صدر العدد الجديد لمجلة “الأمن” خصص لعيد قوى الأمن ال 161 بعنوان “فرح الخدمة”، وكتب إفتتاحية العدد المدير العام اللواء عماد عثمان وجاء فيها: “في عيدها الـ 161 قوى الأمن حارس الدولة والمؤسَّسات.
يا رفاق السلاح والواجب، عيد جديد للمؤسَّسة التي ارتقت بفضلكم وتفاني الذين سبقوكم في الخدمة تحت شعارها وبزيِّ رجل الأمن، الذي صار علامة فارقة للأمان في زمن كثرت فيه الاضطرابات والجائحات والكوارث المعيشيَّة والماليَّة وحتى السياسيَّة. عيدنا عتيق متأصِّل في جذور الوطن.
161 عامًا في الخدمة، دائمًا كانت قوى الأمن الداخلي بمثابة حارس الدولة ومؤسَّساتها، ترافق المواطن في يوميَّاته، وتنشغل معه في إنفاذ القانون.
161 عامًا في خدمة الوطن، الدولة، والمواطن، حتى حفرت مؤسَّستنا اسمها عاليًا بين مؤسَّسات معدودة كانت دائمًا وسط الحدث، ونجحت في إنجاز المطلوب منها على أكمل وجه وبأقل درجة من الضجيج الإعلامي.
رفاقي، ضباط وعناصر قوى الأمن،
تهنئة كبيرة لكم في عيدكم. فأنتم تثبتون أنكم الرقم الضامن لكلِّ الاستحقاقات، كبيرة كانت أم صغيرة، في هذا الوطن، رغم كلِّ الظروف الصعبة والقاسية جدًّا التي مرَّت على الجميع، وتركت تأثيرها عليكم، وكادت تطيح بالأمان والاستقرار لولا وجودكم لتثبيت الأمن وحماية المواطنين والمؤسَّسات العامَّة والخاصَّة. شكرًا لكم، أنتم الذين ترفعون رأس مؤسَّسة قوى الأمن الداخلي عاليًا، وتثبتون أنَّ هذه المؤسسة حجر أساس لديمومة الدولة وانتظام القانون والنظام العام”.
وسأل رئيس تحرير المجلة العقيد الركن شربل فرام في كلمته: “ماذا لو انتخبنا؟”.
وكتب: “انتهت أيام الاقتراع ولم تنته تردُّداتها وتأثيراتها. نحن شاركنا في هذه العملية ككلِّ مرَّة نشارك فيها ونساهم في إنجاحها. نحن حافظنا على صناديق تحمل أصواتًا متعبة وخائفة على مصيرها. أصواتٌ لم تكن كثيرة ولكنَّها كانت مقتنعة بأنَّ باستطاعتها أن تُحدث تغييرًا ما في المشهد المأسوي. أصواتٌ علمت أنَّ العالم لا يكترث كثيرًا بحالها وعليها أن تقرِّر مصيرها. نحن شاركنا ككلِّ مرَّة في هذه العملية. لكن ماذا لو انتخبنا؟ ما الذي يمنع أن ندلي بأصواتنا؟ ألسنا من نسيج هذا الوطن؟ هل إنَّ معاناتنا وحاجاتنا هي مختلفة عن معاناة وحاجات مجتمعنا؟ هل نحن قاصرون عن تحديد خياراتنا؟ هل إنَّ أصواتنا ستأتي لغير مصلحة الوطن؟ ونحن نعرف أنَّ انتماءنا الأول والأخير هو للوطن؟”.
أضاف: “لن ندخل في زواريب السياسة، لكنْ لنا الحقُّ في أن نقرِّر مصير من يقرِّر مصيرنا. لنا الحقُّ في أن نختار من يرسم مستقبلنا ومستقبل أجيالنا. هل من الصائب أن نتساوى مع من حُكم عليهم بالحرمان من الحقوق المدنية، ومن حُكم عليهم بجنايات وجنح شائنة؟ هل نحن كمثل المحجور عليهم قضائيًّا؟ هل من الصائب مخالفة الدستور والإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ ماذا لو انتخبنا؟ لا تخافوا أصواتنا. لا تخافوا أصوات من ينتخب بالدم والشهادة كلَّ يوم. لا تخافوا أصوات من يحمل حياته قربانًا دائمًا للوطن. لا تخافوا أصواتنا. أصواتُنا أوَّلًا وأخيرًا هي للوطن. ولكن، بعد كلّ ما حصل ويحصل على الصعد كافة، نعود للسؤال: ماذا لو انتخبنا في هذا الزمن وهذه الأحوال؟ جوابنا: إرادة ما قد حرّرتنا من عبء المشاركة. إرادة ما قد حرّرتنا من صنع الآثام التي تجثم على صدر الوطن. الأكيد أن زمناً جديداً سيأتي. زمنٌ جديدٌ يحمل خلاصا وسلاماً، ويحملنا الى صناديق الاقتراع”.