دخل التهاب الكبد الفيروسي من نوع "أ" في الشمال مرحلة الانحسار على مستوى تفشي العدوى، حسب ما يفيد مصدر طبي رسمي لـ"المدن". وتحدث عن انخفاض معدلات الإصابات من نحو 30 حالة يوميًا إلى نحو 5 حالات. ولم تتمكن وزارة الصحة من تحديد مصدر انتشار الفيروس الذي ينتقل عبر المياه. في حين، تتصاعد التحذيرات من انهيار القطاع الصحي وسلوك بعض المستشفيات تجاه المرضى في ظل الأزمة الاقتصادية، بعد وفاة طفلة في طرابلس إثر رفض عدد من المستشفيات علاجها، وفق رواية ذويها. شبكة المجارير وكان انتشار الفيروس تخطى طرابلس إلى عددٍ من بلدات وقرى عكار، وفي طليعتها ببنين ذات الكثافة السكانية. وذلك بعد أسابيع من تفشي العدوى في عدد من مخيمات البقاع.
ويدرك الأهالي أن هذا الفيروس لا يرقى إلى مستوى الوباء لجهة مخاطره، لكن القلق يتمحور حول سلامة شبكات المياه العمومية التي تشرب منها آلاف العائلات، وتحديدًا في المناطق الشعبية والفقيرة، كما يجري استخدامها لغسيل الخضروات. وتفيد معطيات "المدن"، أن أحد أسباب انتشار الفيروس في بقع جغرافية دون سواها، رغم تفشيه موسميًا، هو أن بعض شبكات مجاري الصرف الصحي اختلطت ببعض شبكات المياه العمومية، بسبب الأعطال والتأخر بإصلاحها.
وفي السياق، تحدث رئيس بلدية ببنين في عكار كفاح الكسار لـ"المدن"، وهو طبيب أمراض باطنية يعمل في بلدته، فاعتبر أن أرقام وزارة الصحة لجهة رصد أعداد المصابين بالفيروس غير دقيقة إطلاقًا، "إذ يوجد في ببنين وحدها عشرات الحالات يوميًا التي تتخطى العدد الرسمي الاجمالي المسجل لدى الوزارة منذ بداية العام وهو أقل من 600 إصابة". تهالك البنية التحتيةومع ذلك، يجد الكسار أن اتساع رقعة الاصابات ما زال تحت السيطرة، ويجد أن المشكلة الرئيسية التي تهرب السلطات الرسمية منها، هو الانهيار الكبير بالبنى التحتية وخصوصًا في شبكات المياه والصرف الصحي، ما يؤدي إلى اختلاطها ببعضها، حتى أن بعضها يصل إلى مياه الري في المزارع؛ وتاليًا، يصبح من الصعب رصد مكان التلوث عبر الفحوص المخبرية.
ويربط الكسار بين الانهيار الاقتصادي والفوضى الكبيرة في مجال صيانة البنى التحتية، "إذ أصبحت معظم بلداتنا في الشمال ومعظم مناطق لبنان، تغزوها النفايات، وتتهالك فيها شبكات المياه من دون القدرة على إصلاحها بسبب تكاليفها الباهظة بالدولار الأميركي". معتبرًا أن أقصى ما يمكن للبلديات أن تنجزه راهنًا هو متابعة كنس النفايات، مقابل تعليق معظم المشاريع الإنمائية بسبب عدم إقبال المتعهدين على المشاركة بالمناقصات.
وتعود التحذيرات شمالًا، من ناحية عدم شراء غالونات المياه مجهولة المصدر، إذ تنتشر بكثافة لدى عددٍ كبير من المتاجر، ويجري بيعها بأسعار منخفضة للتحفيز على شرائها، وترجح المعطيات أن معظمها غير صالحة للشرب. انهيار المستشفيات في هذا الوقت، أثار وفاة الطفلة ياسمين المصري في الشمال سجالًا استدعى من مديرية العناية الطبية في وزارة الصحة فتح تحقيق، بعد أخبار تفيد عن رفض مستشفيات في طرابلس إدخالها.
وقبل دخولها إلى مستشفى هيكل في الكورة، يقول ذوي الطفلة، إن عددًا من المستشفيات في طرابلس رفض استقبالها بحجة عدم وجود أسرة فارغة بقسم الأطفال، ولعدم دفع الأهل مبلغ ألف دولار على الصندوق.
لذا، طلب مدير العناية الطبية، جوزف الحلو، من المديرين الطبيين في المستشفيات كافة التي توجهت إليها عائلة الطفلة الحضور إلى وزارة الصحة العامة للاستماع إليهم صباح غدٍ الثلاثاء 21 حزيران.
إلى ذلك، نفى مستشفى هيكل أن يكون قد رفض استقبال الطفلة على خلفية عدم دفع مبلغ مالي. وأوضح، في بيان، أنه "استقبلها في قسم الطوارئ في مستشفى هيكل في 18/6/2022، في تمام الساعة التاسعة والثلث صباحاً، وهي تعاني من تقيؤ وحرارة، وبحسب الأهل، فقد حاولوا إدخالها إلى عدة أقسام طوارئ منذ الصباح الباكر". وقال إن "الأب عاد وأخذ الطفلة وخرج من الطوارئ من دون الرجوع للفريق الطبي أو التمريضي وذلك في تمام الساعة 12.07. وبالطبع من دون تسديد أي مبالغ مالية لقاء الفحوص والعلاجات الأولية التي أجريت لها".
توازيًا، نفذ مرضى غسيل الكلى اعتصامًا أمام المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس، احتجاجًا على طلب المستشفيات منهم "دفع مبالغ مالية كبيرة تُضاف إلى تغطية وزارة الصحة العامة".