يتواصل بحث وزارة الطاقة اللبنانية عن حلول لزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، والتي تتناقص شيئاً فشيئاً، وسط تناقص الأمل باستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، في وقت قريب. وليس سرّاً أن الأمل الأكبر للبنان هو في الفيول العراقي. لذلك يبحث وزير الطاقة وليد فياض خلال جولته في العراق، عن إمكانية تجديد الاتفاق القائم حالياً، والذي ينتهي مفعوله في شهر أيلول المقبل. على أن الترحيب العراقي بزيارة فياض والتأكيد على دعم العراق للبنان، لا يعني تساهلاً عراقياً وتسرّعاً في احتمال التجديد، إذ يبحث العراق عن ضمانات.
في معرض بحث آليات تطوير مجالات العمل المشترك بين البلدين، زار فياض العراق، يوم الثلاثاء 5 تموز، والتقى وزير المالية العراقي علي عبد الأمير علاوي، الذي أكّد "تطلّع الحكومة العراقية إلى تعزيز برامج الشراكة والتنمية التي تشمل مختلف القطاعات الإقتصادية لدى الجانبين".وأضاف علاوي أن الاتفاق مع لبنان حول توريد الفيول، يجب أن "يخضع لضوابط، تستطيع بموجبها الحكومة العراقية أن تقوم بإدارة المخاطر المالية التي تترتب على الاتفاقية، من ضمنها سعر الصرف والتأخير عن الدفع".كما التقى فياض مع وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار اسماعيل، الذي أعلن رغبة بلاده في "استمرار العمل باتفاق عقد توريد الفيول الموقع مع لبنان". ولفت فياض النظر إلى أن اسماعيل "منفتح على زيادة الكميات ضمن ضوابط معينة بعد انتهاء العقد".بالتوازي، التقى فياض حاكم البنك المركزي العراقي مصطفى مخيف، الذي أكّد أن "البنك المركزي العراقي متجاوب إلى أقصى الحدود". مطمئناً إلى أن الشق المتعلّق بالبنك المركزي، ضمن اتفاقية التوريد "سيمر بشكل سلسل ومرن"، منبّهاً إلى أن "الأمور التعاقدية تحتاج إلى قرار حكومي أيضاً".وحسب ما تبيّنه نتائج اللقاء الثلاثي الذي أجراه فياض في العراق، من المؤكّد أن العراق لديه النية لجديد اتفاقية توريد الفيول، لكنه حذر من تطورات الوضع الداخلي اللبناني، وتحديداً لجهة قدرة لبنان على تأمين الالتزامات المالية، وهذه القدرة، ستؤثّر بشكل كبير على القرار العراقي، إما بالتجديد أو الاعتذار عنه، وهذا ما يجب أن يُحسَم قبل شهر أيلول.