شهدت أبرشية طرابلس المارونية لمناسبة ختام الشهر المريمي، مجموعة احتفالات رعوية رفعت فيها الصلوات على نوايا مختلفة. وشارك رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في أكثر من نشاط في مختلف أقضية ومناطق الأبرشية حيث ترأس القداديس الالهية في كل من كنيسة سيدة النجاة في الميناء وكنيسة سيدة الحارة في التبانة وكنيسة سيدة الوادي في بسبعل وكنيسة السيدة في مجدليا. كما شارك في مسيرة تطواف العذراء مريم في بلدة دير جنين العكارية.
وخلال عظاته توجه المطران سويف الى المؤمين بالمعايدة، سائلا الله “ان يمن عليهم بشفاعة العذراء مريم بالصحة والخير والطمانينة وراحة البال”.
وقال: “في ختام الشهر المريمي لا يمكننا إلا أن نعود ونُجدّد إيماننا أمام الرب ونطلب منه أن يزيدنا إيماناً ومحبة، فالعذراء لم تفعل شيئا في هذه الحياة سوى أنّها أحبّت الرب، فهي بكل بساطة وعمق وفرح قالت له “أنا أُحبّك يا رب، ها أنا خادمة لكَ فليكن لي بحسب قولك”.
أضاف: “اذا استطعنا ان نعيش عمق المحبة عبر خدمة الآخر الموجوع والمتألم والاهتمام به سنجعل العالم كله يؤمن بيسوع المسيح، فالروح القدس الذي حلّ على التلاميذ في العنصرة يحلّ علينا في المعمودية فنختم بمشروع يسوع الخلاصي فنفهم محبته ونكون شهودا لها”.
وخلال عظته في كنيسة سيدة النجاة في الميناء، أكد سويف ان “الحضور المسيحي في قلب عاصمة الشمال هو بطولة بحد ذاته، فبغض النظر عن العدد، يقوم المسيحيون في طرابلس بدور أساسي ومحوري وهذا ما تشهد له مختلف مكونات المدينة الذين يؤكدون ان وجودنا قادر أن يصنع الفرق لاسيما على صعيد المحبة ونقلها الى الآخر بغض النظر عن الحواجز التي يريد البعض رسمها لنا”.
وقال: “إننا نعيش واحدة من أصعب الازمات التي مرت على لبنان من تاريخ انشائه حتى اليوم، فهذا البلد الذي أسسه البطريرك الياس الحويك لجميع اولاده من المسيحيين والمسلمين يعيش خضة كبيرة على مختلف الصعد لاسيما على صعيد الهوية. انطلاقا من هنا، لا بد من الاشارة الى ان دعوة لبنان في قلب هذا الشرق المتنوع والمختلف هي ان يشهد للمحبة، محبة الآخر المختلف من حيث المذهب والدين والانتماء واللون والعقيدة. فالمحبة قادرة ان تجعل العالم كله يؤمن فينتقل الى مرحلة التبدّل والتغيّر نحو الأفضل، لذلك الدعوة لنا كمسيحيين ولبنانيين ان نتمسك بثقافتنا وحضارتنا التي يمكن تلخيصها بعبارة المحبة وان نسعى جاهدين حتى نتمكن من نقل ايماننا الى أبنائنا واحفادنا ومختلف الأجيال المقبلة”.
أضاف: “خلال الأزمات تنقل اجدادنا بين الوديان والجبال تاركين وراءهم كل شيء ما عدا صليبهم وانجيلهم وأيقونة أمهم مريم العذراء، وفي ذلك تلخيص لإيمانهم المتجدد دائما وأبدا”.