2024- 07 - 02   |   بحث في الموقع  
logo “القوّات” لباسيل: الكذب “حبله قصير” logo بعد تهديده بالقتل... سعيد: لن تنالوا! logo خرازي: طهران ستدعم "حزب الله" إذا شنّت إسرائيل حربًا شاملة logo الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي وإصابة ضابط في طولكرم! logo إدارة فلسطينية لِغزة بعد الحرب... موقف نتنياهو بين "المعلن والخفي"! logo "اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية"... مدير مستشفى الشفاء يكشف تعرضه للتعذيب! logo الحلبي "ينفي" حصول تسريب لأي مسابقة في الامتحانات الرسمية! logo "الأمن" يوقف قاصر يتصل بِأشخاص لِممارسة أعمالًا منافية للحشمة معهم!
سكوت روسيا العاجز عن العملية التركية
2022-06-04 08:56:27

في حين تعلن واشنطن بالفم الملآن رفضها للعملية العسكرية شمال سوريا، تصمت روسيا الرسمية عن التعليق على العملية، ويكتفي إعلامها بذكر ما تعلنه السلطات التركية، أو بالحث على الصدام بين تركيا والولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن إعلان تركيا عن العملية العسكرية قد يكون، في جزء كبير منه، ورقة تركية في المساومة مع الولايات المتحدة حول التوسع اللاحق لحلف الناتو.
تواصلت "المدن" مع الخبير الروسي بالشؤون التركية يوري مافاشيف، وطرحت عليه اسئلة تتمحور حول أسباب الصمت الروسي الرسمي عن العملية التركية المحتملة في شمال سوريا، وما إن كان إنهماك روسيا في الحرب على أوكرانيا يعرقل تخصيص قوى وموارد تدعم أي رد محدد من الكرملين، على قول محللين روس.
قال مافاشيف بأنه يوافق مع زملائة المحللين الروس الذين يفسرون "صمت" روسيا بصعوبات تخصيص قوى وموارد تدعم "رداً محدداً" بشأن العملية. ويعتقد أن الكرملين يحاول بما أوتي أن يظهر عبر وسائل إعلامه ووسائل أخرى أن المشكلة هي بين تركيا والولايات المتحدة، أي، وبكلام آخر، السلطات الروسية تحاول بكل قواها جعل الأتراك يصطدمون بالأميركيين. وهو ليس واثقاً من أن هذا التكتيك، والذي تصر عليه روسيا، سيساعدها في الوضع الراهن، علماً أن العملية تمس بشكل مباشر مصالحها. فالعملية العسكرية التي تستطيع تركيا بالتأكيد القيام بها، تعني 100% إضعاف مواقع روسيا، "لكن موسكو وبوتين ليس بمقدورهما فعل شيئ حيال الأمر".
منذ عامين، وعلى خلفية الدور التركي في جنوب القفقاز، نشر موقع Kasparov المعارض نصاً لكاتب سياسي روسي قال فيه بأن بوتين، ومن الموقع الضعيف، يواصل لعب "الدور الثاني" مع إردوغان. ورأى أن بوتين بدخوله إلى سوريا "فتح الباب أيضاً لإردوغان"، وفشل في المشاركة بدعم اليونان في صراعها مع إردوغان حول جرف شرقي المتوسط، إضافة إلى دخول روس في أجهزة كمبيوتر الأساقفة اليونانيين أثناء الصراع حول إنفصال الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية عن الكنيسة الروسية. وتجرأ إردوغان، وهو "يرى ضعف القيصر الروسي"، على إخضاع آيا صوفيا نهائياً.
في العودة إلى العملية التركية المحتملة حالياً، يتلطى الكرملين في صمته حيالها وراء تصريحات نواب سوريين عن رفضهم لها و"حرصهم على سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، وخلف ما ينسبه إعلامه إلى تركيا محاولتها الحؤول دون نشوب صراع مباشر مع روسيا، ويستدل بعضه على ذلك بآراء محللين سياسيين أتراك يحاولون تخفيف وقع العملية على صعوبة أن تتخذ روسيا موقفاً محدداً من العملية. فقد نشر موقع وكالة نوفوستي في القرم crimea.ria.ru آخر الشهر المنصرم نصاً لمستشرق روسي بعنوان " عملية تركيا الخاصة، لماذا يحتاجها إردوغان وكيف سترد روسيا". يقول المستشرق بأن تركيا، وعبر العملية العسكرية، عازمة على معالجة مهمات سياسية وإستراتيجية في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، لكن تحقيقها يدخل في تناقض مع المصالح الروسية، مما سيجعل أنقرة تحاول تفادي مجابهة مباشرة مع موسكو.
