2024- 06 - 29   |   بحث في الموقع  
logo غالانت عند الحدود اللبنانية: نستعد عسكرياً.. والبديل السياسي أفضل logo المسار الديبلوماسي يغلب التهويل الإسرائيلي.. وهوكشتاين ينسّق مع لودريان logo بايدن عازم على الاستمرار بالترشح..هل بدأ البحث عن بديل؟ logo توقف خدمات “أوجيرو” في هذه المنطقة logo العراق : اختتام معرض نفائس المخطوطات النادرة logo "القسام" تسقط طائرتي "درون" للجيش الإسرائيلي! logo "غير صحيحة"... البنتاغون يكشف ما صرح به بايدن أثناء المناظرة! logo “حزب الله” يستهدف مبنى يستخدمه جنود العدو
"أضواء" لدى "أليس مغبغب"... دعوة إلى الأمل
2022-03-31 12:26:24

في مستهل النشرة المخصصة للمعرض الذي تقيمه "غاليري أليس مغبغب"، نقرأ عبارة للفيلسوف إيمانويل كانط تقول: "الأضواء – الأنوار هي خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تقع مسؤوليتها عليه". تذكّرنا هنا بعبارة "عصر الأنوار"، وهي إحدى التسميات التي تُطلق على عصر النهضة الأوروبية، كَون تلك المرحلة من التاريخ الأوروبي كانت شهدت خروج القارة، أو أقلّه معظم دولها، من عصر الظلمات، الذي حلّ بأوروبا خلال القرون الوسطى، ونتجت منه "محاكم التفتيش" الشهيرة، وهي العبارة التي صارت ضرباً من مثل، وتُستعمل حتى الآن في مناسبات مختلفة.هكذا، شاءت "غاليري أليس مغبغب" أن تفتتح نشاطها هذا الموسم، وأن تعود إلى الضوء، وهي التي نشرت أضواء كثيرة سابقاً، من خلال تنظيمها عروضاً لفنانين مرموقين من أنحاء العالم. وإذا كانت الظروف قد عاكست الجميع، وإضطرت معها صالة العرض إلى تجميد نشاطاتها، شأنها شأن صالات أخرى، فإن العودة تقدّمتها فنانات إناث، وذلك خلال شهر آذار الذي شهد تكريماً للمرأة في غير مكان، وسارت الغاليري في الدرب ذاته لتخصص هذه الأيام لستّ فنانات، ممن تركن بصمات واضحة في مسارات التشكيل، وهن: إيتيل عدنان، جينين كوهين، هدى قساطلي، مالغورزاتا باشكو، كليمنس فان لونن ولي وي.
فنانات يبحثن عن النور. وبالرغم أن هذه العبارة تتخذ طابعاً مجازياً، فإن الأعمال المعروضة لا تخرج عن هذا المفهوم. كما أن العمل والجهد والمثابرة في المجال الفني تشكّل، في حد ذاتها، إسهاماً في نشر الضوء والأمل في بلد لم يعرف الراحة الحقيقية منذ عقود.في المعرض الذي نحن في صدده نرى الصور الفوتوغرافية الأخيرة لهدى قساطلي، التي التقطتها في ربيع 2020 على طريق الشام.صورة قساطلي لا تنتمي إلى فئة المشهد الطبيعي، أو المديني، كما يُخيل للمرء، إذ لا نرى طريقاً أو بيوتاً، بل أوراق غصن شجرة جاكارندا، أشبه بتلك الزخارف البرّاقة التي تنير الشريان الرئيسي لبيروت. استخدمت قساطلي الأسود والأبيض، ضمن تأليف محكم شبه متناظر بين شقيه، ومن وراء الأوراق يبرز الضوء، وكأنه يتسلّل من خلال ثقوب أملت الطبيعة أشكالها.من ضمن سلسلة Terrasses الذي نفّذتها الفنانة البولونية مالغورزاتا باشكو، عمل لوني ذو بعدين: جذع شجرة كستناء في المقدّمة، تنبت منه أوراق خضراء ذات حجم كبير، يمكن من خلالها تلمّس أشعة الشمس، المنبعثة بقعاً وظلالاً زرقاء مع أطياف وردية وشبه قامة مستلقية. عمل يذكّر، إلى حد ما، بتيار "النبيين" Nabis، وكأنه يأخذ بما ذكره موريس دوني، كبير روّاد المدرسة المذكورة، حين قال: "على التصوير أن يعمد، كالموسيقى، إلى مبدأ الإيحاء، والعمل على إدخال المشاهد عوالم غامضة غير محددة. وأن يجعل اللون وسيلة للتعبير عن العواطف التي يُنظر من خلالها إلى الموضوع".
