2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo حسن نصرالله... قائد المقاومة لثلاثة عقود logo تنياهو ينفذ "ضربته الأقوى"... نظام إقليمي جديد عنوانه إسرائيل logo تاريخ حزب الله وأمنائه العامين: من التأسيس إلى اغتيال نصرالله logo خطة نتنياهو المعقدة: كيف تم الإيقاع بنصرالله في عملية سرية! logo صاروخ من لبنان يسقط في الأردن.. ماذا حدث؟ logo أعداد النازحين تتضاعف جراء العدوان الإسرائيلي.. وزير يكشف عن الحصيلة! logo غارة عنيفة تهزّ صور.. مبنى مُستهدف وانفجار كبير! logo ياسين يكشف عدد نازحي الجنوب حتى الآن!
الجنوبيون لم يسمعوا بأسماء المرشحين المعارضين
2022-03-31 20:26:23

يركن بائع القهوة الستيني سيارته على رصيف الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان، يقترب من نافذة سيارتي ليعطيني فنجان قهوة، أسأله: "من ستنتخب؟" يجيبني: "لا أحد".. ثم أتلو عليه بعضاً من أسماء المرشحين المعارضين لـ"حزب الله" و"حركة أمل" في دائرة الجنوب الثالثة، علي مراد، حسين الشاعر، حسن بزي وغيرهم، يقول بأنه لم يسمع بهم أبداً.
علياء ربة منزل في الخمسين من عمرها، يعمل زوجها حاجب مدرسة في إحدى القرى الجنوبية. كانت الأوضاع صعبة بالنسبة إلى العائلة حتى ما قبل الأزمة، الآن حدّث ولا حرج، مثلها مثل بائع القهوة لن تنتخب أحداً بدورها. أما ابنتها سارة، العشرينية التي تعمل ممرضة في إحدى مستشفيات الجنوب، فقد قررت إعطاء صوتها إلى لائحة معارضة للثنائي الشيعي، لكنها مثل والدتها، لا تعرف أياً من المرشحين المعارضين وحين أتلو عليها بعض الأسماء تنفي أن تكون قد سمعت بأي منهم.
إذا أردنا تحليل المجتمع الجنوبي، سنجد ثلاث فئات رئيسية، أولاً هناك الأثرياء، خصوصاً رجال الأعمال من المغتربين في إفريقيا، هؤلاء تربطهم علاقات مصالح وثيقة مع الثنائي الشيعي، خاصة "أمل"، حيث يحصلون على النفوذ والسلطة وبطبيعة الحال لا يعول عليهم في أي انتخابات مقبلة.
ثانياً هناك الطبقة الوسطى، الموظفون في القطاع العام والخاص وأصحاب المصالح الصغيرة، انحدر العديد منهم إلى الطبقة الشعبية الفقيرة بعد الأزمة، من حافظ منهم على وظيفته ومصالحه، ما زال مرتبطاً بعلاقات مصالح مع الثنائي، حيث أن "حركة أمل" كانت تسيطر على الوظائف في مختلف القطاعات، أما المصالح الخاصة فهي مهددة بالمقاطعة أو الانتقاد، إذا ما خرج صاحبها عن الجو العام.
أخيراً تأتي الفئة الشعبية، جيش العاطلين عن العمل، الفقراء، أصحاب الدخل المحدود جداً، والذين يشكلون الخزان الانتخابي لـ"حزب الله" و"حركة أمل". وعلى الرغم من عدم رضا هؤلاء عن الوضع الراهن، إلا أن صوت المعارضة لا يصل إليهم، وأقصى ما يستطيع هؤلاء عمله، هو مقاطعة الانتخابات.
لم يعد خطاب "حزب الله" جذاباً للطبقة الشعبية بعد الأزمة الاقتصادية وهدوء الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل وانتهاء المعارك في سوريا، بما تحمله من تهديد لعب عليه "حزب الله" لشد العصب الطائفي للشيعة. مع ذلك فإن الصوت الوحيد المسموع في الجنوب هو صوت "حزب الله" و"حركة أمل".
تتعدد أسباب غياب الصوت المعارض عن المنازل الجنوبية. أولاً هناك غياب المنصة الاعلامية القادرة على الولوج إلى بيوت الجنوبيين، خصوصاً بيوت الطبقات الشعبية. المرشح علي مراد مثلاً، والمرشح علي خليفة، ظهرا في قناتي LBC وMTV، اللتين لا تحظيا بمتابعة عالية في الجنوب، حيث تحوز قناة "الجديد" حصة الأسد من المتابعين، كما أن المتابعة تقتصر بمعظمها على نشرة الأخبار ومن ثم على المسلسلات والبرامج الترفيهية.
مشكلة أخرى يعانيها المرشحون المعارضون هي ابتعادهم عن الجنوب، حيث يقيم معظمهم في العاصمة بيروت، فيما لا يبدو الجنوب مألوفاً بالنسبة لهم. فأحاديث الصالونات الثقافية في شارع الحمرا تختلف عن الأحاديث المسائية للمزارعين والفلاحين وأصحاب محلات التجزئة والمطاعم الصغيرة في الجنوب، ويكاد يكون الحديث عن الدولة المدنية والعقد الاجتماعي الجديد واللامركزية الادارية الموسعة أموراً لا يفهمها كثيرون ولا تهم آخرين.
الابتعاد عن الأرض يشكل عائقاً أمام نشر البرامج الانتخابية والترويج لها بين أبناء الجنوب، كما أن الاحتكاك بالناس وإقامة الندوات أمامها عائق يتمثل في خطر قيام جمهور حزب الله وأمل بالإعتداء على المرشح وجمهوره تحت شعارات عديدة.
هكذا لا يبقى للمرشحين المعارضين إلا وسائل التواصل الاجتماعي لكي يحاولوا إيصال أصواتهم وبرامجهم الانتخابية للجنوبيين، وهي طريقة ليست فعالة تماماً، إذ لا يملك كل الجنوبيين، خصوصاً أفراد الطبقات الشعبية، حسابات في مواقع التواصل، ومن يملكها منهم قد لا يكون بالضرورة مطلعاً على الصفحات والحسابات المعارضة، هنا أيضاً يتفوق حزب الله وجيشه الالكتروني إعلامياً.
يضاف إلى ذلك كله ضعف التمويل لدى المرشحين المعارضين، فالحملات الاعلامية تكلف الكثير من المال وليس غريباً أننا لا نجد في الجنوب كله ربما، لافتة تحمل إسم مرشح معارض، أولاً لأنها قد تُمزق في اليوم التالي لتعليقها، وثانياً بسبب ضعف التمويل الذي يؤدي كذلك إلى ضعف الحملات الإعلامية في القنوات اللبنانية التقليدية وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top