يواصل الجيشان، التركي والوطني السوري، التحضير للمعركة العسكرية المرتقبة، بموازاة استعدادات مماثلة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة بـ"قسد" على جبهات الشمال والشمال الشرقي في سوريا، فيما فعّلت "قسد" جهودها الدبلوماسية بالتواصل مع الاطراف الدولية الفاعلة، في مسعى لثني أنقرة عن عمليتها.
وقال الناشط مهند العبد الله لـ"المدن" إن "قسد" عمدت إلى تلغيم بعض البيوت على الجبهة القريبة من مناطق سيطرة الفصائل في مدينة تل رفعت في شمال حلب، مضيفاً أن أنفاقاً وشوارع في المدينة أمست بحكم الملغمة بشكل كامل في المدينة.
وكان الرئيس التركي أعلن أن تركيا تستعد لـ"تطهير" مدينتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشمالي في إطار العملية العسكرية التي تهدف لإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً على الحدود السورية -التركية.
ومساء السبت، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى القواعد العسكرية في ريف حلب على تخوم الجبهة التي تفصله مع "قسد" في هاتين المدينتين، كما توجه قسم من هذه التعزيزات اللوجستية نحو القواعد العسكرية على تخوم الجبهة التي تفصلها عن قوات النظام السوري في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وفي منطقة "نبع السلام" شمالي شرقي سوريا، واصل الجيشان التركي و"الوطني السوري" الأحد، القصف الصاروخي والمدفعي لمناطق انتشار "قسد" في قرى وبلدات تل تمر بريف الحسكة الغربي، كما شهدت قرى وبلدات في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي قصفاً مماثلاً.
وتزامناً مع القصف، أعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد، مقتل 16 عنصراً من "قسد" قالت إنهم حاولوا الهجوم على مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في منطقتي "نبع السلام" و"غصن الزيتون".
وفي سياق رفع الجاهزية العسكرية استعداداً للمعركة المرتقبة، قالت "ثائرون للتحرير" السبت، إنها أجرت مناورات عسكرية مع الجيش التركي في منطقة عمليات نبع السلام شرقي الفرات، مضيفة أن المناورات هدفها تفقد الجاهزية العسكرية لعناصرها من أجل خوض المعركة العسكرية إلى جانب الجيش التركي ضد "قسد".
من جانبه، دفع النظام السوري بتعزيزات عسكرية ضمت مدافع ودبابات إضافة الى آليات عسكرية، باتجاه منطقة ناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان". وأوضح أن التعزيزات هدفها التصدي للعملية العسكرية التركية.
اتصالات دولية
وتحاول الإدارة الذاتية الدفع باتجاه خفض التصعيد للحيلولة دون قيام أنقرة بالعملية المحسومة سلفاً لصالحها. وتقود الإدارة الذاتية حملة جهود دبلوماسية مع الأطراف الدولية الفاعلة بالملف السوري لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، من أجل الضغط على تركيا التي يبدو أنها حسمت قرارها بشنّها.
وقال القائد العام لـ"قسد" مظلوم العبادي إن قسد تعقد لقاءات مع التحالف الدولي وروسيا والنظام السوري من أجل بحث التهديدات التركية.
وأضاف عبادي في حديث لوكالة "روناهي" المقربة من الإدارة الذاتية، أن "واشنطن وموسكو والنظام السوري يرفضون العملية التركية بشكل قاطع"، مطالباً النظام بتحمل مسؤولياته تجاه تلك التهديدات، معتبراً أن العملية التركية تقوض جهود حل الأزمة السورية.
كما عبّر عبادي عن التزام "قسد" باتفاقية 2019، إلا أنه اتهم تركيا بعدم الالتزام بها، في حين تتهم أنقرة "قسد" بعدم الالتزام بها وتدفع واشنطن كونها الضامن لتنفيذ الاتفاق لتنفيذ الخطة، بحسب حديث سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتنص اتفاقية تشرين الأول/أكتوبر 2019، على ضمان واشنطن انسحاب "قسد" مسافة 32 كيلوا متراً داخل الحدود الشمالية لسوريا، شرط إيقاف أنقرة لعمليتها العسكرية حينها التي أفضت الى سيطرتها على مدينتي تل أبيض ورأس العين بريف الحسكة شمالي شرق سوريا، كما وُقّعت بالتوقيت نفسه، اتفاقية مشابهة بين أنقرة وموسكو في مدينة سوتشي الروسية.