من نتاج الفنانة إيتيل عدنان، العائد إلى مجموعة "اكتشاف المباشر"، وهي المجموعة التي نفّذتها قبل وفاتها بوقت قليل(رحلت إيتيل عدنان منذ فترة غير بعيدة، في 14 تشرين الثاني 2021). نرى هنا عملاً يعتمد الاختصار، يمثل طبيعة جامدة وجبالاً وأشجاراً، رُسمت بخط واحد، وكأنه يغوص في بياض القماشة. يُخيّل إلينا أن العمل السريع، بخطوطه القليلة والسميكة، يرمز إلى الوجود ذاته: أوقات تمر بسرعة، على خلفية الحياة في مفهومها الكلّي، الأبيض والفسيح، القابل لكل أنواع الحوادث والمجريات.لدى لي وي Li Wei، يلّف الضباب الأغصان العارية للأشجار، في عمل ينتمي إلى مجموعة من المشاهد الطبيعية المرسومة بالحبر الأسود المخفف على الحرير الأبيض. يطغى الرمادي بتدرّجاته اللانهائية على المشهد، مع نقاطه الصغيرة وخطوطة المتقطّعة التي تظهر وتختفي. صمت يطغى على المنظر الثلجي، في عمل طيفي يشبه صورة فوتوغرافية تعمّد المصوّر إخراجها من الحوامض قبل أن يكتمل ظهور عناصرها.التجهيز، الحافل بالضوء، للفنانة البلجيكية جينين كوهين، هو من مجموعتها المسمّاة Out of Focus، وهو عبارة عن تركيب هندسي جداري، استخدمت في صناعته قضبان خشبية مسطّحة، بعضها مطلي باللون، وبعضها الآخر بلون الخشب الطبيعي. التجهيز معلّق على الجدار، ما يجعله أشبه بإطار للوحة لا وجود لها، أو إطار لنافذة بلا أفق. يترك التجهيز ظلالاً عل الخلفية الجدارية، ويعمل تعدد العناصر على خلق إيهام بصري، يشير إلى مشهد طبيعي يتضمّن الكثير من الخيال، وبعيداً من الواقع.أخيراً، سنرى عملاً للفنانة - النحّاتة كليمنس فان لونين، وهي التي تتعامل في أعمالها العديدة المقاربات مع مواد مختلفة، وذلك بعد أن تدربت في بلجيكا مع النحات ميشيل سمولدرز، كما تابعت الدراسة في معهد الفنون الجميلة في باريس. عمل فان لونين هو عبارة عن منحوتة من البورسلين، مع قطع من النسيج، ومرصعة بالصدف. الضوء المنعكس على المينا الزجاجي الرمادي اللامع يضيف على العمل بريقاً خاصاً، وخصوصاً لدى معاينة العمل على الخلفية السوداء.على أن المعرض، في مجمله، وهو الذي يضم أعمالاً أخرى أيضاً، يبتعد عن السواد الذي لم يصلح في العمل الأخير إلاّ كعنصر ثانوي. فهو يمثل دعوة إلى الأمل والإيمان بمستقبل مضيء في بلدنا، كما في بلدان هذا العالم الذي يشهد في الفترة الراهنة حوادث لا تدفع إلاّ إلى تفاؤل بسيط وشديد الحذر.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top