً، إذ وقَّعت عقدا مع أم كلثوم نجيب محفوظ، في ديسمبر 2021، للحصول على نشر جميع أعمال أديب نوبل ورقياً وصوتياً بشكل حصري، وإلكترونياً بشكل غير حصري، إذ تتشارك مع دار مؤسسة هنداوي الثقافية في الحقوق الإلكترونية.فى 15 مايو/أيار الماضي، بدأت "هنداوي" نشر الطبعة الإلكترونية لأعمال نجيب محفوظ عبر موقع وتطبيق "هنداوي" بشكل مجاني، بموجب تعاقد بين الدار وأم كلثوم ابنة الأديب الراحل مقابل 6 ملايين جنيه، حرصت أم كلثوم من خلال هذا التعاقد على مواجهة الطبعات المقرصنة عبر مواقع الإنترنت.يشار إلى أن مصمم أغلفة نجيب محفوظ الجديدة هو محمد مصطفى، فنان تشكيلي مصري من مواليد القاهرة 1985، شارك في العديد من المعارض الدولية والإصدارات العالمية، ونال عن مشاركاته عددًا من الجوائز المهمة.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top