أثناء مراجعة أرشيف تركه الروائي الكولومبي، غابرييل غارسيا ماركيز، بحثا عن صورة للاحتفال بالذكرى الأربعين لنيله جائزة نوبل للأداب، عثرت إحدى حفيداته على صندوق بلاستيكي غامض مكتوب عليه كلمة "أحفاد".
وبحسب الخبر، والذي يشبه فصلاً من فصول روايات ماركيز، في البداية كانت إميليا غارسيا إليزوندو(الحفيدة) تخشى فتح الصندوق لكن فضولها تغلب عليها وقد وجدت فيه 150 رسالة غير منشورة تلقاها من الشاعر التشيلي بابلو نيرودا والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والرئيس الكوبي فيدل كاسترو والممثل روبرت ريدفورد والمخرج وودي آلن والكوماندانت ماركوس، وإنريكي بينيا نييتو، وفيليبي كالديرون، وكارلوس فوينتيس، وأوغوستو مونتيروسو وغيرهم. واللافت أن ماركيز الذي يقول "عشت لأروي" نادرًا ما يكتب الرسائل، كان يحب إجراء المحادثات شخصيًا. ومعظم الرسائل التي وصلته ربما تم الرد عليها في محادثات عبر الهاتف أو شخصيًا. يقول غارسيا إليزوندو، مدير دار غارسيا ماركيز للأدب (CLGGM)، "هناك عدد قليل جدًا من الرسائل من غابو".وقد بدأ عرض أربعين رسالة لمدة شهرين من يوم الخميس الموافق 16 يونيو في المنزل الواقع في الجزء الجنوبي من عاصمة المكسيك حيث عاش ماركيز مع زوجته، مرسيدس بارشا، من الثمانينيات حتى وفاته في عام 2014.
في إحدى رسائل الرئيس الأميركي الأسبق، ويعود تاريخها إلى 28 ديسمبر/ كانون الأول 1999، كتب كلينتون لماركيز يخبره عن حفل لموسيقى الفالينتو الكولومبية أُقيم في البيت الأبيض. وروى كلينتون في الرسالة عن المشاعر التي انتابته وزوجته هيلاري، واصفًا تلك الموسيقى بأنها "كنز". وتوجه إلى الكاتب الكولومبي بالقول إنها تشكل تباينًا ملحوظًا ورائعًا عن الصور السلبية التي غالبًا ما ترتبط ببلده الجميل. إلى ذلك، كشفت رسالة كتبها كاسترو بخط يده لماركيز، وتعود إلى تاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2007، ما أفاده به بشأن خضوعه لنظام تمارين صارم.
وقالت غارسيا إليزوندو، مديرة مؤسسة غارسيا ماركيز، لوكالة أسوشيتيد برس: "عمري 32 عامًا ولا يزال كل هذا يثير إعجابي"، ووصفت صدمتها عندما وجدت الصندوق في خزانة في الطابق الثاني من أجدادها "لقد مرت على الخزانة مرات عديدة دون أن أوليها الكثير من الاهتمام". وأضافت إن الاكتشاف كان مفاجأة للعائلة لأنهم اعتقدوا أن جميع خطاباته ومراسلاته الشخصية كانت في مركز هاري رانسوم بجامعة تكساس في أوستن، والذي يمتلك أكبر مجموعة من وثائق الكاتب.