إعتبرت مؤسسة جمعية second generation aid الطبيبة الناشطة لوشيا دي كونو أن “لبنان يعيش مأساة كبيرة لم يشهد مثلها في تاريخه”.
وقالت في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام” في روما: “خلال السنتين الماضيتين انقلب الوضع في لبنان رأسا على عقب، وأصبح الوضع أكثر مأسوية والجوع يضرب الأطفال الذين يحرمون من أبسط الحقوق: يتعرضون للمرض وفي كثير من الأحيان يموتون بسبب افتقار الدواء. أطفال لبنان فعلا في خطر. لكن ما تحمله الظروف من مأساة ومن أوجاع، وما تلقيه من ألم لا يمنعنا من التفاؤل والامل لأن الأمل يولد من رحم الأحزان”.
ولفتت الى أن ما يدفعها للقيام بما تراه واجبها تجاه لبنان هو “شرف” مهنتها “كطبية وإنسانة تقف بجانب المستضعفين”. وقالت: “ذهبت عدة مرات للبنان وعالجت المئات خصوصا الاطفال وأسست عام 2017 جمعية متواضعة اسمها second generation aidلتحقيق مشاريع إنسانية. قد تكون خطوة متواضعة لكن الامل هو النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها فإنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة.”
وإذ أشارت الى أنها قررت “ألا تترك اطفال لبنان وحدهم يعانون”، قالت: “الإنسانية ليست لها حدود لا جغرافية ولا عرقية فكيف إذا كان الأمر يتعلق بلبنان البلد الذي تربطني فيه علاقات قوية منذ أن تزوجت لبنانيا؟!”.
وشرحت دي كونو المتخصصة بالأمراض الجلدية: “بدأت علاقتي ومحبتي للبنان منذ أن تزوجت لبنانيا من منطقة البقاع. ومنذ اللحظة الأولى التي زرت فيها لبنان، اريد أن أقول بصراحة من يزور هذا البلد يترك قلبه فيه”.
أضافت:”إنني طبيبة أمراض جلدية وتطوعت في روما مع منظمات إنسانية منها “كاريتاس” ورفضت الوظيفة في المنظمات الإنسانية لأنني أومن ان العمل التطوعي هو عمل مجاني. في لبنان، كنت أرى أوضاعا صعبة جدا يعاني منها الاطفال اللبنانيون والسوريون. عام 2016 بدأت اقدم خدماتي وأعالج الناس خصوصا في مخيمات اللاجئين السوريين. قمت بذلك في المخيمات ومدارس النازحين السوريين وكانوا أكثريتهم مصابين بأمراض جلدية وأمراض خطيرة ومعدية. كان لدى المعلمين في بعض المدارس قناعة ان عددا قليلا جدا من الأطفال مصابين لكنني وجدت أكثريتهم مصابين بأمراض جلدية عديدة منها الفطريات والبثور وغير ذلك وأمراض سريعة العدوى.”
وعن تأسيس جمعيتها قالت: “عندما أسست جمعية seconda generation aid في السنوات الاخيرة، تدهورت أوضاع اللبنانيين لاسيما الاطفال الذين يعانون أشد المعاناة، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي. منذ ذلك الحين، وأنا اقوم بزيارة لبنان لتقديم المساعدة”.
وعن برنامج الجمعية، قالت: “لدينا مشروع مع جامعة الروح الأقدس في الكسليك خاص بالوقاية من سرطان الثدي وسرطان الأجهزة التناسلية”.
إشارة الى أن دي كونو تقيم مساء السبت المقبل عشاء خيريا برعاية سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا ضاهر، سيخصص ريعه لشراء أدوية لأطفال في لبنان.