العديد من أهل الحراك الشعبي وكل الذين صوتوا لهم في الانتخابات النيابية عن معرفة او عن “همروجة” السير في الموجة، رسموا اكثر من علامة استفهام حول الدعسات الناقصة التي رافقت الإطلالة الإولى لممثلي “الزلزلة” التي إنطلقت في السابع عشر من تشرين الأول عام 2019، والتي كان يُفترض أن تكون بمستوى الحدث لدى دخول تلك المجموعة، والتي حملت رقماً غير متفائل(13)، إلى ساحة النجمة للمرة الأولى، أن تشكل نقلة بمستوى الآمال التي تم تعليقها عليهم.
فالعديد من المراقبين والمتابعين توافقوا على التوقف عند الملاحظات التالية:
أولا: الجماهيرية لا تبني أوطاناً، والشعبوية لا تسّن قوانين تشريعية. ولذلك كان على تلك المجموعة التي علّق كثيرون عليها الآمال في كسر نمط بعض النواب الذين يكملون المشهد عادة، ان تُعطي من خلال تواجدها في ساحة النجمة للمرة الأولى الإنطباع، أن لدى من رسموا عنها لوحات زهرية سيكون في جعبتها ما يكفي ويفيض، مما تضمنته القوانين المرعية الإجراء في الدولة اللبنانية التي قبل أن نهدمها لنبني سواها، ان نؤسس على ما هو قائم لإصلاحه وتغييره، فالتطبيل والتزمير سينتهي مع هبوط العتمة. ولكن مضمون القوانين والسعي لتنفيذها هو ما يأمله المواطنون!
ثانيا: كان لافتاً أن وسائل الإعلام ولاسيما المرئية منها التي تعهدت بالاساس “وبكل الوسائل المتاحة المشروعة وسواها” دعم مجموعة الحراك المشار إليها، وواكبت جميع تفاصيل دخول “ابنائها” إلى حرم مجلس النواب قد كشفت الكثير من العورات، وأساءت إليهم اكثر مما خدمتهم لدى الرأي العام الذي كان ينتظر خطوات ايجابية تشجعه على رفدهم بمزيد من الدعم ولو لم يكن من مؤيديهم!
ثالثا: بات واضحاً أن اهالي شهداء مرفأ بيروت ومن يقف إلى جانبهم لم يبدوا أي إقتناع ان هذه المجموعة يمكن التعويل عليها لحمل المشعل الذي يرسم الطريق للوصول الى الحقائق في أحد أكبر الجرائم التي سجلتها البشرية منذ أقدم العصور، فمن يتلهى بالقشور في أول الطريق لن يستطيع حمل “الصلبان” الثقيلة عند الجلجلة!
رابعا: وبات جلياً لكل المتابعين أن من فشل من الإجتماع الأول في الاتفاق على مرشح واحد لرئيس مجلس النواب، أو لنائبه أو حتى على بيان ختامي يعبر عن افكارهم التي يُفترض ان تكون موحدة، سيكون من الصعب عليه لا بل من المستحيل تكوين فكرة جامعة حول القضايا المصيرية، وبالتالي سيسهل على الأحزاب والتيارات التي تنتظرهم على الكوع أن تصطادهم بسهولة وتدخلهم في دوامة من البحث عن الحقائق، وسيضطرون للتعامل معها عند كل منعطف والاّ سيجدون أنفسهم خارجين من “الموالد” بدون أية حبة حمص، أللهم الاّ “اللوحة الزرقاء” اذا تجرأوا بعد ذلك أن يضعوها على سياراتهم.