عندما سُئل سليمان فرنجية ذات مرة، عما إذا لم يحالفه الحظ لبلوغ رئاسة الجمهورية وكان الخيار أمامه بين جبران باسيل ومرشح آخر من قوى 14 آذار أو سمير جعجع، جاوب من دون تردد بأنه يختار باسيل رغم كل الخلافات بينهما، لأنه يسعى للحفاظ على الخط السياسي الذي يجمعهما.
اليوم، ترجم فرنجية هذا القول، بوقوف “التكتل الوطني المستقل” الذي يضم طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن ووليام طوق الى جانب مرشح التيار الوطني الحر إلياس بوصعب الذي فاز في الدورة الثانية بـ 65 صوتا متقدما بخمسة أصوات على منافسه غسان سكاف الذي حصل على 60 صوتا، مقابل ورقة بيضاء عدد 2 وواحدة ملغاة.
لم يعد خافيا على أحد أن ثمة تسوية قضت بتمرير أصوات الى الرئيس نبيه بري من تكتل لبنان القوي، مقابل أن يدعم الثنائي الشيعي ترشيح إلياس بوصعب لنيابة رئاسة مجلس النواب، وطبعا الى جانب التيار الوطني الحر والحلفاء والنواب المستقلين الذين يدورون في فلك قوى 8 آذار.
ومن المعروف أيضا، أن حزب الله يحاول إعطاء جرعات معنوية للنائب جبران باسيل بعد الخسائر التي لحقت به في الانتخابات النيابية، معطوفة على العقوبات الأميركية التي تكاد أن تشل حركته، وذلك بهدف إنعاشه سياسيا، فكان الخيار في أن يكون أحد أركان التيار الوطني الحر نائبا لرئيس مجلس النواب، لكن ذلك ما كان ليحصل لولا “التكتل الوطني المستقل” الذي تغاضى عن كل الخلافات وقدم مصلحة خطه السياسي على ما عداها، خصوصا أن التصويت للمرشح النائب غسان سكاف وهو حديث العهد في النيابة وغير معروف من قبل الأكثرية، ونيله 60 صوتا لم يكونوا له بقدر ما كانوا من أجل إسقاط مرشح التيار الوطني الحر الذي فاز 65 صوتا، من بينهم ثلاثة أصوات “ذهبية” من “تيار المردة” الذي تعالى عن كل الخلافات والجراحات مع باسيل وأعطى أصواته الى إلياس بوصعب بتوجيهات من سليمان فرنجية الى أخذ بيده الى منصب نائب رئيس مجلس النواب.