2024- 11 - 26   |   بحث في الموقع  
logo تناقض أميركي إسرائيلي حول الاتفاق.. ولبنان ينتظر أن “يصير الفول بالمكيول”!.. غسان ريفي logo لبنان VS إسرائيل.. الميدان قال كلمته!.. ديانا غسطين logo الراعي يتمسك بمواقفه: انتخاب رئيس ونزع سلاح الحزب logo ردّ دعوى محاولة قلب نتائج الانتخابات المرفوعة على ترامب logo تكثيف استهداف الضاحية والجنوب قبيل الاتفاق المرتقب logo وقف إطلاق النار: إسرائيل توافق بشروط مفخخة logo المرتضى: المعلومات تشير إلى قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار logo رغم "قرب الإتفاق"... المرتضى يُحذّر من الإفراط في التفاؤل
تفاصيل مرعبة عن سفاح القاع.. تستر وانكشاف
2022-07-05 22:56:06

لا تبدو مُفاجئة الأنباء عن تدخل رجال دين وفعاليات سياسية واجتماعية وأهلية للتستّر على سفّاح بلدة القاع. بات التستر على أي مجرم، والتبرير له، واحداً من الماركات المسجلة باسم النافذين اللبنانيين الذين يحرجهم النشر الاعلامي في نطاقات الإعلام التقليدي والبديل، وهو نشر يصعب احتواؤه.
والجريمة، من هول تفاصيلها، تحولت الى قضية رأي عام. لم تترك لأي شخصية نافذة، مهما علا شأنها، فرصة التلذذ بحماية المرتكبين، أو الاتجار بمعاناة الأبرياء. بعد تردد، أوقف شخص يُشتبه في ارتكابه جرائم تخدير واغتصاب أطفال في بلدة القاع اللبنانية. قيل أن ضحايا المرتكب، وهو عسكري متقاعد ويدير مقهى في البلدة الحدودية مع سوريا في شمال شرقي لبنان، ناهز عددهم العشرين. كان أبناء البلدة يتسترون عليه، ويتجنبون التدليل عليه بوصفه مشتبهاً فيه، إلى أن وصل الخبر إلى الأجهزة الرسمية التي أوقفته بغرض التحقيق، فيما تولى النشر الإعلامي حماية هذا المسار القضائي والأمني.
المفارقة أن المرتكب، حظي بدعمَين مكّناه من تمديد ارتكاباته الاجرامية. دعم الصمت، بداية، خوفاً من الفضائح. وتم التعبير عن الصمت بلقاء عُقد في كنيسة بلدة القاع ضمّ فاعليات وعائلات البلدة لاحتواء هذه القضيّة، وواتفق أخيراً على تسليمها إلى القوى الأمنيّة التي تقوم بدورها وتتوسّع في التحقيقات.
أسم السفاح مغتصب الاطفال الياس ضاهر من بلدة القاع بتمنى حدا من القاع يكشفلنا كل القصة حدا يكون شجاع ويحكي ما حدا يخاف
— Wael (@wael333444) July 5, 2022
الدعم الثاني، جاء من جهات سياسية ودينية حمته من المحاسبة. باستثناء جرائم القتل، عادة ما تتدخل الفعاليات الاجتماعية والسياسية والدينية المحلية، لـ"لفلفة" أي ارتكاب متصل بما يسميه البعض "العار". في الواقع، لا يحمي هؤلاء الضحايا من تداعيات اغتصابهم أو التحرش بهم، ولا عائلاتهم من "عار" مفترض.. هو حماية مباشرة لسمعة المرتكبين وصورتهم. حماية للسفاحين، ودعم لهم تحت ضغط اجتماعي وضغط الحسابات السياسية والدينية.
غير أن هذا مسار الدعم، يسقط عند النشر. ليست هذه الحادثة هي الأولى في مسار تشكيل وعي جمعي رافض للجريمة، وضاغط في اتجاه إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها. قبل يومين، اشتعلت مواقع التواصل انتقاداً لرئيس بلدية بيروت جمال عيتاني الذي كان يحتفل بزواج ابنته في فندق فاخر في اسطنبول، بالتزامن مع انقطاع المياه عن العاصمة التي يترأس بلديتها لمدة عشرة ايام.. واليوم، يُسأل في مواقع التواصل عن صورة لسفاح بلدة القاع، بغرض نشرها والتشهير به.. ويُسأل عن صورة لنائب قيل أنه حاول حمايته، وعن صورة لرجل دين حاول طمس الحقائق، أو التخفيف منها، وإبعادها من التداول الإعلامي.
أين جنود الرب ووزير الداخلية وشيخ طرابلس من جريمة اغتصاب أطفال في منطقة القاع ومحاولة لفلفتها؟أين غيرتكم وخوفكم على الأطفال من الخطر الفعلي وهو أمثال العسكري المتقاعد الذي خدّر، اغتصب وصوّر 20 طفل من الجنسين على مدى أعوام؟#لبنان
— Mhّmd (@dankar) July 5, 2022
فعليات بلدة القاع تضغط بشكل كبير على أهل القرية للفلفت الموضوع وتم الضغط على البعض لإزالت تعليقات كتبوها على مواقع التواصل.النائبة سينتيا زرازير تجمع المعطيات والمعلومات وستتواجه إلى بلدة القاع بأقرب فرصة لمنع لفلفت الجريمة.#سفاح_الأطفال
— ضوميط القزي دريبي (@Doumit_Azzi) July 5, 2022
والحال أن النشر الفوري والضاغط في قضايا انسانية وحقوقية، أسقط ما يحاول النافذون تأمينه من حماية تسعى لمنع القضاء والأجهزة الرسمية عن محاسبة المرتكبين. ذلك انكشاف عام طرأ على المشهد اللبناني بعد 17 تشرين، وتغير مهم، قوّض موروث الحماية الاجتماعية والسياسية والدينية لمرتكبي جرائم إنسانية لم تصل (للصدفة ربما) الى مستوى إراقة الدماء.
كان العرف الاجتماعي حتى 17 تشرين، أقوى من حقوق الأفراد. تندثر حقوقهم في العادة في مسلّمات قبلية، وفي قواعد التوافق الاجتماعي على طمس الملفات ذات "السمعة السيئة". السمعة، حسب العرف البائد، أقوى من حق الفرد.. والاحتكام الى طمس الوقائع، ثم المصالحات السرية، أقوى من تعزيز الثقة في الأجهزة الرسمية والقضاء. ترعى الأحزاب والقوى النافذة هذا المسار، ليس لعجزها عن مواجهته بقدر ما توفر لها هذه الرعاية احتضاناً اجتماعياً تحتاجه في بيئاتها. ويدعم السياسيون هذه الوقائع، بدلاً من الاتجاه الى تشريع فكرة بسط سيطرة الدولة. تلك واحدة من المفارقات اللبنانية التي أوصلته الى "قاع" الانهيار الأخلاقي والحقوقي، قبل جريمة القاع، وبعدها.
اذا شخص حزبي ارتكب جريمة مش يعني الحزب ارتكبها بس وقت حزبو يعرف بجريمتو ويجرب يحمي ساعتها بكون مجرم اكثر منو.. أما بخصوص القاع فشخص واحد أو مية ما بينزعو سمعتها… بس افضحوا المجرم وحموا البلدة منو ومن امثالوا ..وبخصوص انو رجال دين عم يحمو.. فخلص الحكي… #سفاح_الاطفال
— Rita El Jammal (@rita_jammal) July 5, 2022


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top