فلسطين.. جميلة العرب، قلبهم ورمزعزّتهم. هي التي تسبى يومياً ولمّا تحد عن التضحية دفاعاً عن أقصاها وكنيسة مهدها، عن شوارع القدس وغزّة وجنين..
وأمس، وفي محاولة فاشلة كالعادة حاول العدو الصهيوني اقتحام باحات المسجد الأقصى خلال اقامته مسيرة الاعلام معتدياً على الشباب والأطفال والنساء والشيوخ الذين وقفوا في وجهه محاولين الدفاع بكل قوّتهم عن مقدّساتهم ومدينتهم وسط تقصيرفاضح لأي دعم عربي او دولي وغياب لأي بيان استنكار من جامعة الدول العربية او الأمم المتحدة.
في السياق، يصف خطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري اعتداءات العدو الإسرائيلي “بالوحشية”. ويقول: “مدينة القدس أصبحت ثكنة عسكرية وكذلك الأقصى. وما قام به الصهاينة عمل اجرامي غير قانوني وغير انساني لا نقر ولا نعترف به”.
ويضيف: “هذه الاعتداءات ما هي الّا دليل افلاس وانتقام. فهم يريدون رد الاعتبار لفشلهم في ضبط الأمور، وإخفاقهم بعدم التمكن في الأعوام السابقة من تسيير مسيرة الاعلام. والان يريدون ان يثبتوا وجودهم لان اليمين المتطرف الذي يقود هذه الحكومة اليمينية الفاشية الفاشلة، يتّبع عبر بينيت سياسة العصا الغليظة من اجل ان يرضي اليمين المتطرّف”.
إلى ذلك، يوجّه الشيخ صبري رسالة للعرب يدعوهم فيها لأن “يصحوا من غفلتهم، من نومهم وسباتهم”.
ويتابع “الأقصى ليس لأهل فلسطين وحدهم بل انّه لملياري عربي ومسلم. فالأقصى شأنه شأن مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وعلى العرب ان يتحملوا المسؤولية ويثبّتوا البوصلة نحو القدس. وعليهم أن لا يتناسوا انّ الله سبحانه تعالى سيحاسب كل من يقصّر بحق القدس والاقصى”.
ويختم خطيب المسجد الأقصى كلامه بالدعاء بأن “يشفي الله الشباب الجرحى الذين اعتدي عليهم زوراً وبهتاناً”.
اذاً، وفي وقت يبلغ تقصير العالمين العربي والإسلامي حد العار الأكبر لا سيما بعد موجات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وحده الرهان على شعب فلسطين بمختلف اطيافه في الدفاع عن أرضه هو الرابح الأكبر. فهذا الشعب سيغيّر مجرى التاريخ وكل كلام مغاير لا جدوى منه لأنّ أي تحليل سياسي لا يمكن ان ينطبق على الصمود الأسطوري لشعب السيد المسيح.
وكما يقول الشاعر إيليا أبو ماضي
“لا تحسبوها لكم موطنا
فلم تك يوما لكم موطنا
وليس الذي نبتغيه محالا
وليس الذي رمتم ممكنا
نصحناكم فارعووا وانبذوا
” بلفور” ذيّالك الأرعنا
وإمّا أبيتم فأوصيكم بأن تحملوا معكم الأكفنا
فإنّا سنجعل من أرضها
لنا وطنا ولكم مدفنا”