2024- 09 - 29   |   بحث في الموقع  
logo حسن نصرالله... قائد المقاومة لثلاثة عقود logo تنياهو ينفذ "ضربته الأقوى"... نظام إقليمي جديد عنوانه إسرائيل logo تاريخ حزب الله وأمنائه العامين: من التأسيس إلى اغتيال نصرالله logo خطة نتنياهو المعقدة: كيف تم الإيقاع بنصرالله في عملية سرية! logo صاروخ من لبنان يسقط في الأردن.. ماذا حدث؟ logo أعداد النازحين تتضاعف جراء العدوان الإسرائيلي.. وزير يكشف عن الحصيلة! logo غارة عنيفة تهزّ صور.. مبنى مُستهدف وانفجار كبير! logo ياسين يكشف عدد نازحي الجنوب حتى الآن!
المرشح الخائب كنموذج للمجلس النيابي المقبل
2022-03-31 12:26:25

على طول طريق حمص بعلبك الدولية، وصولاً إلى ما يسمى "النقطة الرابعة" قبل بلدة أبلح البقاعية، الطريق مزروع بصور الموتى أو القتلى، أسماء وأسماء لوجوه شبابية من أعمار مختلفة، هي إما للذين اغتيلوا أو قُتلوا في الحرب الأهلية اللبنانية، أو الذين قُتلوا في الحرب السورية، ومعظمهم من عناصر "حزب الله" وبعضهم من حركة أمل، وهناك فئة منهم قُتلت بطريقة الثأر، فئة تصنف في خانة "شهداء الغدر"... وظهور صور الشهداء أو القتلى، موسمي، يزداد ويخف، وأحياناً يكون مرفقاً بعبارات تعبّر عن لوعة الفقدان أو عن الوعد بالثأر أو التنديد بطريقة القتل "يا حيف على الشباب"، ومرات تذهب صور الشبان العاديين إلى دائرة النسيان، ويبقى الإهتمام بالقادة الحزبيين أو أركان الحرب... ويبدو الموت أو القتل في الصور والأنصاب على طبقات ومراتب، والموت نفسه نقطة انطلاق في "السياسة" وتدبيرها أو اجتذاب ناسها ومناصريها. ففي المواسم الإنتخابية النيابية، على وجه التحديد، تكثر زيارات المرشحين أو الطامحين للدخول في الندوة البرلمانية، لـ"الأخذ بالخاطر" كما يقولون. و"الأخذ" هذا يتحوّل شيئاً من العراضة السياسية، بالنسبة للمرشح أو السياسي، والكثير من الأهالي يستسيغ زيارة السياسيين إلى بيوتهم، باعتبارها نوعاً من إعلاء الشأن أو إعطاء قيمة ومعنويات. لكن، أحياناً، تثير الزيارات نوعاً من نقمة أو نقزة. فخلال زيارتي الأخيرة إلى منطقة بعلبك، كان شبان إحدى العائلات يعبّرون عن انزعاجهم من مشاركة شاب حزبي مندفع ومرشح للانتخابات النيابية في تشييع قريب أو "رفيق" لهم. فالشاب الحزبي المفوه والمندفع والأنيق والطائفي والعلماني والحائر بين سوريا وحزب الله، وصل مع مرافقيه المسلحين إلى المقبرة، من منطلق أنه مرشّح، وليس من منطلق القيام بواجب اجتماعي. وقيل له في صفحات الفايسبوك "الغريب يجب أن يكون أديب(اً)". ومكنون شتمه أو الاحتجاج على عراضته، أن مرافقيه لم يحترموا حرمة الموت بمسدساتهم الظاهرة، وهم من عراضتهم ومسدساتهم يعبّرون عن فائض تشبيحهم وقوتهم، يقدمون صورة على ما ستؤول عليه النيابة حين يصل مرشحهم إلى مجلس النواب. والشاب الذي هبط بالمظلة إلى "موقع سياسي"، نتيجة نفوذه أو علاقته مع النظام السوري أو "بوقيّته" التلفزيونية والمنبرية، تقول "النكتة" إنه، شارك في مهرجان لحزبه أو ما بقي من فلول حزبه، دُعي اليه 150 شخصاً، فحضر 250 شخصاً، ومرد الحضور ليس أهمية الحزب ولا برنامجه ولا "أفكاره" ولا السعي لإحياء رميمه، بل كثرة المواطنين الانتهازيين الذين يريدون تدبير مصالحهم مع حواجز النظام السوري على حدود المصنع أو أمانة جوسيه قبل حمص... وهؤلاء، وهم من المواطنين العاديين أو التجار أو آخرين، يشبهون أهل السياسة اللبنانية في زمن الوصاية السورية، فالاستزلام لضابط في المخابرات السورية كان على قَدَم وساق، والاستزلام أنتج نواباً و"زعامات" و"سياسيات" قائمة على الولاء الأعمى والممانعة الانتهازية باسم العروبة والمقاومة ووحدة المسار والمصير. وبعد خروج جحافل الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005، سارع كثر من الممانعين إلى نقل البندقية والتخلي عن الاستزلام لمراكز عنجر أو البوريفاج أو أي مركز مخابرات، باعتبارها مرحلة وانتهت أو صفحتة وطُويت. لكن موجة الولاء سرعان ما ظهرت بنسخة معدلة وأكثر تعقيداً، وتتجلى في الولاء لحزب الله أو التواصل معه. فالذي كان يذهب إلى عنجر، بات يذهب أو يُطلب منه الذهاب إلى حارة حريك، للقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله، أو نائبه نعيم قاسم. وعلى هذا، فالشاب المندفع الطامح، والموعود بزعامة محلية، سرعان ما أصيب بخيبة بعدما وجد أن نفوذ منافسه أو الجالس في الكرسي، أقوى منه لدى سلطات الأمر الواقع، وبالمحصلة رأينا صورته يجلس مع الأمين العام.
وليس المرشح الخائب أو المنتظر تفريغ كرسي له في المستقبل، إلا نموذجاً لواقع الكثير من المرشحين، ولواقع الانتخابات النيابية اللبنانية وشعاراتها وصورتها. فبعد بعلبك، وابتداء من زحلة، نصبح على موجة من الصور المنصوبة على ذرى الأعمدة والبانويات، من صورة صدام حسين، الى صور حسن نصرالله، وما بينهما صور المرشحين للانتخابات وشعاراتهم الفضفاضة والحلمية. والشعارات والعناوين تشبه إلى حدّ كبير، تلك الإعلانات التي كانت المصارف اللبنانية تنشرها أو توزعها في متناول زبائنها ومودعيها، لترغيبهم في أخذ قروض وبوالص تأمين وغيرها. وكانت المصارف تصف عروضها وكأنها مرآة للفانوس السحري، "شبيك لبيك عبدك بين إيديك"، وغايتها الزعم بأنها تحل المشاكل، وتؤمن المستقبل وتحقق الأحلام. ومآل الأحلام البنكية أنها أصبحت كابوساً ما بعده كابوس، وهي على ما نعلم، في الأيام العادية، من خلال قروضها وفوائدها، كانت أشبه بحبل المشنقة، ومآل النيابة أيضاً أنها كابوس آخر. وللحديث صلة...


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top