بين المهمات الإستراتيجية التي تسعى أنقرة لجعل العملية العسكرية أحد عناصر حلها، يرى المستشرق ضمان أمن الطاقة التركية على حساب إحتياطيات الهيدروكربونيات في جرف شرق البحر المتوسط. وثاني هذه المهمات يراها في شغل تركيا موقعاً أساسياً على الخريطة السياسية للشرق الأوسط والبحر المتوسط. ولحل هاتين المهمتين الإستراتيجيتين تسعى تركيا لضمان أمنها في المناطق الحدودية في سوريا والعراق، والتي تنشط فيها الوحدات المسلحة لحزب العمال الكردستاني. ويؤكد أن جميع هذه المهمات السياسية التي تسعى تركيا لتحقيقها "لاتتوافق بحال من الأحوال" مع المهمات التي رسمتها روسيا لنفسها في هذه المنطقة، وبالتالي تركيا في هذه الحالة "منافس لروسيا".
وما يعزز وضع تركيا منافساً لروسيا، برأي المستشرق، هو طموحاتها في القفقاز التي تتحقق في إطار "العالم التركي"، وتؤثر، إن لم يكن بشكل مباشر، فبشكل غير مباشر على طبيعة العلاقات التركية الروسية.
ويرى المستشرق أن القفقاز يمثل لروسيا مشكلة ومهمة أكبر بما لا يقاس مما تمثله سوريا. وحين كانت الأمور هادئة في جنوب القفقاز كانت سوريا في مركز إهتمام روسيا لأنها كانت موطئ قدم لتغلغلها الجديد في الشرق الأوسط.
صحيفة Kommersant السياسية الروسية التي تدور في فلك إعلام الكرملين (كانت مستقلة في وقت غير بعيد)، قالت في النص الذي نشرته في 30 الشهر المنصرم أن المحادثة الهاتفية بين إردوغان وبوتين في اليوم عينه تركزت حول أوكرانيا. لكن الكرملين، وفي إشارة سريعة، ذكر أنها تناولت مسائل إقليمية أيضاً. أما الجانب التركي فقد أشار إلى أن إردوغان ذكّر بوتين بأن الفصائل الكردية المسلحة تواصل هجماتها على تركيا والمدنيين في سوريا. كما أبلغ بوتين عدم وجود منطقة آمنة من الإرهابيين في سوريا بعمق 30 كلم عن الحدود التركية.
صحيفة NG الموالية نشرت في 25 الشهر الماضي نصاً بعنوان "العملية الجديدة في سوريا ستجعل تركيا تصطدم بالولايات المتحدة"، وأرفقته بآخر ثانوي "أنقرة تنجز الإستعداد لتوجيه ضربة للقوات الكردية". تشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قابلت "بعدائية" الأنباء عن الإستعداد للعملية ، وتنقل عن الناطق بإسم الخارجية الأميركية قلقه العميق بشأن إحتمال تنشيط العمليات الحربية في شمال سوريا، وكذلك إدانته لأي تصعيد ودعمه لوقف النار السائد حالياً.
تنقل الصحيفة عن خبير روسي قوله بأن المنطقة الآمنة يجب أن تمتد، برأي تركيا، على طول الحدود السورية التركية، يضاف إليها الجيبان الكرديان منبج وتل رفع، اللذان تزمع تركيا إحتلالهما وتسليمهما للحكومة المؤقتة للجيش الوطني السوري. ويشير الخبير إلى أن منبج يقسمها الأوتوستراد M4 إلى شطرين، كانت العمليات التركية السابقة تتوقف عنده، ويعتقد بوجود "تفاهم نظري" بين روسيا وتركيا على إعتبار الأوتوستراد خطاً أحمر.
وبشأن إمكانية تنفيذ العملية التركية، يرى الخبير بأنها لا تزال موضع تساؤل إذا أخذنا بالإعتبار تواجد العسكريين الأميركيين في المنطقة المفترضة للعملية. فإذا كانت الولايات المتحدة عازمة على عرقلة العملية التركية، فقد يؤدي ذلك إلى "القطيعة النهائية" بين تركيا والولايات المتحدة.
صحيفة الإزفستيا المخضرمة، وفي نص نشرته في 26 المنصرم، نقلت عن النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما (البرلمان) قوله بأنه، على الرغم من أن تركيا تخرق إتفاق العام 2019 مع روسيا، إلا أن مجلس الدوما يرى أن من الممكن معالجة المسألة بالحوار.
تنقل الصحيفة عن بروفسور تركي في الجامعة التركية الألمانية قوله بأن الهدف الرئيسي للعملية التركية هو إقامة منطقة آمنة للاجئين في شمال سوريا، والذين أصبحت قضيتهم مهمة في تركيا على خلفية الإنتخابات الرئاسية العام 2023. يقول البروفسور بأن الإتفاقية مع روسيا والولايات المتحدة آن الأوان لتعديلها لأن "الوضع يتغير على الأرض". ويرى أن الظروف مناسبة لتركيا للقيام بعمليتها، وذلك لأن الأمر يتعلق بصوت تركيا بشأن ما إن كانت فنلندا والسويد ستنضمان إلى الناتو.
بوليتولوغ تركي قال للصحيفة أيضاً بأن العمليات التركية الثلاث السابقة جرت أيضاً من دون موافقة الولايات المتحدة التي لا تزال تركيا حتى الآن تعتبرها الممول الرئيسي للفصائل الكردية.



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top