يواجه طلّاب الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) خطر الحرمان من فرصة إكمال تعليمهم، بعد اتخاذ إدارة الجامعة قراراً جديداً يجبرهم على دفع أقساطهم بالدولار الأميركي "الفريش" فقط، مما يهدد مصير الطلّاب واستكمال تعليمهم. قرّرت إدارة الجامعة بداية شهر نيسان "اعتماد ميزانية جديدة بالدولار اعتبارًا من خريف 2022 لدعم القيمة الكاملة للتعليم"، حسب ما ورد في رسالة بريد إلكترونية صادِرة عن رئيس الجامعة د. ميشال معوّض.234 مليون للفصل الواحدإنعكس هذا القرار زيادة كبيرة في الرسوم الدراسية. فبعدما كان القسط يبلغ 15 مليون ليرة قبل الأزمة في 2019، ارتفع ليصل إلى عتبة 36 مليون ليرة في 2020 بعد اعتماد الجامعة لسعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد، الذي حدده البنك المركزي آنذاك. ولكن على ضوء القرار الجديد، أصبحت الرسوم الدراسية لفصلٍ واحد في LAU بقيمة 234 مليون ليرة، ما يجعل دفع القسط مهمة شبه مستحيلة للطلاّب."اختارت الجامعة أسوأ إجراء ممكن، وحولّت الأقساط إلى "الفريش" من دون سابق إنذار. نعيش جميعاً الظروف الصعبة نفسها. حتّى لو كان دخل بعضهم بالدولار، الّا أنه يبقى غير كافٍ لإنفاقه على حياتِنا اليومية"، تقول لين مْحَيدْلي، طالبة سنة اولى في علم الأحياء التمهيدي للطب في الجامعة. تضيف "فكرت في إكمال دراستي في المهجر قبل الانضمام إلى LAU، لكنني فضّلت البقاء قرب عائلتي، لأن الغُربِة صعبة. لكن بسبب الوضع الذي وصلنا إليه، أصبحت هذه الفكرة أكثر منطقية الآن".احتجاج الطلابوفي محاولة لمنع "دولرة" الأقساط، نظّم العديد من الطلّاب وقفات احتجاجية في الحرمين الجامعيين في بيروت وجبيل بهدف الضغط على إدارة الجامعة، وعبرّوا عن صعوبة تأمينهم للأقساط بالدولار "الفريش". نتيجة لذلك، تمّ فصل بعضهم منهم لعدّة أيام بسبب "خرق قواعد سلوك الطلّاب"، حسب ما ذَكَر عميد الطلّاب د. رائد مُحْسِن.عقب الوقفات الاحتجاجية تواصلت الجامعة مع طلابها، وتَحاور رئيسها مع مئات الطلّاب في كل من الحرمين الجامعيين وأجاب على أسئلتهم، وحثّهم على تقديم طلب الحصول على المساعدات المالية، التي زادت ميزانيتها إلى مئة مليون دولار.وبعد الضغط من قبل الطلّاب ومجلس الطلّاب، أعطت الجامعة الخيار لمن يرغب بتقسيم القسط إلى أربع دفعات متساوية من دون فوائد، إضافةً إلى خفض قيمة الدفعة الأولى لفصل الخريف إلى نصف المبلغ المقترح أصلاً. ولكن الرسوم تسدد بالدولار النقدي حصراً.وقد صرّح د. ميشال معوض أن "هذا القرار نهائيّ وغير قابل للتعديل"، مشيراً إلى أن "أسبابه تعود إلى العجز الذي تتكبّده الجامعة، فمصاريفها باتت 75 إلى 80 في المئة منها بالدولار"، ولذلك أصبحت الجامعة "مضطرّة إلى إدخال بعض الدولار الفريش لتغطية جزء من العجز".لكن يبقى الطلاب مشدودين بين توْق للتخرّج من صَرْح علْمي عريق يسكن منطقة الضوء من جهة، والخوف من خسارتِه بسبب الوضع المالي المنهار من جهة أخرى. فالتعليم في لبنان بات عسلاً مرّاً.