2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo بعد فرار سجناء… بيان للجيش logo نتنياهو: نعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله وتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله logo غالانت: لا يوجد مكان بعيد جدًا عن هجماتنا logo الكشف عن هوية المستهدف في غارة عين الدلب logo بينهم السنوار… 4 أشخاص تُريد إسرائيل إغتيالهم logo الاقتصاد تحت الحرب: تذبذبات محدودة في أسواق المال والنقد logo متى سيتمّ تشييع السيد نصرالله؟ logo ما حقيقة وفاة هانيبال القذافي بالغارات الإسرائيليّة؟
"سلسلة" معهد ثقافات الإسلام في باريس: بلاد الأهل المنصرمة
2022-07-06 14:56:06

ما هذه السلسلة التي عرضها لنا معهد ثقافات الإسلام في باريس؟ يمكن تحديدها في مقلَبين. بداية، في مقلَب يتعلق بمعناها، أي أن السلسلة هي التي تَصِل، على الأقل، طرفين ببعضهما البعض، هما، من ناحية، فنانون يعيشون في فرنسا، ومن ناحية أخرى، بلاد أهلهم الذين هاجروا منها. بالتالي، يحاول المعرض أن يشير الى ما يَصِل، ما يجمَع، هذين الطرفين الى درجة تداخلهما وتتابعهما: كيف انتقلت تلك البلاد إلى هؤلاء الفنانين؟ كيف انتقل الفنانون إياهم إلى هذه البلاد؟
بالطبع، الحديث عن بلاد، في هذه الجهة، يرتبط بكل ما كان فيها، وما يجيء منها، أكان من قبيل ثقافتها أو سواها. لكن المقلب هذا يحيل إلى غيره، بما هو أثر له، إذا صحّ الوصف، فلأن السلسلة تريد إبداء ما ظَلّ في الفنانين، في أعمالهم، من بلاد أهلهم، فهي تتكون على أساس تجميع، أي من خلال بناء مجموعات لتلك الأعمال بالانطلاق مما تتناوله. التجميع يتم تقسيمه في المعرض، إلى محاور متسلسلة، بحيث أنها تتكامل.
أول هذه المحاور هو محور "شعرية المنفى". بالتأكيد، عند النظر إلى هذا العنوان من بعيد قد يبدو إعادة تقديم لموضوعة ممجوجة، لكنه، من قريب، ينطوي على شيء رئيس فيه، استطاعت الفنانة الفرانكو-إيرانية، كتايون روهي، إبانته، وهو موقع النص من اللوحة. إذ أنها ترسم خطوطها وألوانها لتكون حمّالة هذا النص، وفي الوقت نفسه، يكون على عبور لها. فما يهم في لوحات روهي أن النص، بما هو قصائد هنا، يقع فيها كأنه ينزل منها. ربما مَردّ ذلك، هو تطبّعه بمائيتها. من المعلوم أن المنفى غالباً ما يجري تقديمه على أساس أنه صحراء، أو وِسع قاحل، لكنه، بحسب روهي، مساحة مائية، حيث لا تحضر القصائد سوى على هيئة تفيد بزوالها، الذي لا يحصل على تمامه. المنفى هو نص متسرّب من اللوحات، فلا يمكن القول إنه ليس فيها، ولا يمكن قراءته.
بالإضافة الى هذا المحور، هناك محور "التأويل الرمزي"، الذي ينطوي على مجموعة من الأعمال، وفي مقدمتها عمل الفنانة الفرانكو-مغربية، صابرينا بلووار، الذي أطلقت عليه اسم "حِنّة". هو لوحة قاتمة نوعاً ما، اشتغلتها بالحنّة، ولأنها فعلت ذلك، فهي أبدتها كأنها قطعة من الجسد، أي مساحة جلدية. فصِلَة الفنانة بالحنّة تبدو صِلةً بمادة، تصلح أن تكون لوناً على قماش، وربما، بهذا، هي تفتلها من معناها أو تتلقاها من دونه. الأمر نفسه ينسحب على لوحة الفنان الفرانكو-جزائري، رشيد بوخارطة، "جدارية لمشهد مكسور"، التي تنطوي على عيون كثيرة، تحل فيها وتحتلها. وبذلك، تجعل هذه العيون من اللوحة على علاقة بكل أساطير وخرافات هذا العضو الحواسي، كما لو أنها، وعلى شاكلتها، طلسمية. الجدير بالذكر، في هذا السياق، أن هذه العيون مقفلة في الغالب منها، أي أنها، وبطريقة ما، ميتة، نافقة، ليست فعالة. العيون الميتة تحيط بعيون حية، وهي تبدو أنها تغلق عليها، كما لو أنها ترثها، لكن من دون أن يكون لها وقعها، اي انها انكسارها.
وفي مطاف الحديث عن الإرث، هناك محور في المعرض يدور حول تلقي الفنانين لكل ما انتقل إليهم من تمثيلات وقواعد إبداعية. الملفت في هذا المحور هو عمل الفنانة الفرانكو-فلسطينية، مباركة عمور، التي زارت أشكالاً هندسية عربية قديمة، مقدمة على التدخل فيها. وهذا، على نحو محدد، وهو أنها جعلتها تبدو غارقة في حبال -يصح سلاسل- لسوائل ملونة تنزلق عليها، لتكون عندها مُحوِّلة لها. وتحويلها هذا لا يظهر كأنه مجرد حدث طارئ على تلك الأشكال الهندسية، إنما يبدو متصلاً بها، كما لو أنه قد انزلق عليها بعدما جرى تجميدها على الجدران ولم يجر تغيير مطرحها من أجل تجنيبها التلف، أو من أجل أرشفتها. بهذا المعنى، يمكن القول إن السلسلة، وفي أثر عمل عمور، هي سلسلة مقطوعة، والسبب أن بلاد الأهل قد جرى توقيفها على تصور بعيد ومنصرم عنها، وبذلك، صار التفاعل معها عويصاً.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top