لم تشهد حوادث الاقتتال المتكررة في الماضي، بين مطلوبين والجيش اللبناني في حي الشراونة، هدماً لمنزل مطلوب أطلق النار باتجاه الجيش كما حدث اليوم. للمرة الأولى، يتخذ الجيش موقفاً حاسماً يتضمن قصاصاً رمزياً لمعتدٍ تمادى في الاعتداء، ما يشير الى مقاربة جديدة تحظى بدعم الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، بعد سلسلة إخفاقات وضعتهما تحت ضغط القاعدة الشعبية.
هدم منزل ابو سلةمصير كل حدا بيرفع سلاح بوجه الجيش #بعلبك pic.twitter.com/S9Z6ObrR4H
— بركان (@biboooooom) June 3, 2022
وهدم المنزل الذي شاهده الآلاف في مواقع التواصل، ليس تفصيلاً عابراً، وما كان في الإمكان أن يُتخذ قرار مشابه، من دون غطاء سياسي توسع بعد الانتخابات، وأجريت "بروفا" له في فترة رمضان الماضي أدت الى توقيف عشرات المتورطين في السرقة وإطلاق النار والاتجار بالمخدرات والسلب بقوة السلاح في الضاحية الجنوبية.
قبل شهر، تم تفكيك عصابات الصف الثاني.. أما الآن، فتنتقل المهمة الى عصابات الصف الأول، من "أبو سلة" الى أمثاله الآخرين في حملة بدت محظية بدعم "الثنائي الشيعي"، بدليل التغريدات التي كتبها مقربون من "حزب الله"، ما يعكس حجم التململ من ظواهر الاعتداء المستمرة والتي طاولت اليوم الجيش وأدت الى استشهاد عسكري وجرح آخرين.
هذه الوقائع ليست تفصيلاً، وتؤشر الى أن ما جرى في بعلبك اليوم، هو المعركة ما قبل الأخيرة. اتُّخذ القرار ولم يبق غير التنفيذ لمعركة نهائية ستشهدها منطقة البقاع والضاحية على حد سواء. فالاستمرار في البلطجة واطلاق النار، ومن ضمنه السلاح المتفلت في الشاحية، بات عبئاً على "الثنائي"، كما هو عبء على قيادة الجيش وهيبة الدولة، ولم يعد في استطاعة أحد أن يحتمل ما يجري، بسبب الضغط الشعبي.
بغض النظر عن التفاصيل وأسباب الأشتباكات وسواء كانت ب #بعلبكاو أي منطقة من لبنان فأن جيشي على حق وكل من يطلق النار بأتجاهه يستحق ان يواجه بكل عزم وقوة ،نحن خلف الجيش ظالما كان أم مظلوما فهو ضمانة استقرارنا وسلمنا الأهلي ولا يمكن لأحد التشكيك بوطنيته ومناقبيته #الله_يحميك. pic.twitter.com/9kG9TU3AFX
— المستشار قاسم حدرج (@almostshar202) June 3, 2022
ورغم هدم منزله في حي الشراونة، بقي الهدف الرئيسي للعملية، علي منذر زعيتر، الملقب بـ"أبو سلة"، مجهول المصير حتى الساعة. بموازاة ذلك، قامت ملالات الجيش بمداهمات في حي الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
مداهمة الجيش اللبناني الليلكي pic.twitter.com/VV76YITCZj
— علي الشيوعي (@LyAlshw) June 3, 2022
وعلى مدى العامين الماضيين، أصبح تفلت الوضع الأمني في لبنان لا يحتمل، فكل يوم تنتشر أخبار عن سرقات وتوقيف شبكات إتجار وترويج مخدرات، منبعها الرئيسي الخارجون عن القانون في حي الشراونة في بعلبك، والذين يتخذون من سكان الحي دروعاً بشرية. وتشهد الضاحية الجنوبية لبيروت، كل يوم، اشتباكات مسلحة بين العصابات والعشائر على خلفيات متعددة. وقد قتل قبل أيام رقيب في الجيش اللبناني، إثر محاولة سلبه محفظته، ويشتكي سكان الضاحية من عدم قدرتهم على العيش بأمان، خصوصاً في مناطق سيطرة العصابات التي تحتمي بانتمائها العشائري، وتحديداً في حي الليلكي.
بخصوص الحياة اليومية لسكان الليلكي والجوار، صار وقت ينحط حدود للمجرمين لي عم يخوفوا العالم ويقطعوا برزق كتير ناس، بس لأنو ما في ضهر من عشيرة يحميهم، او مش قادرين ينتقلوا عمنطقة تانية
—