نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن دبلوماسيين غربيين أن دفعة أولى من المقاتلين السوريين المرتزقة وصلت إلى روسيا لتلقي التدريب العسكري قبل التوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في الغزو الروسي.
وقال دبلوماسي غربي، وهو حليف لحكومة النظام السوري، إن الدفعة تضم ما لا يقل عن 300 جندي من فرقة في الجيش السوري عملت سابقاً مع القوات الروسية في سوريا. وسيلتحق بالمقاتلين الذين وصلوا إلى روسيا، آخرون من جميع أنحاء سوريا. ووضعت قوائم بآلاف المرشحين الراغبين في المشاركة ويتم فحصها من جانب أجهزة الأمن السورية قبل إرسالها إلى الروس.
وتحولت سوريا في السنوات الأخيرة إلى مصدرٍ للمرتزقة في أعقاب الحرب التي مكّنت الكثير من الرجال بخبرة قتالية ودمرت اقتصاد البلاد لدرجة أن الناس يكافحون الآن للعثور على عمل، مما أدى إلى انتشار المقاتلين في مختلف حروب المنطقة مقابل أجر، بحسب الصحيفة.
وقال بسام الأحمد، وهو رئيس منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" التي أجرت أبحاثاً حول تجارة المرتزقة السوريين، إن "بعض السوريين يشعرون بالولاء لروسيا بسبب دعمها للأسد، فيما يرغب آخرون بالمشاركة في الغزو الروسي أملاً في الحصول على المال"، مضيفاً أن المقاتلين "يصدقون وعود المجندين بأنهم سيعينون في وظائف غير قتالية مثل حراسة القواعد أو المنشآت النفطية".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في 15 آذار/مارس، أن روسيا أعدت قوائم بأكثر من 40 ألف مقاتل ينضوون ضمن قوات النظام السوري ومجموعات موالية لها ليكونوا على أهبة الاستعداد للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يُشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد، إذ توجه آلاف خلال السنوات الماضية للقتال في ليبيا وأذربيجان إلى جانب القوات المدعومة من روسيا أو تركيا.
وفي بلد يتراوح فيه راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولاراً، وعدت القوات الروسية المجندين للذهاب إلى أوكرانيا براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار أميركي، وبتعويض قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلة المقاتل في حال وفاته.
والأربعاء، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن نحو 1000 مرتزق من مجموعة فاغنر موجودون بالفعل في منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا حيث أقامت روسيا جيبين انفصاليين وإن من بينهم سوريين.
وبدورها قالت سورتشا ماكليود التي ترأس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة بشأن استخدام المرتزقة: "ما نراه هو تجنيد مفترس. إنهم يستغلون الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ الذي يجد هؤلاء الناس أنفسهم فيه".
وجذبت الحرب السورية قوى أقليمية مثل إيران وتركيا وروسيا، وعملت جميعها مع الجماعات العسكرية السورية على الأرض لتعزيز مصالحها. وتسهّل بعض هذه القوى الآن حركة مرور المرتزقة.